سطات وشبح المياه العادمة للوحدات الصناعية وصمت المسؤولين

محمد منفلوطي_هبة بريس

ارتبط اسم مدينة سطات، باسم وادي بنموسى الذي ظل لسنوات يروي حقولها و” عراسيها” الممتدة على طوله وصولا إلى الفضاء الغابوي المطل على المدخل الشمالي…ظل هذا الوادي القلب النابض، كمجرى مائي يتغذى من منابع العيون القادمة من جنوب المدينة قبل أن يطالها الجفاف.

رغم مرور السنين، ظل وادي بنموسى شامخا شاهدا على تاريخ المدينة، وحتى في زمانها هذا، لازال يقاوم على الرغم من أيادي حولته إلى مصب للمياه العادمة التي تلفظها بعض الوحدات الصناعية، أمام مرأى ومسمع الجهات الوصية وكذا الهيئات المنتخبة وحماة البيئة.

كارثة بيئية بمدينة سطات لا تحضى باهتمام الحكومة و لا مجلس الجهة ، رغم المراسلات و المداخلات في قبة البرلمان، وهي من الملفات الحارقة التي يجب ان تحضى باهتمام المجلس المقبل، هكذا تفاعل البرلماني عن إقليم سطات “محمد غياث”، على صفحته الفايسبوكية، وهو السياسي الوحيد بالإقليم الذي سبق وأن طرح موضوع تلوث وادي بنموسى أمام ممثلي الأمة بقبة البرلمان في وقت سابق، وليس في زمن الحملات الانتخابية، حيث قال في وقت سابق بأن الوحدات الصناعية بالمدينة تلفظ يوميا ما يقارب 10 آلاف متر مكعب يوميا، موجها قوله للوزير بالقول ” العامل كيكتب، ورئيس المجلس البلدي كيكتب، ولكن لا أحد يجيب، مطالبا إياه بالتدخل العاجل لوقف هذا الخطر المتربص بحياة الساكنة.

وشدد محمد غياث حينها على أنه وفي إطار المهام الرقابية للعمل الحكومي، فإن الوضع المائي في المغرب منذ 2005 دخل مرحلة الخطر، مطالبا بوضع خطة استراتيجية لمواجهة هذا الخطر من خلال معالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها، مؤكدا في معرض مداخلته على أن الحكومة لم تعبر عن إرادتها السياسية الحقيقية في التعامل مع هذا الملف الحساس بالشكل المطلوب.

ويشار أن تصريف هذه المياه العادمة، يجد طريقه نحو محطة ما يسمى بمعالجة المياه العادمة بجماعة سيدي العايدي، التي تحولت بدورها إلى منطلق للروائح النثنة وأسراب الناموس والباعوض، ناهيك عن تأثيرها على الفرشة المائية، وتهديدها للأمن الصحي لساكنة الدواوير المجاورة، زد على ذلك أن مجموعة من الفلاحين باتوا يعتمدون على مياهها الملوثة لسقي منتوجاتهم وتوجيهها إلى الأسواق القريبة دون رقابة من قبل المصالح الصحية وحماية المستهلك.

ويعول المواطن السطاتي، على التركيبة الجديدة لكل من المجلس البلدي والاقليمي المقبلين، أن يعيا بخطورة الوضع، ويعملان بروح الفريق، بعيدا عن منطق المزايدات ” الخاوية”، والسياسات التدبيرية الارتجالية الترقيعية خدمة لأجندات ضيقية بمساحيق تجميلية بنكهة ” كاميرا شوفوني”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى