البيجيدي بين “ذهب سعد وعاد عبد” : لبيك لا بديل لك لبيك

تمخض جمع “الإخوان” عن انتخاب بنكيران أمينا عاما قديما جديدا للحزب، والحق يقال أنه لا يمكن إنكار قوة بنكيران الخطابية، ومهارته في ردات الفعل الفورية، وتوفره على أسلحة لغوية فتاكة تتغذى من قاع التراث المغربي، تجعل خصومه يتفادون غضبه حتى لا “يضحك عليهم وفيهم العالم”، ثم للرجل قدرة رهيبة على التسلل إلى قلوب “البسطاء في التفكير” وإقناعهم بأن قوله وإن لم يكن هو الحقيقة فهو الحقيقة في نظرهم، لكن العدالة والتنمية لن ينتعش بعودة بنكيران، لأنه “فات فيه الفوت”، فبنكيران مات سياسيا، والحزب تفكك، فلا عودة لبنكيران إلا ليأخذ معه العدالة والتنمية الى قبره السياسي، لأن بنكيران والعدالة والتنمية هما مثل شخص وضله، والبيجيدي بدون بنكيران هو 8 شتنبر 2021 ، وأما باقي “الإخوة” في الحزب فهم مجرد أجسام تملأ المقاعد، وأرقام توحي بالحياة، ف”الأخوة” اقتاتوا من غزوات بنكيران وهم مدينون له بما كسبوه من منافع ومناصب، لذلك فطبيعي أن يتمرد بنكيران على محاولة إبعاده ويقول لإخوته “الحزب حزبي وأنا مولاه” ويزيد “بلا بيا كاين عا 8 شتنبر أخرى “..

عودة بنكيران بسوابقه توضح أن الأحزاب المغربية قاطبة تنخرها أزمة النخب المتجددة والشابة، حتى بات المواطن يتساءل هل تلك الأحزاب أصلا مدارس كي تنتج نخبا؟ بل هل ما تمارسه الأحزاب هو فعلا سياسة؟ فالنخب إن وجدت فهي تقاسي من الإقصاء، وكتب عليها أن تدور في فلك ” الأخ أو الرفيق أو الرئيس أو القائد المفدى”، ويصبح التقرب منه مجدا، والتمسح به بطولة، أما منافسته فخطيئة لا تمحوها توبة ولا عبادة… حتى حين الإطلاع على سير منافسي بنكيران فكلهم كهول من “النطيحة والمتردية” يستمدون الحياة السياسية من الزعيم كما تستمد الأرض الحرارة من الشمس، كلهم صور من النسخة البنكيرانية الأصلية، كلهم سلعة سياسية من تأليف وإخراج وصناعة وتعليب بنكيران، وقد كانوا في الأمس القريب نسيا منسيا.

ما عسى بنكيران أن يقدم للحزب مرة أخرى؟ هل سيعارض عشر سنين من تسيير حزبه قاد منها بنكيران النصف؟، هل سيطعن في برامج وسياسات هو وخلفه العثماني من سنها؟ هل سيقول للمغاربة “عا هادي والتوبة”؟ هل سيقول لهم أن للسلطة والنفوذ والجاه بريقا وإغراءا لا يقاومه الناسك المتعبد؟ هل سيقول لهم كما قال “الأخ الداودي” أنهم اختاروا العمل مع الدولة ففقدوا ثقة الناس؟ بمعنى أنهم لا يستحقون ثقة الناس إلا إذا تمردوا على الدولة…هل سيقول لهم ” واش فهمتيني ولا لا”…

ذهب سعد وعاد عبد، ولا جديد يلوح في أفق حزب بات في شكل معبد يجثوا فيه “الإخوان” على الركب ويهتفون بصوت واحد…”لبيك بنكيران لبيك، لبيك لا بديل لك لبيك، إن السلطة والمنصب والتقاعد معك مضمونين لبيك”..
إذا كان البيجيدي قد مات إكلينيكيا يوم 8 شتنبر للأسف، فإنه اليوم يشرع في الموت البيولوجي بعد أن أسعف نفسه بالحقنة الخطأ

مقال راي للكاتب محمد الشمسي

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. تتكالبون على هذا الحزب، لكنه لم يسرق شقتن في الشونزي ليزي كياسمينة بادو، او عامين من الاجر وعقار في تركيا كشباط وسنوات السرقة
    رغم كرهي لهذا الحزب يبقى انظف واحد

  2. للأسف عندكم عقدة بن كيران. ستفقدون كثيرا من القراء إذا لم تتركوا حسب العدالة واهتموا بالأحزاب الاخرى

  3. ماذا قدمتم للشعب المغربي حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم غدا يوم القيامة ستقفون أمام الله

  4. هي لعبة يتداولونها بينهم فقد الفوا الأبهة وعدسات الكمرات هم كمن كان قبلهم وجاء بعدهم شرذمة منافقين متلاعبين بالناس والدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى