سطات.. هل فشلت تجربة الأسواق النموذجية في ايواء الباعة الجائلين؟

هل فشلت أم أُفْشِلت تجربة الأسواق النموذجية في ايواء الباعة الجائلين بمدينة سطات؟ سؤال بات يورق بال المتتبعين للشأن المحلي هنا بعاصمة الشاوية، لاسيما بعد ” تغَوّل” الباعة الجائلين بعرباتهم ودوابهم وهم يفرضون قانونهم الخاص بمعظم الشوارع والأزقة والساحات العمومية محولين إياها إلى فضاءات تعج بالنفايات.

فبعد التجربة التي أطلقت في وقت سابق والتي كانت تروم القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، عبر ايوائهم داخل أسواق نموذجية بكل من حي سيدي عبد الكريم واسماعلة وميمونة..إلا أن هذه التجربة وحسب رأي كثيرين لم يكتب لها النجاح، ولم تحقق الاهداف التي جاءت من أجلها وصرفت الأموال لانشائها، ليبقى الشارع والساحات العمومية وقبالة المساجد بمثابة أسواق عشوائية تفي بالغرض.

النموذج هنا من حي سيدي عبد الكريم وبالضبط من “السويقة” المتواجدة بالقرب من مقبرة مولاي أحمد بسطات، هذا الحي الذي تعيش ساكنته وضعا بيئيا كارثيا بفعل انتشار الأزبال والنفايات ومخلفات الباعة المتجولين وبائعي الدجاج والأسماك ناهيك عن تحول المكان إلى مربط للحمير ومنطلقا للكلاب الضالة التي باتت تهدد حياة الأطفال والنساء، الأمر الذي يتطلب تحركا عاجلا لفك الحصار المضروب عل الساكنة أمام صمت وتجاهل الجهات المعنية.

وكشفت مصادرنا من عين المكان أن السبب راجع إلى كون الباعة المنتشرين هناك يعمدون على ترك نفاياتهم وبقايا الخضروات وروث البهائم خاصة يومي الخميس والأحد، تاركين وراءهم أكواما من الأزبال التي تحولت بدورها إلى مرتع للحشرات والروائح النثنة المنبعثة من حاويات القمامة مما أعاق فتح نوافذ الشرفات والمنازل للتهوية.

هذا وأضافت مصادرنا، أن سكان المنطقة نبهوا هؤلاء العابثين بالمجال البيئي أكثر من مرة إلى سوء سلوكهم، لكنهم تمادوا في الأمر، متخذين من المكان المجاور لأحيائهم السكنية مرتعا ومبيتا لدوابهم أمام مسمع ومرأى الجهات المعنية، مناشدين هذه الأخيرة ومعها حماة البيئة للتدخل لوقف هذا العبث الذي أثر سلبا على جمالية المدينة ويهدد سلامة وصحة المواطنين وخاصة الأطفال الصغار، وتساءل المتضررون عن الجدوى من انشاء الأسواق النموذجية بالمدينة ودورها في الحد من ظاهرة عربات الخضروات المنتشرة بمختلف الأزقة والأحياء، مطالبين باعطاء الانطلاقة بها حتى تفي بالغرض الذي أنشئت من أجله.

ويشار أن معظم الشوارع الرئيسية والساحات العمومية تحولت إلى ما يشبه أسواقا أسبوعية عشوائية أو مواسم، تعرض فيها شتى أنواع المنتوجات والخضروات، في انتهاك صارخ للملك العمومي وجمالية المدينة، أبطالها باعة متجولون عاثوا فسادا بالساحات الرئيسية والمرافق العمومية، الأمر الذي يحثم على الجهات الوصية على القطاع العمل لايجاد حلول ناجعة من شأنها أن تعيد للمدينة جماليتها وللساكنة كرامتها وحقها في استنشاق هواء عليل خال من الروائح النثنة لاسيما مع مجيء مجلس جماعي جديد بتركيبة جديدة، تعهدت كافة مكوناتها خلال حملاتهم الانتخابية بالعمل على انقاذ المدينة ومعالجة كافة المشاكل التي تتخبط فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى