الرواق الثقافي المغربي يزلزل شوارع “لوركا” في ذكرى عيد المسيرة الخضراء

حضور قوي ومكثف ذاك الذي حظي به الرواق المغربي الذي نظم ببلدة “لوركا” ضواحي مدينة مورسيا الإسبانية بمناسبة إحتفالات أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج بذكرى المسيرة الخضراء المجيدة التي أبدعها الراحل الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.

ستة وأربعون سنة بالتمام والكمال مرت على هذا الحدث التاريخي العظيم الذي وحد المغرب بجنوبه في مشهد وقفت الشعوب والأمم حائرة أمام سلميته وتلبية الحاجيات الضرورية للمشاركين فيه الذين قدروا بأزيد من 350,000 مغربي ومغربية لبوا نداء الوطن دون تردد رغم بعد المسافات وصعوبة المسالك، حدث تتوارثه الأجيال أبا عن جد وتحتفل به بإفتخار كبير وعزة شماء قل نظيرها في دول العالم كونه أعطى شرعية مطلقة من طرف المنتظم الدولي لإسترجاع أقاليمنا الجنوبية بعدما ذهل المستعمر الإسباني من عدد الجحافل الشعبية التي هبت لنصرة قضيتها الوطنية الأولى ، ثم يندحر دون رجعة ويترك الأرض لأصحابها مكره لا بطل.

تخليد هذه المناسبة الغالية على نفوس المغاربة قاطبة لم يقتصر طول السنين على مغاربة الداخل فقط ، بل صار رمزا وعنوانا للملاحم ولو خارج الوطن، وتكريسا لثقافة أمة تلاحمت مع العرش ووقفت وقفة رجل واحد مع قائدها الراحل الحسن الثاني آنذاك، فقد توارث الملوك العظام على عرش المملكة لكن المبدأ واحد والقناعات راسخة وأزلية لا تحركها الرياح ولو في أوساط جاليات مقيمة بدول تتذبذب مواقفها كالأثير، وتلك رسالة قوية إلى بعض الجهات التي تريد الإصطياد في الماء العكر مفادها أن المغاربة لا يساومون على فضاياهم العادلة ولو إختلف الزمان والأوطان.

هؤلاء المغاربة الذين أبانوا خلال كل محطة ومناسبة عنخارج الوفاء لرموز السيادة الوطنية وتعبئوا لإنجاح تظاهرات وملاحم سجلها التاريخ بكل فخر وإعتزاز خارج الوطن أو داخله، إلتئموا من جديد في عرس ثقافي وترويجي نظمته القنصلية العامة للمملكة ب”مورسيا”، وبإشراف فعلي للقنصل العام ” سيدي محمد بيد الله” الذي لم يفوت هذه المناسبة لإبراز وجه المغرب المشرف وثقافاته المتنوعة التي يتميز بها الشمال عن الجنوب والشرق عن الغرب إضافة إلى الروافد التارخية وروابط البيعة التي تجمع المغاربة بملكهم.

العرس الوطني الذي إختتم فعالياته يوم امس الأحد بحضور وازن لعدد من المهاجرين المغاربة والمواطنين الإسبان كان مناسبة كذلك لإستعراض فن الطبخ المغربي الأصيل كالكسكس والطاجين إضافة إلى قطع الحلوى والشاي اللذان كانا وجهة مفضلة لكل زوار الرواق المغربي الذي زلزل شوارع البلدة بمحاكاة أعراس مغربية لمختلف المناطق والجهات، وهو ما تظهره الصور والفيديوهات المرفوقة إذ تجمهر الكل على الفضاء المغربي لمعرفة ثقافته وفرص الإستثمار التي يزخر بها المغرب في شتى المجالات والقطاعات الحيوية.

مغربية الصحراء بدورها كانت موضوع دردشات بين القائمين على هذا الحفل الفريد من نوعه وأخذت حيزا مهما من الحوارات بين المجتمع الإسباني والقائمين على تنظيم المهرجان السنوي الذي تزامن وذكرى عيد المسيرة الخضراء المظفرة، كما كانت مناسبة سانحة لإطلاع الجيل الثالث من أبناء المغاربة المقيمين بالدائرة القنصلية ل “مورسيا” على مستجدات النزاع المفتعل من جهات خارجية يعرفها الجميع.

مبادرة حسنة وناجحة في وقت مناسب سيما في هذه الظرفية الحساسة التي تمر بها قضية وحدتنا الترابية ،(مبادرة) يعود الفضل فيها إلى القنصل العام “سيدي محمد بيد الله” الذي إخترق بتحد كبير سلسلة من الحواجز السياسية التي ساءتها المشاركة الفعالة لرواق مغربي كان بالأمس القريب غائبا عن الساحة “المورسية” ليصبح اليوم مشعلا منيرا وواحدا من أهم مقومات نجاح هذا المهرحان الذي يرتقب أن يصير عادة سنوية وموروثا ثقافيا يروج للمغرب على جميع الأصعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى