الفينومينو محمد الدخيسي … يوجد من الشبه أربعين لكنه واحد

سعيد سونا – باحث في الفكر المعاصر

بمجرد أن يستيقظ، لاتسمع للأنفاس الشريرة ، حسا ولا ركزا… ” فما أطال النوم عمرا ولاقصر في الأعمار طول السهر ” … أكيد أنه من المعجبين بهذا المقطع الماتع ، لسيدة الطرب العربي ام كلثوم ، في رائعتها ” رباعية الخيام ” لذلك تجده لاينام الا لماما ، وتلك هي خصلة من أراد أن يكون اسمه في مجلد المجد ثابت … سفير الخير في بطن الشر ، يصر بعزيمة متوقدة وفولاذية ، على إدخال المجرمين في حجر أبدي، وفي اعتكاف سرمدي …

انه ببساطة ،،،، الفينومينو محمد الدخيسي ، المدير العام للشرطة القضائية ، الرجل المحب المحبوب ( سيرته المهنية والذاتية اسفل هذا المقال ) … إحدى فلتات هذا الزمن الرديء ، وإحدى أبرز الشهادات الحية ، على صدق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الخير في امتي إلى أن تقوم الساعة ” … رغم قسوة الحال ، يشتغل بروح ربانية ،،، لاتعرف للكدر ولاللضجر سبيلا .

يقولون انه يوجد من الشبه أربعين ، نعم الجملة صحيحة ، كما كان يقول الشهيد جمال خاشقجي ، لكن الأيام ، وقوارع الزمن ، أثبتا أنه واحد ووحيد ” unique ” حيث يستوي الظل والصمت ، والهدوء ذو المضامين الثورية ، الذي يقود إلى الفعالية ، في خدمة الصالح العام ، بدون حنجريات عنترية، ولامزايدات ينتهي مفعولها ، حيث يبدأ أذان خدمة الله وعباده والوطن … نعم الوطن والوطنية، تلك هي عقيدته وقطعياته التي لايتسلل اليها الشك ،،،، تلبسه ثنائية- تقديس المواطن ورجل الأمن – وتلك معادلة هينة على من تسكنهم اخلاق الفروسية .

قد يقول أحدهم ماهذا الإطراء ؟ نجيب بيسر وبالله التوفيق … يا صاح لقد ولى زمن الأخلاق والفحولة ،،، فاصبحنا بمجرد أن نعثر على قطعة ثمينة حلال، نقبل كلا وجهيها… وحتى افحم المتربصين ، فهذا العبد الفقير كتب في المنصف المرزوقي مؤخرا على سبيل المثال لا الحصر، مالم يكتبه عنثر على عبلة ، رغم البعد واختلاف الوطن ، لكن القيم الكونية النبيلة تجمعنا ، وتقزم مساحة اختلافاتنا، فلهؤلاء تطرقوا الرؤوس، بمحيا باسم ، وبحلة قشيبة ،،،، فشتان بين الرضاب والقرضاب ، فنحن قوم لانقف على باب ا٦حد ، ولانقيم في جيب أحد ، نحن نمجد من مجده الزمن ، ونطرق جميع الأبواب مهما كان سمكها، ونقف أيضا في وجه صغار النفوس أعداء الثوابت الوطنية والأخلاق…. فالسيد محمد الدخيسي سيتمر في مجاورة الصدق، ولن يغره كلامنا هذا ، فالرجل يدرك خبايا مقولة سيدنا علي كرم الله وجهه ” ان المغفل يصطاد بالمدح ” فاتركونا من هدر الزمن الاصلاحي ، فلن نلتفت الا للفرسان، فدعونا يرحمنا ويرحمكم الله، نبث السرور والتشجيع ، في القلوب الطاهرة .

ولكي لانترك اي ركن من هاته الظاهرة العجيبة ، نقدر في الرجل كذلك حبه المحترم والمعقول ، لمدينة وجدة ، مضجع الرجولة والكرم ، حيث تشد الرحال إلى مدينة تحترم نفسها ويحترمها الوطنيون، فالجزء من الكل ، فوجدة من المملكة المغربية الشريفة ، التي تفرق دم الرجل بين مدنها ولياليها الوعرة….فقد تحصرم قبل أن يتزبب ،،، فقد بدا وردة متفائلة ثم تحصرم فغدى عنبا حلوا ، وانتهى زبيبا، فلم يحرق المراحل ، ولم يسرق نجاحه من احد ، فقد تدرج برصانة قانونية وعقلانية ، حتى وضع نفسه أمام محرقة الجسد لانارة الطريق للاخرين …. فلا سر وراء ذلك الا امرأة متدينة تكفلت بالوطن الصغير ، لتترك زوجها يتفرغ للوطن الكبير ، كما وصلنا من مقربيه… صحيح وراء كل رجل عظيم امرأة صالحة …

أعاد المدير العام للشرطة القضائية، توزيع محاور وفلسفة الاشتغال، لمحاربة الجريمة ، وانقلب على الكليشهات الجاهزة ” كالدولة الأمنية ” وسرع من وتيرة المعركة ضد الخروج عن القانون ، ونقلها إلى ذروتها ، بحماسة تنتصر لقيم عمل المديرية العامة للامن الوطني ، الذي خبرها وخبرته ، فتجده كمحرك ” Google ” عندما يتعلق الأمر بأرقام هذا المرفق العام ، الذي يعضض من قوة وصلابة الدولة الوطنية القوية ، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله …. لذلك اختزل كل شمائله في هاته العبارة التي كتبتها قبل عشر سنوات من الان ….محمد الدخيسي الظاهرة الأمنية في بعدها الأخلاقي…

اما من جهة أخرى،،،، وحتى نكاتف المضمون بالمنهج ، لا بأس أن ننوركم بمنهجنا في تحليل الظواهر ،،،، فنحن نكتب نصا ومقالة تصنع المعنى ، لابد من منهج صارم ، وقد تكون هذه الخاصية هي التي دفعت بعض المنظرين ،،،، إلى القول إن القابل للتحديد في النص، هو ما يقوله هو في انفصال كلي عن كل المضمرات الثقافيّة المرتبطة بما يمكن أن ينتقى من الوحدات الدلالية…

واستنادا إلى هذه المسلمة ، رفض البنيويون الأوائل بشدة أن تكون للنص او المقالة،،،، صلات بشيء آخر غير معطيات العالم الموصوف داخله، ما كانوا يسمونه “المحايثة” التي تقتضي فصل الوقائع الموصوفة عن محيطها وشدها إلى “بؤرة” داخليّة هي مصدر المعنى وغايته.

وتلك هي القناعة التي عبَّر عنها كريماص في القرن الماضي حين أكّد “ألا خلاص لنا خارج النص” فليس هناك من قصد سوى ما يمكن أن تسلّمه النصوص طوعا أو قسرا،،،، والقصد في العرف البنيوي ليس سوى تسمية أخرى للسياق، عدا أن السياق في البنيوية حصري ووثيق الصلة بغاية سابقة على التلقي، إنه في صلب المقالة وليس خارجها ، حيث لايلتفت المتلقي إلى المنهج ، ويستسلم للمضمون بقراءة اندماجية ، كما قد يفعل القاصرون فكريا مع مقالتنا هاته …

فقد استحضرنا شيء من عقيدة الحكاية ، حارسة الزمن والوقائع ،،،، بتعبير بول ريكور …. فاحمد الله انني باشرت كتابة هاته الحروف ، بعدما اكرمني الله بقراءة سيرة التكوين ، لسعيد بنكراد الموسومة بعبارة ” وتحملني حقيقة لاظنون ”

كما لم أهمل الاليتين العتيقتين، للفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري :

– التصنيف الفلسفي
– تداعي النظائر

فلابد من الإشارة في الأخير ان الرجل ، مثقف من العيار الثقيل ، حيث يقاتل من أجل إيجاد حيز زمني ، للإطلاع على أمهات الكتب ، واخر ماجادت به المكاتب العالمية ، من زاد علمي ، يقيه شر معالجة الأمور

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى