”الداكي“ ينوه بعمل الشرطة القضائية ويتطلع لتجويد ”الأبحاث القضائية“

قال مولاي الحسن الداكي الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة، بمناسبة اللقاء التواصلي والتنسيقي مع المسؤولين القضائيين والأمنيين يوم أمس بالرباط، إن النيابة العامة هي الجهة القضائية التي خولها القانون صلاحية الإشراف على الأبحاث الجنائية وتسييرها، وتوجيه التعليمات لضباط الشرطة القضائية بخصوصها، والاستعانة بهم للتثبت من وقوع الجرائم وجمع الأدلة، وايقاف مرتكبيها.

وأضاف الداكي منوهاً بعمل مصالح الشرطة القضائية بمختلف رتبها ودرجاتها، مؤكداً أن الأخيرة تعتبر عين النيابة العامة التي ترى بها وأذنها التي تسمع بها، والتي تحيطها علما بكل تفاصيل الجرائم المرتكبة ومقترفيها ومشاركيهم أو المساهمين معهم في ارتكابها، وتنجز الأبحاث اللازمة بشأنها، مسترسلاً بالقول :” لذلك فإن النيابة العامة لا يمكن أن تُفعل صلاحياتها الدستورية والقانونية بالشكل المطلوب دون عمل الشرطة القضائية“.

ووصف الداكي هذا اللقاء مهم جدا كونه يشكل سابقة متميزة في عمل النيابات العامة التي اعتادت عقد لقاءاتها على المستوى المحلي أو الجهوي، مع المسؤولين عن الشرطة القضائية، معتبراً هذا اللقاء، فرصة مهمة من أجل تبادل الأفكار والرؤى حول العمل المشترك والتنسيق بين النيابة العامة والشرطة القضائية على مستوى تدبير الأبحاث والإجراءات الجنائية والرفع من مستوى تنظيم وتأطير التعاون في أفق التأسيس لتجويد الأداء وتقديم خدمة أفضل للعدالة وللمواطن عموما ومرتفقي العدالة على وجه الخصوص.

وأضاف الداكي خلال كلمته، أن هذا اللقاء يشكل فرصة هامة من أجل تشخيص الوضع القائم لشرعية الأبحاث القضائية بغية تثمين مكامن القوة ومعالجة مكامن النقص، كما يشكل مناسبة أيضا لرصد الصعوبات والإكراهات التي تواجه سلطات إنفاذ القانون في الممارسة العملية، ومحاولة إيجاد حلول واقعية لها، تستمد أساسها من الإطار القانوني المنظم للأبحاث الجنائية، وإضفاء لمسة وبعد حقوقي على هذه الأبحاث، بما يكفل تحقيق التوازن المنشود بين مكافحة الجريمة والحفاظ على أمن المجتمع من جهة، وصيانة الحقوق والحريات وكفالة كرامة المواطنين من جهة ثانية.

وأثنى لحسن الداكي على الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الرئيس السابق للنيابة العامة امحمد عبد النباوي للمجهودات الكبيرة التي بدلها في مرحلة تأسيس النيابة العامة وعلى الفريق الذي اشتغل إلى جانبه، مؤكدا عزمه منذ حظي بالثقة الملكية الغالية رئيساً للنيابة العامة، تنفيذ التعليمات الملكية السامية الرامية إلى حماية الحقوق والحريات والدفاع عن الحق العام والدود عنه، في تلازم بين الحقوق والواجبات، مشيراً أن الوفاء بالقسم وترجمة التعليمات الملكية تقتضي أن يشعر المواطن عموما والمتقاضي على وجه الخصوص بنتائج وثمار العمل الذي نقوم به على المستوى المركزي، ولتحقيق ذلك لابد من تكاثف الجهود بين جميع الفاعلين في حقل العدالة الجنائية لنيل ثقة المواطن.

وبخصوص العلاقة التي تجمع النيابة العامة بالشرطة القضائية، أكد الداكي على الإلتزام بالمقتضيات القانونية التي تؤطر مجالهما المشترك وهو إنجاز الأبحاث الجنائية وإحالتها على العدالة، وهي مهمة يتم القيام بها بتنسيق كامل وسلاسة، وثقة متبادلة، واحترام تام للضوابط القانونية.

وكشف المتحدث أن الممارسة تكشف بين الفينة والأخرى بعض الثغرات القانونية، أو الصعوبات العملية وهو الأمر الذي يقتضي تشخيص الوضع القائم بخصوص تدبير الأبحاث والإجراءات ورصد مكامن القوة والضعف فيها، كما يقتضي دراسة سبل رفع جودة تدبير الأبحاث القضائية، و مواكبة التزامات المغرب الدولية وتوجهاته الاستراتيجية عبر تكريس وتقوية دعائم الحقوق والحريات في الأبحاث القضائية، ودراسة سبل تكريس القيم والمبادئ الأخلاقية في تدبير المهام المشتركة بين النيابة العامة والشرطة القضائية، فضلا عن تحسين ولوج المرتفقين للعدالة وتطوير آليات التواصل معهم.

وأشار الى أن هذه النقاط ستشكل صلب المحاور التي ستناقشها الورشات في هذا اليوم الدراسي التوالي والتنسيقي التي ستلي هذه الجلسة الافتتاحية، والتي ستعرف حضور ممثلين عن المشاركين من عناصر بالمصالح الأمنية والوكلاء العامين للملك، بهدف تبادل التجارب ووجهات النظر ومناقشة التفاصيل التقنية، من خلال استحضار الإكراهات واستنباط الحلول، للخروج بتوصيات واقتراحات توحد الرؤى، وتصب أساسا في خدمة المواطن.

وخلص رئيس النيابة العامة الى أن البلاد خطت خطوات جبارة في إصلاح منظومة العدالة برعاية ملكية سامية، ولعل الأهداف المسطرة لهذا اللقاء تشكل لبنة أخرى من لبنات استكمال هذا الإصلاح، معتبرا أن التوصيات والمقترحات التي يتم استخلاصها ستشكل مصدر إلهام للمشرع، ما دامت تستمد مرجعيتها من المواثيق الدولية ذات الصلة بالمحاكمة العادلة وحقوق الإنسان، وتسعى بالأساس لتجويد تنفيذ النصوص القانونية وتطويعها بما يخدم المواطن، ويحقق طموحه المشروع في عدالة فعالة، سريعة، نزيهة، في مستوى تطلعاته، وسنعمل على إحداث لجنة للتنسيق على المستوى المركزي من أجل تتبع مخرجات هذا اللقاء وتفعيل توصياته، وإيجاد الحلول لجميع الإشكاليات المطروحة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هناك ضباط من الشرطة القضائية من يستغلون ثقة المشتكين للمتاجرة بهمومهم.فمثلا نحن سكان عمارة قمنا باداع شكاية بصاحب شقة يستغلها للفساد حيث انه لا يتردد لكراء شقته بالليلة للفاسدين الذين يما يون جميع انواع الرذيلةبذون استتارة و ذلك حتى في فترة الحجر كأن في المغرب اناس فوق القانون. قمنا فب عدة مرات بالاتصال بضابط ااشرطة تلقضائية لنخبر ه بوجود فساد في تلك الشقة و في كل مرة يعتدر بحجة ان بعد 9 ليلا لا يحق لهم التذخل.اتساأل هل الفساد الذي يكون بعد 21 ليلا حللا في المغرب!!!! علما ام جل الفساد يكون في الليل. و بعد ذلك علمنا ان الشكاية تم حفظها لان هذا الظابط الذي كان يرفض المجيء بغد 21h ليلا قام بتوجيه تقريره للنيابة العامة قائلا انه راقب الشقة و لم يجد ما يفيد ان الشقة بها ذعارة و فساد.السؤال هل هو راقب الشقة قبل 9 ليلا كما يدعي انه ليس له الحق في مراقبتها بعد 9 ليلا علما اننا نحن سكان العمارة اكدنا في محاظر رسمية ان الفساد يكون غالبا بعد 23h ليلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى