قنصلية برشلونة: من يوقف طغيان وجبروت الكاتبة الخاصة للقنصل العام “شريف الشرقاوي”

يبدو ان المثل المغربي الشائع “لي معندو هم كتولدولو حمارتو” بات يتجسد دون مبالغة في القنصلية العامة للمملكة ببرشلونة خاصة بعد تعيين القنصل العام الجديد “شريف الشرقاوي” القادم من قنصلية “إشبيلية” بملف نظيف ومليء بشهادات عابقة بالطيب وحسن السيرة والخلق ، نهج سار عليه وكرسه طيلة المدة التي قضاها في عاصمة الأندلس مما جعله محط إشادة واسعة بين أفراد الجالية المغربية المقيمة هناك، وبالتالي تم إختياره كرئيس للمركز القنصلي ب”برشلونة” التي غالبا ما تنتقي الوزارة أحسن ما تتوفر عليه من أطر وكافاءات لخدمة مصالح المهاجرين المغاربة بهذه المدينة.

لكن وللأسف الشديد دائما تجد تمة وفي كل مؤسسة عمومية أشخاصا لا هم لديهم سوى خدش الصورة المثالية والسمعة الطيبة لبعض المسؤولين إذ تنعكس بسرعة البرق وبشكل سلبي على المؤسسات التي يديرونها لدرجة فقدان الثقة بين الإدارة والمرتادين، وهذا في حد ذاته لا يعبر عن سلوكات المؤسسة عموما بل يسيء إلى أشخاص بعينهم ويضعهم على المحك أمام خطابات صاحب الجلالة الذي أوصى ولا يزال خيرا برعاياه في المهجر.

وكي نخوض أكثر في الموضوع، توصلت “هبة بريس” بشكاية من إحدى الفاعلات الجمعويات ببرشلونة مفاذها أنها تعرضت للإهانة والإحتقار من طرف الكاتبة الخاصة للقنصل العام التي انهارت في وجهها غضبا بمجرد ان سألتها بعد طول إنتظار أمام المكتب عن متى سيتفرغ القنصل العام لإستقبالها، سؤال يبدو ان الكاتبة الخاصة لم تستسغيه ولم يرق لها بالمطلق في وقت كانت فيه الإجابة جد بسيطة ولا تستدعي كل هذه الشوشرة ومقابلة سؤال بسؤال من قبيل” واش كتقدرو تمشيو للإدارات الإسبانية وتطلبو تشوفو المسؤول” إلى غير ذلك من العبارات التي نحن في غنى عنها ولا تزيد سوى الهوة وانعدام الثقة بين المهاجر وتمثيليته القنصلية.

من هذا الباب فقط نتساءل في ظل إصلاح القنصليات وتجويد خدماتها، أهكذا يتم التعامل مع الأجانب الوافدين على القنصليات لقضاء بعض الأغراض الإدارية؟ أم تمة تعسف واحتقار ودونية في حق المغاربة وحدهم ؟ إن كان الجواب على السؤال الأول بنعم فالمصيبة أعظم وأشد لأن ذلك يتنافى قطعا مع توجهات الوزارة، ثم إن كان الجواب على الثاني كذلك بنعم فقد نذكر السيدة الكاتبة الخاصة للقنصل العام أن هؤلاء المغاربة المهاجرين ليسوا في مزرعة أحد وإنما داخل مرفق عمومي لطالما أكد رئيسه أن باب مكتبه مفتوح لخدمة المواطنين، ولعل الكاتبة المعنية تدرك جيدا بعض الإشكاليات الإدارية التي لا يمكن لأحد أن يبث فيها سوى رؤساء المراكز ، وحتى لا نخرج عن سياق المشكل فالمعنية بالأمر مطالبة بالإرتقاء في أسلوبها وتعاملها مع الأشخاص دائما لأنها تمثل وجه القنصل العام، وتلك أبجديات لا يدركها سوى من تخرج من معاهد التكوين الديبلوماسي تحت عنوان “العداوة كاينة والصواب يكون”، لأن المنصب حساس جدا ويستوجب اللباقة وانتقاء الأساليب الديبلوماسية، ناهيك عن برودة الدم والأعصاب عند الإستفزاز.

ولنكون أكثر دقة في الموضوع فالسيدة الكاتبة الخاصة ليست المرة الأولى التي تثور في وجه مرتادي مكتب السيد القنصل العام، فقد كانت محط شكايات سابقة لنفس الأسباب تجاوزناها طبقا لمقولة ” الساعة الله”، اما أن يصبح السلوك معتادا ومتعمدا في كل مناسبة وحين فما هو إلا ذليل على العجرفة وانعدام المراقبة المفترض أن يقوم بها رئيس المركز حفاظا على سمعة إدارته ومصداقيتها.

وفي إنتظار أن تتدخل الوزارة الوصية على خط هذا التسيب الذي ألفته السيدة الكاتبة الخاصة نهمس في أذن الأخيرة أن قسم الكتابة وجد لترتيب المواعيد مع المسؤولين والعمل الجاد وليس روضا لتربية الأطفال، وإن إرتأت المعنية أن المعلومة فيها شيء من المبالغة فلا بأس أن تراجع وحدها الكاميرات المنتشرة في طابق القنصل العام، ولم لا مشاركة بعض الزملاء من الموظفين في هذا المشهد الغريب.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى