فقط في المغرب.. آلاف الناجحين في الانتخابات يختارون “الحجر الصحي” طواعية

المغرب بلد الاسثتناءات بامتياز، اسثتناءات كرستها الانتخابات الأخيرة بداية من هويات مرشحيها و مرورا بحملاتها و وصولا ليوم الاقتراع و النتائج، غير أن الاسثتناء لم يتوقف عند هذا الحد ليصل مرحلة ما بعد الانتخابات و تشكيل التحالفات.

المعروف في كل دول العالم، أن الناجحين في الانتخابات مباشرة فور إعلان فوزهم بصناديق الاقتراع يشرعون في التواصل مع أقرانهم و مع الكتلة الناخبة بشكل مباشر و ميداني و هو ما لا يحدث في بلد إسمه المغرب، بلد الاسثتناءات بامتياز.

و في هذا الصدد، يعيش المغرب، هذه الأيام، أكبر حجر إنتخابي يعرفه العالم، حيث اختارت آلاف مؤلفة من مستشاري الجماعات الترابية أن يُحجر عليها، بشكل إرادي، داخل مئات البيوت و الفنادق و الفيرمات الموزعة على تراب المملكة.

المستشارون يتلقون الأكل والشراب، بأنواعه، عبر النوافذ ومن خلف الأبواب في احترام تام لمقتضيات قانون الطوارىء السياسية وقد قطعوا الاتصال بكل معارفهم وعيا منهم بخطورة الجائحة التي تجتازها البلاد.

و يختبئ المنتخبون الناجحون في أماكن مجهولة بعيدا عن أعين بعضهم البعض، وحدها هواتف “السماسرية” تتحرك لترصد و تراقب و تفاوض و توصل “الخبز سخون” للأعضاء بعضهم البعض.

هذا الأمر مرده الخشية من “انقلاب” في التحالفات في آخر لحظة قد يحدث بسبب مساومات راغب آخر في رئاسة مجلس ما، الثقة تكاد تكون منعدمة بين الناجحين في الانتخابات مع بعضهم البعض ما دام المال يغري و قد يقلب “الفيستة” و يغير واقع الحال.

و سيتواصل حجر الأعضاء الناجحين في الانتخابات لحين عقد جلسات انتخاب رؤساء المجالس الجماعية و الإقليمية و الجهوية، حيث يخشى كل مرشح لتلك المناصب من منافسيه و قدرته على استمالة أعضاء فريقه، المهم أن أكثر ما يريحه نسبيا هو أن يخبئهم حتى يبعدهم عن المساومات و يضمن ولاءهم و أصواتهم و لو كان الأمر لا يمث للديمقراطية بصلة في بلد الاسثتناءات.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يجب على الدولة إصلاح منظومة الاستحقاقات،وذلك بوضع شروط على المترشح والناخب أيضا، مثل المستوى الدراسي، وعدم تكرار الولاية لاكثر من 2 بالنسبة لرئيس جماعة أو بلدية حتى يتسنى للآخرين التناوب… كما يجب خلق لجان لمراقبة وتفحص اشغال عمل الهيئة المنتخبة. وعند نهاية الولاية يحثم على الرئيس المنتخب والمنتهية ولايته تقديم جرد للأعمال
    التي قام بها فترة تسييره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى