التقارب العسكري بين المغرب وإسرائيل يثير توجسًا ”إسبانيا-جزائريا“

تعرف العلاقات المغربية الاسرائيلية نمو مضطردا، وتطورا غير مسبوق على جميع المستويات، منذ توقيع الإتفاق الثلاثي بين كل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أواخر العام الماضي.

ويشمل تطور هذه العلاقات مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، مما يعطيها طابعا خاصا للعلاقات بين المملكة واسرائيل، حيث يعتبر ملف تطوير العلاقات العسكرية والأمنية، من خلال التفاهمات التي تمت بين البلدين والتي توجت بزيارة وزير الدفاع الاسرائيلي “بيلي غانتس” للمغرب في الأسبوع الماضي، إحدى أهم أوجه هذه العلاقات الجديدة.

ويبدو أن مسألة تطوير العلاقات العسكرية بين المغرب واسرائيل، لن يمر دون أن يكشف المتوجسين من هكذا تقارب بين البلدين، والمرتابين منه ومن تداعياته على المنطقة والتوازنات العسكرية والسياسية بها، خاصة من طرف الجارة الشمالية اسبانيا والشرقية الجزائر.

وفي هذا السياق يرى عصام العروسي أستاذ العلاقات الدولية أن اسبانيا تتخوف من تعاون مغربي اسرائيلي في المجالات الأمنية والعسكرية سيما في ظل التطور التكنولوجي الاسرائيلي خاصة في المجال الاستخباراتي ، والذي تحقق فيه اسرائيل تقدم وتطور هائل، فضلا عن كون إسرائيل قوة عسكرية داعمة في الخطط والاستراتيجيات العسكرية ويمكن أن تشكل مزودا كبيرا للمغرب بالسلاح المتطور، لافتا إلى أن هذا التعاون سيعزز به المغرب ترسانته العسكرية والاستخباراتية مما سيحقق توازنا للقوة في المنطقة.

وأوضح العروسي أن التخوف الثاني لدى إسبانيا هو استغلال اسرائيل لهذه الشراكة القوية لمراقبة إفريقيا الشمالية، وتتوجس إسبانيا من هذا التواجد، خاصة وأن لإسبانيا طموحات كبيرة في المنطقة تتسبب لها في مشاكل مع المغرب، وشراكة اسرائيل والمغرب تعني الدعم الاسرائيلي للمغرب وتعزيز تموقعه ودوره في المنطقة، خاصة في ملف الصحراء على الأقل من الناحية العسكرية والاستخباراتية، الأمر الذي سيحد من استعلاء اسبانيا على المغرب كمستعمر قديم.

وذهب الخبير في العلاقات الدولية إلى أن الجانب الثالث هو ترسيخ هذا التقارب مما سيؤدي إلى بناء قطب واضح بين المغرب واسرائيل والولايات المتحدة، الأمر الذي يقلق اسبانيا التي تلعب على الحبلين في علاقتها مع المغرب والجزائر، مشيرا إلى أن هذا التقاطب الجديد يسعى لقطع الطريق على التقاطب الآخر الروسي الجزائزي الإيراني الذي يحاول التغلغل في إفريقيا هو الآخر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى