الحملات الانتخابية والعناق.. رجاء التزموا التباعد

مع كل إطلالة نسيم الانتخابات، تخرج بعض الكائنات الانتخابية لتؤثث المشهد بعد غياب طويل، وهي التي نقضت العهد مع من أعطوها أصواتهم، وهي التي أخلفت الميعاد معهم ولم تنزل من برنامجها الانتخابي المقتبس بصيغة “كوبي كولي”، إلا مآزرة في دفن موتاهم أو حضور الجنائز أو مساعدتهم على نصب الخيام للمعزين، أو تركيب مصباح عمومي مهترئ، أو ترقيع حفرة بشارع عام…هكذا اختزلت أدوارها، على الرغم من أن ميثاق التعاقد بينها وبين المواطنين كان أكبر وأعمق يلامس الشق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وخلق فرص شغل للشباب.

هي بعض الكائنات الانتخابية -حتى لا نسقط في مبدأ العمومية-، التي حان الوقت لخروجها إلى العلن، بابتسامتها العريضة وعناقها الحار حتى في زمن التباعد وشبح كورونا، تجدها ترهول إلى افشاء السلام جهرا، وكأن الحنين يعيدها وراء لتجالس الفقراء والبسطاء وتستمع لهموهم، وتواسيهم عناقا حارا…نقول لهؤلاء…رجاء على الأقل، تقيدوا بالتدابير الاحترازية وارقوا بمستوى حملاتكم الانتخابية حتى تناسب مغرب الألفية الثالثة وطموحات الشعب.

أصل المقال هنا، هنا يستمد مرجعيته القانونية من الدستور، والخطب الملكية التي شدد من خلالها الملك محمد السادس نصره الله على أن الانتخابات هي فرصة تمنح المواطنين سلطة القرار في اختيار ممثليهم، وأن عليهم إحسان الاختيار لأنه لن يكون من حقهم غدا، أن يشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدم لهم…

رسالة قوية لبعض الكائنات الانتخابية وللأسف نجد العدوى انتقلت حتى لصفوف بعض الشباب الذي كان المعول عليهم في رفع مشعل الاصلاح، تراهم بدورهم يلعبون لعبة سباق الأرانب، وحتى منهم من أبدى رغبته في خوض غمار السباق الانتخابي، وهو الذي لا يحمل في جعبته لا رؤية واضحة ولا برنامج عمل ولا حس بمسؤولية، سوى أنه أراد لنفسه مكانة في العمل السياسي لربما تمهد الطريق أمامه لتسهيل أموره.

يا للأسف أصبح بعض الشباب من يلعب لعبة الارانب، تاركا الساحة لأولي نعمتهم من الساسة المحترفين من أطياف حزبية أخرى، بعد أن أفلحوا في خلق نوع من الشرخ الذي ساهم بدوره في إعادة ترتيب الأوراق من جديد والافراز عن نتائج غير التي كانت متوقعة.

الكلام ذاته، قد يأخذ رؤية مغايرة، عندما نتحدث عن شرفاء البرامج الانتخابية، من أبناء الوطن وشبابه، شرفهم ومواقفهم هي أغلى ما يملكون، لا يسألون الناس الحافا، ومنهم من انخرط طواعية في تلبية حاجيات العباد دون “بهرجة” ولا اقتناص فرص، وانصرفوا في صمت، عكس البعض ممن ارتأوا التشهير طرب البندير وامتهان الكرامة والتفنن في التقاط الصور وتوزيعها على مواقع التواصل الاجتماعي بنكهة الانتخابات.

ونحن نعيش على وقع الانتخابات في زمن حملات التلقيح ضد كورونا، دعونا نحذر من ظاهرة التعناق هذه التي هي في الأصل رمز للنفاق السياسي على موائد الولائم…لهؤلاء، نقول إن الانتخابات المقبلة هي محطة مفصلية لقطع الطريق أمام مثل هكذا مظاهر وعادات وطقوس قد طلعت للناس في روسهم بلغة العامية أو الدارجة سمها ماشئت…

انتخابات يراد من ورائها أن تكون بروح وطنية عالية ومشاركة فعالة لإعادة صياغة الخريطة السياسية من جديد بوجوه جديدة برؤى جديدة، تتناغم و أهداف النموذج التنموي الجديد تحت القيادة الرشيدة لملك البلاد نصره الله.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كعادتها الكائنات الإنتخابية تنهج أساليها البخسة في تعاملها مع المواطن المغلوب على أمره ،وتحاول كادتها أن ترمم نا أفسدته على مر الست سنوان التي مضت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى