التمديد لترشح ”لشكر“ لولاية ثالثة…نموذج استبدادي وعقبة أمام بناء حزب جماهيري

هبة بريس – الرباط

صادق المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، علو تعديل بالنظام الداخلي للحزب، يخول بموجبه للكاتب الأول للحزب والكاتب الجهوي والكاتب الإقليمي الترشح لثلاث ولايات متتالية، في انتظار مصادقة المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب المرتقب انعقاده خلال الفترة الممتدة ما بين 28 و 30 يناير 2022، بمدينة بوزنيقة.

وأثار هذا التعديل المقترح جدلا واسعا في صفوف أعضاء ومناضلي الحزب، بين من يراه شأنا داخليا لحزب الوردة، ويحق للكاتب للمجلس الوطني وأجهزته التقريرية أن تقر ما تشاء من قوانين تناسب وضعية وطبيعة ومستقبل الحزب، فيما تراه فئة عريضة من المناضلين داخل الحزب وخارجه، من المهتمين بمسار وتاريخ حزب المهدي وبوعبيد آخر مسمار يدق في نعش الاتحاد والديمقراطية الداخلية للحزب العتيد.

لرزق: لشكر نموذج استبدادي صغير وعقبة أمام بناء حزب قوي جماهيري

وفي هذا السياق اعتبر رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة إبن طفيل بالقنيطرة أن الشروع في التمهيد للولاية الثالثة لادريس لشكر هو إعلام عن فشل الديمقراطية داخل الحزب، و ضرب للتداول حول السلطة، وإدريس لشكر مستبد جديد في المنظومة الحزبية، بات من أبرز العقبات أمام بناء دعم جماهيري لحزب القوات الشعبية .

واسترسل لرزق في تصريح لجريدة “هبة بريس” الإلكترونية، قائلا : ”إن “الاتحاد مع ادريس لشكر دخل في زمن الفهلوة السياسية، و بات من دون لون و لا مذاق سياسي، مشيرا إلى أن ادريس لشكر و معه الحبيب المالكي كانا يتسولان دخول الحكومة، كغاية و ليست كوسيلة، حتى جعلوا حزب القوات الشعبية يُرمى إلى المعارضة“ .

وشدد ذات المتحدث على أن منح ولاية ثالثة لادريس لشكر سيكون بمثابة “قانون موغابي” الذي يتناقض مع الطموح الجماعي لأول حزب يساري بالمغرب، و الحال أن هذا الإفلاس السياسي و المبالغة في الفهلوة السياسية حسب لزرق يتجلى في محاولة تحويل الاتحاد من صوت القوات الشعبية، إلى خدمة أجندة عائلية، من خلال بروز منافسة حادة بين إدريس لشكر و الحبيب المالكي في تثبيت الأبناء في صورة مقيتة للعائلوقراطية .

رشيد لزرق، استرسل حديثته، معتبراً أن المؤتمر الحادي عشر ينبغي أن يكون مؤتمرا للقطيعة السياسية، و إعادة الاتحاد ليكون صوت للجماهير الشعبية، الأمر الذي يقتضي تسليم المشعل للجيل الجديد، القادر على إبداع وسائل نضالية جديدة، تمكن الاتحاد من مواصلة نضاله لتحقيق التقدم و الحداثة و العدالة الاجتماعية، وإعادة الاعتبار للهوية الاتحادية المتمثلة في التحرر و الديمقراطية و الاشتراكية .

ولفت المحلل السياسي إلى أن الاتحاد مع إدريس لشكر، الذي يعد من فلول مرحلة الشعبوية تحول الاتحاد من حزب طاقة إلى حزب بطاقة، جاعلا الحزب في خدمة العائلة، في إطار تسويات قبلية عبر التركيز على الأدوات الانتخابية، والحشد وخلط الأوراق، لافتا إلى مفارقة عجيبة وهي أن رئيس الفريق الانتخابي الاتحادي يخلط بين انتماءه للاتحاد و الحركة الشعبية .

واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن ترشح عبد الكريم بنعتيق و محمد البوبكري هو محاولة لخلط الأوراق أعدها لشكر نفسه، بغية مواجهة القيادية الاتحادية حسناء او زيد، التي تعد أول امرأة تقوم بالترشيح للكتابة الأولى متسلحة بشعبيتها و مصداقيتها، التي تعد حاجة لخلق وجة مجتمعية تعيد الاتحاد لمكانته الأصلية في أن يكون البديل اليساري، مضيفا أن هذه المحاولة تهدف إلى إغلاق التنظيم في وجوه القيادات ذات الزاد العلمي والتنظيمي والعمق الشعبي، وخنق ترشيح نسائي ذو مبادرة حرة و جريئة، تقوم على الوضوح و الشجاعة و القناعة ، مع مناهضتها لكل الممارسات ما قبل حداثية، وتبني لاختيار سياسي يقوم على الوضوح و الشفافية يتجاوز ما هو جامد.

وخلص المتحدث نفسه، إلى أن ترشيح أبو زيد يحمل معان كثيرة وطاقة كبرى للحزب والمشروع الديمقراطي الحداثي الذي يحمله حزب الوردة، على عكس رغبات لشكر ومن معه من محترفي التنظيم، الذين لا يهتمون بالإيديولوجيات الكبرى، ولا يستوعبون فلسفة النظريات السياسية الكبرى، ولا يتطلعون للتغيير الذي يسعى إليه المثقف والمناضل، حيث يتم توظيف جيش من الأتباع هدفهم الوحيد هو توليد الشعور باليأس و التيئيس لدى الشباب، قوتهم تتمثل في الريع السياسي مقابل الولاء والطاعة ، على حد تعبيره.

وختم المحلل السياسي مشدداً على أن الاتحاد كحاجة مجتمعية لمواجهة استبداد و فساد التدين السياسي، يحتم التحيين و التجدد والمكاشفة لمسايرة الزمن الدستوري، الذي أسس للديمقراطية التشاركية وحقوق الأقلية، مسترسلاً بأن ” هذا التحول يفرض خلخلة المدارك القديمة و التخلص من الوهم وعقدة المؤامرة، عبر طرح رؤية واضحة ومحددة للتغيير الحداثي في المغرب، بجعل الاتحاد حاملا لتطلعات القوات الشعبية ومن دونه ستظل الطبقات الشعبية محاصرة بين نزعة وصولية، ذات رؤية ضيقة ونزعة خرافية باهتة ونزعة ظلامية ونزعة عدمية، والقواسم المشتركة بين هذه النزعات هي افتقادها روح الإبداع إزاء المشاكل الداخلية والتغييرات العالمية“.

العروسي: ولاية ثالثة للشكر تأكيد لنية عدم الانسحاب رغم كل الإخفاقات

ومن جانبه سجل المحلل السياسي عصام العروسي في تصريح لجريدة “هبة بريس” الالكترونية، أن التعديل المقترح الذي يسمح للكاتب الأول للترشح لولاية ثالثة، يحاول تجاوز أزمة الحزب بالحفاظ على نفس القيادة ونفس الوجوه، التي يتزعمها ادريس لشكر، وتأكيد لعدم نيته من الانسحاب من قيادة الحزب بعد كل الإخفاقات التي تعرض لها جماهيريا وانتخابيا وسياسيا.

ولفت العروسي إلى أن الحزب فقد الكثير من البريق محليا وجهويا ووطنيا، حيث أصبح بعيداً عن هموم الطبقات الشعبية، كما أنه فقد بريقه السياسي وصار فاقداً لهويته الأيديولوجية، حيث ظلت أبرز قياداته تبحث فقط عن المنصب والمسؤوليات والمناصب الحكومية.

وأضاف المتحدث أن محاولات قيادة الحزب الحالية للدخول للحكومة بأي ثمن واستوزار المقربين والأبناء، رفضه أخنوش ولم يتح له الفرصة، مما عمق أكثر أزمة لشگر والقيادة الحالية

وأكد أستاذ القانون العام على أن السماح بولاية ثالثة للكاتب الأول، سوف تنهي أي مصداقية يتمتع بها الحزب وطنيا وإقليميًا، سيما بعد سلسلة التراجعات والانشقاقات والانسحابات التي تمت في صفوف الحزب، وسيؤدي هذا القرار لقطع الطريق أمام من سيتقدم للكتابة الأولى وخاصة القيادية حسناء أبو زيد، حيث تتمتع بمصداقية وسمعة كبيرة، واستقبل ترشيحها بامتعاض ورفض من لدن المواليين لإدريس لشكر.

وشدد المحلل السياسي على أن قبول هذا المقترح من شأنه أن يجهض الديمقراطية في صفوف حزب عبد الرحيم بوعبيد، الذي تطالب هياكله وأطره وقيادات متوارية عن الأنظار بالديمقراطية الداخلية، والحديث عن تحكم لشكر ومن معه بمفاصل الحزب وحياته الداخلية، وتفصيله رفقة ابنته لاستراتيجية الحزب الانتخابية، الأمر الذي يضرب في العمق الديمقراطية داخل الحزب.

وخلص العروسي إلى كون هذا التمديد سيخلف أزمة تنظيمية عميقة وسياسية أعمق، وستؤدي الى تشققات أخرى في جسد الحزب المنهك أصلاً، فضلا عن إمكانية وقوع انسحابات وازنة وبالجملة لأطر ومناضلي الحزب، اذا تم اقرار هذا التعديل.

وختم ذات المتحدث بالقول :” إن التواجد في صفوف المعارضة يقتضي حزب قوي ومتراص، الأمر الذي سيكون غير ممكن في حالة إقرار هذا التعديل، وسيدخل في دوامة كبيرة، ولشگر سيكرس هذا الضعف والتخادل لأن الحزب لم يعد له ما يقدمه بإسم اليسار عندما دخل لعبة الكراسي والمناصب، ويغيب عنه برنامج سياسي واضح يمكن أن يحقق التوازن في المشهد السياسي بالمغرب“.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. أليس في حزب الوردة كفاءات و رجال سياسة حتى يقرر العهدة الثالثة في الوقت بدل الضائع من نهاية عهدة الرحل الأول في الحزب؟
    إذا كان القرار لٱسباب معقولة فلماذا لا يتم إقصاء الأمين العام الحالي من حق الترشح حتى لا يقال انه هو السبب في رفع عدد العهد ؟
    طغت الأنانية و حب الكرسي و هزل العطاء .

  2. إنتهى حزبنا إلى الأبد. هذا قدر هيئتنا السياسية كأنما ليس في الإتحاد إلا دريس لشكر. ستتبعه لعنة المناضلين إلى يوم الدين.عار ثم عار ثم عار ما تقترفه في حق حزب الشهداء ….

  3. هاد لشكر و أصحابه هادوك اللي عمروا في البرلمان باعوا الماتش و خانوا الامانة والله يرحم المؤسسين ديال الحزب المناظلين ديال بصح، أما هادو خنزهم راه وصل لآخر الدنيا و ميمكن ننتظرو منهم والو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى