خبير: الانتخابات الجزائرية محاولة لنيل شرعية مفقودة

هبة بريس- إدريس بيكلم*

قال رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل، إن الإنتخابات التشريعية الجزائرية هي محاولة من النظام العسكري الحاكم لإصباغ نفسه بنوع من الشرعية الشعبية التي يفتقدها، مبرزا أن طبيعة الحكم في الجزائر هي حكم الجيش الذي أسس لنظام مغلق بعيد كل البعد عن أسس الدولة المدنية التي يطالب بها الشعب الجزائري في حراكه.

وأضاف لزرق في حوار مع جريدة “هبة بريس” أن النظام الجزائري يسعى للإلتفاف على مطالب حراك الشعب الجزائري في دولة مدنية وتحقيق تنمية شاملة، و من أجل إستدامة نظام يحكمه حفنة من جنرالات الدم والسلاح على حد وصفه.

و في هذا الصدد، أشار لزرق أن الأجيال الحالية في الجزائر ترفض إستمرار هذا النظام الذي يرفع شعارات حركة التحرر الوطني بالمقابل يرفض السماح للجزائريين بتقرير مصيرهم، وتعقد مقارنات مع الدول البترولية والجارة في مستويات العيش والتنمية والحريات، ما يجعلها ترفض بقاء نظام بدد ثروات الجزائر الكبيرة على شعارات وقضايا بعيدة عن الواقع اليومي للشعب الجزائري.

وأكد المتحدث ذاته أن تدني نسب المشاركة في هذه الإنتخابات دليل أخر على إفتقاد هذا النظام للمشروعية الشعبية، معتبرا أن المقاطعة الكبيرة لسكان منطقة القبايل لهذه الإنتخابات والتي لم تتجاوز فيها نسبة المشاركة 1%، رسالة واضحة للنظام والحكومة الجزائرية مفادها الإصرار على مطلبهم في حكم ذاتي وتقرير مصيرهم بأنفسهم وبناء تنمية حقيقية.

و استغرب الخبير في العلوم السياسية الدولية لكلام الرئيس عبد المجيد تبون الذي قلل فيه من أهمية المشاركة في الإنتخابات، معتبرا ذلك ضربا في أحد أهم ركائز الديمقراطية التمثيلية، ما يكشف من جديد حسبه، أن “تبون” مجرد كركوز للعسكر جيء به للاتفاق والقضاء على حراك الشعب الجزائري الشقيق، مهما كلف ذلك من ثمن، كما أنه هو الأخر لم يأت عبر انتخابات حرة ونزيهة، وفاقد الشيء لا يعطيه على حد قوله.

وختم لزرق بالقول أن تحقيق الإنتقال الديمقراطي في الجزائر لا يمكن أن يتم دون احترام الإرادة الشعبية، وتحقيق مطالب الحراك الشعبي، وعودة الجيش لثكناته، وتسليم السلطة لحكومات مدنية منتخبة، ما يعني استمرار راهنية مطالب الحراك وفي مقدمتها مطلب مدنية الدولة، لافتا الى أن الأزمة بين المغرب والجزائر لن تستمر لأربع وعشرين ساعة في حالة تم انتخاب حكومة مدنية ديمقراطية، لأن النظام العسكري الحالي يعيش ويقتات من الدم والسلاح وافتعال الأزمات.

*صحافي متدرب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى