سطات…عندما تنتهك حرمات المؤسسات ويستباح محيطها

محمد منفلوطي_ هبة بريس

الصـــــــــورة هنا ليست تعبيرية، بقدر ما هي حقيقة تجسد لمدى التطاول والاعتداء على محيط مؤسسة تعليمية من المفروض أن يكون فضاء آمنا وجذابا يليق بتلامذته وأطره التربوية والادارية ومرتفقيه، لكن الحقيقة تثبت العكس، وتزكي تلك المقولة الشهيرة ” حائط المدرسة قصير ليجا ينقزو”.

أصل الحكاية، هو ما يعرفه محيط الثانوية الإعدادية العروسية التابعة للمديرية الاقليمية بسطات، من فوضى عارمة وانتهاك لحرماته، بعد أن تحول إلى سوق عشوائي للخردة والقش والأدوات المستعملة، ناهيك عن تفريخ العديد من البراريك، كل ذلك يسري أمام أعين السلطات والجهات المختصة، على الرغم من أن إدارة المؤسسة راسلت في الأمر لإنقاذ هذا الفضاء لكن دون جدوى…

فعلى طول هذه المؤسسة التعليمية التي يبقى لها الفضل علي وعليك وعلى عموم من تلقن أبجديات العلم والمعرفة داخل مقاعد الدراسة بها، انتصبت بعض الخيام، واتخذ الباعة من محترفي بيع الخردة أماكنهم بكل حرية لعرض ” قشهم وما اكتسبته أياديهم”، حتى التلاميذ لم يجدوا مكانا للوقوف ولا للجلوس في انتظار دقات الجرس، منهم من بات معرضا حياته لحوادث السير، ومنهم من اتخذ من أبواب المنازل المقابلة للمؤسسة مجلسا له وملجأ، في غياب تدخل عاجل من قبل الجهات المعنية لشن حملة منسقة لتخليص المكان من قبضة هؤلاء، تماشيا والإستراتيجية التي تنهجها الدولة في محاربة مختلف مظاهر العشوائية، عبر خلق بيئة سليمة، وجعل من المؤسسات التعليمية فضاء جذابا يليق بمرتفقيه.

نعم قد يفسر البعض تناولنا لهذا الموضوع بأنه تحامل على فئة معينة وحرمانها من فرصة لتحصيل قوت أسرة فقيرة أو هروب من بطالة تنكد العيش في زمن كورونا والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، لكــــــــن أن تجد الأطر الإدارية والتربوية والتلاميذ والتلميذات صعوبة بالغة في ولوج باب المؤسسة بسبب الحصار المضروب على المكان من قبل الباعة الذين نصبوا الخيام البلاستيكية وركنوا سيارتهم ودراجاتهم النارية والعادية وعرضوا منتجاتهم وسلعهم تحت ذريعة الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية، منتهكين حرمة مؤسسة تعليمية، فتلك أمور مرفوضة جملة وتفصيلا، بل تتطلب وقفة تأمل من قبل مختلف الفاعلين والمتدخلين لوقف هذا العبث الذي سيؤثر لامحالة على السير العادي للمؤسسة، وسيشكل بيئة خصبة لترويج بعض السموم والمخدرات، ناهيك عن ما سيخلفه هذا التجمع العشوائي من تشويش وفوضى بمحيط مؤسسة تعليمية كان من المفروض أن يبقى محيطا آمنا ومحصنا من كل المظاهر المهينة.

غير بعيد عن مقر المقاطعة الحضرية الأولى بسطــــــات، تفرخ هذا السوق العشوائي على طول سور الثانويةالإعدادية العروسية التي تعتبر من المؤسسات العريقة بالمدينة، التي تخرج وتعلم على أيدي أطرها التربوية المشهود لها بالكفاءة والجدية ونكران الذات، الكثير…منهم الطبيب والمحامي والصحافي والاستاذ والطالب الجامعي واللائحة طويلة..

مواطنون غيورون، استغربوا صمت الجهات المعنية، وطالبوا بتحرك عاجل لايجاد مقاربة حقيقية شمولية بإمكانها المساهمة في الحد من هذا النزيف وتحرير هذا الفضاء التربوي الذي أضحى قبلة للضجيج والروائح النثنة والكلام النابي، مع العلم أن من هؤلاء الباعة من سبق وأن استفاد من محل تجاري ببعض الأسواق النموذجية في إطار المقاربة التي تبنتها السلطات لإيواء الباعة، لكنه فضل عرض سلعته على طول هذه المؤسسة التعليمية لأهداف لا يعلمها إلا هو.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. فعلا أصبحنا نحترق ونتدمر من الوضع الذي آلت له مؤسسنا والشكر موصول لك على هذا المقال راجين من العلي القدير أن تتحرك السلطات المختصة وتعالج هذا الأمر.

  2. الله يرحم من قراك مقال جميل كيدافع على مدرسة لي قرات ولاد لمغاربة الفقرا ولاد دلاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى