اعتراف كولومبيا بمغربية الصحراء… تقزيم للدور الجزائري بدول أمريكا اللاتينية

في سياق الزخم المستمر الذي باتت تكتسبه المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل أساسي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أكدت جمهورية كولومبيا يوم أمس على لسان وزير خارجيتها، إعتراف بلادها بسيادة المغرب على صحرائه، ودعم مقترح الحكم الذاتي الواقعي والعملي الذي تقدم به المغرب لحل الملف.

وبهذا القرار تكون بذلك كولومبيا قد قطعت مع ماضيها المناوئ للوحدة الترابية للمملكة والمتماهي مع أطروحة الجزائر والبوليساريو شأنها في ذلك، شأن العديد من دول أمريكا اللاتينية التي انساقت وراء مواقف المعسكر الشرقي، الذي كان يوفر الدعم السياسي واللوجيستي والعسكري للجزائر حاضنة البوليساريو.

ويأتي هذا القرار ليعزز مكاسب الديبلوماسية المغربية، ويزيد من نجاحاتها التي أغضبت وأزعجت الجارة الجزائر، بعدما أتت على ما نسجته من تحالفات، وخلقته من مواقف في صفوف عدد من دول افريقيا، واليوم يأتي الدور على دول أمريكا اللاتينية الذي استثمرت بها أموالاً طائلة لأزيد من عقدين من الزمن.

وفي هذا السياق يقول الأستاذ عصام العروسي الخبير في العلاقات الدولية، أن الموقف الكولمبي الجديد يؤشر على تحول جذري في سياسة هذه الدولة التي كانت إلى الماضي القريب جزءا من تحالف يضر بالمصالح المغربية، ، كما يؤشر على احتدام التنافس على إعادة صنع التقاطبات والتوجهات الجديدة في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، وهي المناطق التي كانت قطب الرحى في هذا التنافس ، مشيراً في دات السياق إلى أن المغرب نجح في مهمة إفريقيا، بعدما تراجعت العديد من الدول الإفريقية وسحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية، الشيء الذي جعل الجزائر تتلقى الضربة والرسالة، ما أدى إلى تحرك وزير خارجيتها رمطان العمامرة، لمحاولة استمالتها من جديد بتقديم مساعدات سخية قصد تغيير موقفها وإعفاء بعضها من الديون.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية على أن خلفية دولة كولومبيا كانت تذهب في اتجاه تأييد البوليساريو، لأنها كانت متأثرة بالموجة الشرقية مع كوبا والبارغواي وغيرها، معتبرا أن سحب هذا الاعتراف واعترافها بمغربية الصحراء، إدراك من كولومبيا بتغير الواقع الدولي وتجاوز طروحات البوليساريو، وأن موقف الأمم المتحدة بدأ يميل نحو الحل السياسي الواقعي والعملي، والمقترح المغربي بالحكم الذاتي هو أقرب لهذا التصور ولموقف الامم المتحدة.

ولفت العروصي في تصرح لجريدة “هبة بريس” الالكترونية، إلى أن تعيين دي ميستورا يذهب في هذا الإتجاه، وتأكيد لهذا الموقف، والمعركة القادمة أو معركة كسر العظام كما سماها، ستكون في أمريكا اللاتينية، مشيرا إلى أن الديبلوماسية المغربية نشطة وقادرة على كسب هذا الرهان، سيما وأن تصريحات ومواقف المغرب بخصوص الملف والمطالبة بدعم مبادرة الحكم الذاتي ومطالبة الجزائر بالجلوس لطاولة المفاوضات للكف عن دعمها للبوليساريو ومضايقة المغرب، تجد لها آذانا صاغية.

وخلص نفس المتحدث إلى أن المغرب نجح في تحجيم وتقزيم الدور الجزائري، خاصة بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، ومكنه من إقناع دول كانت في صلب المحور الجزائري، بسحب الاعتراف بالكيان الوهمي وتبني الموقف المغربي، أو على الأقل الوقوف بباب الحياد بخصوص هذا النزاع المفتعل، الشيء الذي جر الكثير من النقد الداخلي على وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة ولديبلوماسيتها.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. نشيد مرة اخرى بالدور الفعال والحكيم الذي تسير على نهجه الدبلوماسية المغربية الراقية والناجحة التي من وراىها اشخاص دوي كفاءات وقدرات عالية وروح وطنية حقة على التعامل مع القضايا الدولية واكتساب النجاحات المتتالية بخصوصها اننا نشكر ونتقدم باسمى التحيات الى كل من اساتذتنا الاجلاء منهم الاستاذ الكبير والخبير ناصر بوريطة والاستاذ الجليل عمر هلال وكل من ساهم بانجاح كلمة الحق ورفع راية الوطن عالية شامخة عاش المغرب عاش الملك الصحراء مغربية الى فناء الوجود

  2. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    للأسف الشديد أصبحت الجزائر شأنها شأن ذاك المقامر الخاسر الذي يكرر لعب القمار ليس من أجل الربح ولكن من أجل استعادة أموال خسرها في السابق. نسأل الله العفو والعافية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى