بلباو: مغاربة يقطعون مسافة 2000 كلم من أجل الحصول على جواز السفر

إكراهات كثيرة تلك التي تعاني منها القنصلية العامة الوحيدة في إقليم الباسك بعد موجة الهجرة الداخلية للمهاجرين المغاربة القادمين من مختلف المدن والمناطق بسبب الإمتيازات الإجتماعية التي توفرها حكومة الإقليم لكل المقيمين على ترابها دون إستثناء، ولو من جنسيات وأصول أخرى غير إسبانية ما دفع بالعديد من العائلات أن تحزم حقائبها للبحث عن “حياة أفضل” والعيش تحت رحمة تلك المساعدات ولو على حساب المرحلة الشبابية التي يفترض من الإنسان أن يستغلها في الكد والعمل والمساهمة قدر المستطاع في صندوق الضمان الإجتماعي حتى لا يكون عالة على الآخرين في مرحلة الشيخوخة وبعد أن يبلغ من العمر عتيا، فهؤلاء وللأسف الشديد رغم كل اللقاءات التواصلية التي تنظمها الجهات المعنية للتنبيه من هذه الظاهرة وعواقبها المستقبلية لا يزالوا لم يستوعبوا بعد مدى خطورة كسلهم وعدم رغبتهم في العمل، بل الأكثر من ذلك يصبحون رهينة المساعدات لدرجة أن السلطات المختصة تتتبع جميع تحركاتهم وتلزمهم بدفع كل ما جنوه من رواتب في حال دخولهم إلى التراب الوطني دون ترخيص مسبق، وبالتالي تعتبر هذه القوانين بالنسبة لهؤلاء المهاجرين المغاربة “مجحفة وذات طابع عنصري” _ حسب تصريحاتهم لهبة بريس _ .
اما عن الجانب الإداري لهذه القنصلية التي زارها موقع “هبة بريس” في إطار جولاته المتواصلة، يمكن القول انها تتموقع وسط أرقى شارع في مدينة “بيلباو”، وما زاد من أهمية هذا المركز القنصلي هو الإختيار الصائب لإنشائه أمام مبنى الحكومة الباسكية إذ يظهر علمنا الوطني يرفرف خفاقا على مرأى بضع مترات من أعضاء الحكومة الباسكية وساستها، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلتفت أي منهم في لحظة ما دون أن يستبق نظره لعظمة وجمال رايتنا المغربية وهي ترفرف في رقعة جغرافية تعتبر معقلا كبيرا وموطنا جديدا للإنفصالين وأعداء الوطن،ناهيك عن وجود هذه القنصلية في موقع حساس ومهم كان له بطبيعة الحال جانبه الإيجابي جدا في التعريف بالمغرب سياسيا وعلى أعلى المستويات سيما من خلال البناية الجديدة التي تم إنتقائها بعناية وإحترافية فائقتين مضفية بذلك تأثيرا من نوع آخر على المشهد السياسي لعاصمة “الباسك” ومواقفه العدائية والغير المتزنة تجاه قضيتنا الوطنية الأولى.
وفي اول تغطية إعلامية مفاجئة قمنا بها في موقع “هبة بريس” إلى القنصلية العامة ب”بيلباو”، سجلنا إنعداما تاما للطوابير باعتبار هذا المركز القنصلي إعتمد منذ مدة نظام المواعيد المسبقة عبر الإيميل، اللهم في بعض الحالات الخاصة بالمهاجرين المغاربة القادمين من عمالات وأقاليم تبعد بمئات الكيلومترات والتي قد تصل أحيانا إلى أزيد من (950 كلمتر ) ذهابا فقط، إذ لا يخفى على الجميع بما فيهم وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي ان هذه القنصلية تغطي عددا كبيرا من الجهات والأقاليم إضافة إلى المدن المجاورة أي بعدد إجمالي يفوق 140.000 مهاجر مغربي، وبالتالي تعتبر القنصلية الثانية من حيث الكثافة على الصعيد الإسباني ، فقد يعتقد البعض ان هذا العدد مبالغ فيه داخل نفوذ مدينة “بيلباو ” الصغيرة مقارنة مع قنصليتي مدينتين كبيرتين ك “برشلونة وإشبيلية”، لكن العكس صحيح وله إعتباراته الخاصة والجغرافية حسب التوجهات الأخيرة التي إعتمدتها الوزارة في إحداث قنصليات جديدة لتقريب الإدارة ما أمكن من رعايا صاحب الجلالة، وتلك سياسة يجني ثمراتها حاليا أفراد الجالية المغربية لما فيها من ربح للوقت وتقليص لمسافات التنقل الطويلة التي قد تمتد لساعات كثيرة ناهيك عن تكاليفها المادية الباهضة سيما بالنسبة للعائلات ، وعلى سبيل المثل لا الحصر تضم القنصلية العامة ل”إشبيلية” حوالي 70.000 مهاجر مغربي أي نصف ما تضمه القنصلية العامة ل”بيلباو” ، اما القنصلية العامة ل”برشلونة” فكانت بدورها قبل سنوات تضم عددا كبيرا من الجالية غير ان إحداث قنصليتي “خيرونا و تاراغونا ” قلص من هذه الأعداد بشكل كبير ، كذلك بالنسبة لجهات “مورسيا ، ألميرية، فالينسيا ” تقلصت الأعداد بعد إحداث آخر قنصلية عامة ويتعلق الأمر بالقنصلية العامة ل “مورسيا” .
تصريحات المهاجرين التي إستقيناها من قلب القنصلية العامة ل “بيلباو” كلها صبت في خانة واحدة ألا وهي ضرورة إحداث قنصلية جديدة على مستوى جهة “أستورياس” أو “غاليسيا” بحكم المسافات الطويلة التي تنهك أفراد الجالية المغربية ماديا ونفسيا، سيما وأن مشروعها سبق وأن نشر في الجريدة الرسمية منذ سنوات، لا بل وقبل ان يخرج مشروع القنصلية العامة ل”مورسيا” إلى الوجود، الشيء الذي زاد من إستغراب أفراد الجالية في المنطقة واعتبروه إهانة في حقهم وتهميشا لا يمكن السكوت عنه لأنه يدخل في صلب التوجيهات الملكية السامية والرغبة الملحة لجلالته في الإرتقاء بالخدمات القنصلية ومواكبتها لتطلعات رعاياه بالمهجر.

وفي دردشة خفيفة جمعتنا مع القنصل العام السيدة “فتيحة الكموري” حول طريقة إشتغال هذه القنصلية ، أكدت الأخيرة أنها ملتزمة بتوجيهات وزارة الخارجية والتعاون في هذا الباب، مثنية بذلك على طاقمها الإداري المتميز الذي لا يدخر جهدا في خدمة مصالح الجالية المغربية المقيمة تحت نفوذها القنصلي، مضيفة ان اليد الواحدة لا تصفق في إشارة إلى تفاني هؤلاء الموظفين في التطبيق السليم والصارم لمهام هذا المركز القنصلي الذي وجد لخدمة أفراد الجالية ومعالجة ملفاتها المتشعبة سواء مع السلطات الإسبانية او نظيرتها المغربية داخل الوطن، وحتى نكون أكثر دقة في التوصيف _ حسب ما عاينه طاقم هبة بريس خلال التغطية _ يبدو أن لا صرامة في التعامل مع الجميع بعد صرامة القنصل العام “فتيحة الكموري “،فهي تلك المرأة التي يصفها موظفوها قبل الآخرين ب “الحديدية” التي تتابع كل صغيرة وكبيرة مما يدور داخل المركز إلى غير ذلك من التدابير التنظيمية التي من المفترض ان تشمل كل الإدارات ضمانا للشفافية والمردودية ، ويمكن أن نشبه هذه المرأة بالقائد الميداني الذي يتقدم الرتل العسكري في ساحات الوغى إذ تراها أول من تشتغل لتعطي تلك الصورة المثالية وتحفز الموظفين للعمل وبذل أقصى الجهود مع إعطائهم ذاك الإحساس بأن لا فرق بين رئيس ومرؤوس ، فالكل يعمل على طريقة الجسد الواحد الذي إذا إشتكى منه عضو تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى.

وإيمانا منا في “هبة بريس ” التي أخذت على عاتقها منذ سنوات مواكبة العمل القنصلي وتتبع إنجازاته وإخفاقاته بما يضمن للمصالح المركزية ان تكون على علم تام بمعاناة الجالية ومشاكلها ، نوجه نيابة عن أفراد الجالية المغربية المقيمة تحت النفوذ القنصلي للمركز المعني مناشداتهم العاجلة للسيد الوزير “بوريطة” بتعجيل إحداث قنصلية جديدة حتى تقلص المعاناة والمشاكل المطروحة على مستوى التنقل بالنسبة لأولائك الذين يقطعون مسافات طويلة أملا في الحصول على جواز سفر مغربي يبقيهم على صلة وتواصل بالوطن رغم أن عددا مهما منهم يتوفرون على الجنسية الإسبانية لكن الجواز المغربي له إعتبارية خاصة بالنسبة لهؤلاء _ حسب تصريحاتهم دائما _ .

حري بالإشارة أن يوم الإثنين المقبل هو يوم عطلة بمناسبة “الهالوين” على إمتداد التراب الإسباني، إذ بادرت بعض قنصليات المغرب في إسبانيا ( بيلباو، برشلونة )إلى الإعلان عن أن مصالحها لن تتعطل بهذه المناسبة الدينية إيمانا منها بمضاعفة الجهود لخدمة أفراد الجالية المغربية التي تستغل العطلة للتنقل والتوجه صوب المراكز القنصلية لقضاء أغراضها الإدارية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. كان لدي موعد في قنصلية بلباقة مسجل بالهاتف والصوت على الساعة العاشر صباحا،لما دخلت هناك ومن بامبلونا لم أجد اسمي في اللاءحة،لما استمعوا الى التسجيل اعطوني موعدا آخر في نفس اليوم الساعة الرابعة مساء!!!!!!!!

  2. أولا نشكر مراسل الجريدة على هدا التقرير القيم و تغطية الشاملة و نحن كجالية مغاربية نقطن بقاليسيا و المناطق البعيدة عن قنصلية بلباو نريد من جلالة الملك محمد السادس نصره قاءدنا و نحن نعلم أن ملكنا سوف يستجيب لطلبنا و يأمر أوامره السامية و المطاعة بفتح ملحقة قنصلية بمنطقة اوفيدو في القريب العاجل حتى ترتاح من متاعب السفر و المعنات مع أهلنا و اولادنا الى قنصلية بلباو ..عاش المغرب و قائدنا امير للمؤمنين بخير ملك محمد السادس نصره الله و اسرة الملكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى