عكس قنصلية مورسيا: قنصلية المملكة بمدريد تستقبل أزيد من 1400 مغربي في يوم واحد

عاشت القنصلية العامة للمملكة بمدريد يوم أمس الإثنين على وقع إزدحام غير مسبوق بمناسبة العيد الوطني الإسباني الذي يصادف 12 أكتوبر من كل سنة، حيث تغتنم الجالية المغربية كعادتها هذه العطلة للتوجه نحو المراكز القنصلية قصد إنجاز أغراضها الإدارية كالبطائق الوطنية وجوازات السفر إلى غير ذلك من الخدمات التي تقدمها القنصليات المغربية في الخارج

“هبة بريس” إنتقلت إلى القنصلية المذكورة في إطار الجولات المباغثة التي تقوم بها نحو مختلف القنصليات بين الفينة والأخرى للإطلاع على احوال الجالية المغربية وأخذ تصريحاتها الميدانية فيما يخص الشق الإداري المرتبط بعلاقاتها مع الإدارة العمومية وكذا المجهودات التي تقوم بها الأخيرة في ترجمة التوصيات الملكية السامية على أرض الواقع كتجويد الخدمات وتبسيط المساطر الإدارية في حدود ما يسمح به القانون دون إضرار بسمعة الإدارة وطاقمها، حيث تبين من خلال المعاينة أن هذه المؤسسة تشتغل كخلية نحل دون توقف، فلا مجال هناك للتقصير ولا سوء التدبير، الكل يعمل في مكانه ويقوم بالدور المنوط به دون أن يضيع ولو ثانية واحدة في ما لا علاقة للإدارة به.

إنتقلنا إلى الطوابق الثلاثة إنطلاقا من مصلحة الشواهد والحالة المدنية حيث كان الإزدحام على أشده لكن الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام إذ لا تسمع سوى رنات أجهزة الأرقام التسلسلية تنادي بنظام وانتظام على الرقم الموالي ليتم إستقباله عند الشباك المخصص بالغرض الإداري الذي قدم لأجله، صعدنا إلى الطابق الثاني المخصص لمصلحة الجوازات البيوميترية والمتكون من خمس شبابيك زجاجية لاستقبال المواطنين ثم شباك سادس على اليسار مخصص لتسليم الجوازات الجاهزة لأصحابها، الإزدحام شديد وقاعة الإنتظار مملوءة عن آخرها ينتظر كل واحد دوره في إحترام تام للإجراءات الصحية الخاصة بمحاربة إنتشار “كوفيد 19″، فلا صوت يعلو أيضا فوق رنات جهاز الترقيم الآلي الذي يقرر من يتقدم إلى شباك الخدمات ، فالموظفون يسابقون الزمن لتسريع وثيرة تقديم الخدمات الإدارية لأفراد الجالية المغربية التي أستغلت العطلة لقضاء أغراضها في القنصلية،

الطابق الثالث البعيد بعض الشيء عن الضجيج والضوضاء بحكم المصلحتين الحيويتين المتواجدتين داخله ، مصلحة العدول والمصلحة الإجتماعية حيث يفترض ان يكون الجو ملائما لمثل هذه الخدمات الإجتماعية كتحرير عقود الزواج والإنصات لبعض المشاكل التي يعاني منها أفراد جاليتنا بالمهجر وأقصد المصلحة الإجتماعية التي كانت وما تزال بمثابة الأمل الوحيد في الإستماع إلى المشاكل العائلية وحلها بطريقة ودية بين المتنازعين ،

نزلنا إلى الطابق تحت أرضي والذي يعرف بدوره إزدحاما غير مسبوق على مستوى قاعة الإنتظار والدرج، إنها مصلحة البطاقة الوطنية التي تعتبر الأكثر ضغطا من أية مصلحة أخرى، هناك يمكن ان نصف المكان ب”الماكينة الألمانية” التي تعمل دون توقف ولا ملل، رغم الإزدحام فهذه المصلحة كتب عليها ان تلتزم بإنجاز أكبر عدد من البطائق الوطنية علما أنها لا تشتغل بنظام المواعيد المسبقة، فالكل ينتظر دوره لرفع البصمات، وبالمناسبة نرفع القبعة لهؤلاء الموظفين نساءا كانوا أم رجالا لمدى تحملهم ساعات الدوام العادية ثم الإضافية داخل فضاء تحت أرضي يفتقر إلى التهوية والإضاءة الطبيعية.

إن تضحيات الطواقم الإدارية في كل قنصلية لا يمكن تغاضي النظر عليها ، فبقدر إنتقاذنا لواقع بعض القنصليات كذلك من واجبنا أن نشيد ببعضها سيما عندما نرى بأم أعيننا أن هؤلاء الرجال يعملون في نكران للذات من أجل خدمة مصالح المهاجرين ولو تطلب ذلك منهم تجاوز ساعات الدوام القانونية كالذي عاينناه مساء أمس الإثنين من داخل القنصلية العامة للمملكة بالعاصمة مدريد حيث أغلقت الأبواب في حوالي الساعة السابعة مساء ودون ان يسجل أي مواطن مغربي نظرة إنتقاص من شأنه سواء من طرف الموظفين أو نواب القناصلة أو حتى من القنصل العام بنفسه الذي تفاعل بدوره مع الإزدحام وصار يسلم بطائق التعريف الوطنية الجاهزة لأصحابها دون أن يكترث بمنصبه الحساس أو يكتفي كالبعض بإعطاء التعليمات من مكتبه

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى