الحسيني :”إسبانيا اصطفت إلى جانب ألمانيا لمعاداة مصالح المغرب“

خيم التوتر من جديد على العلاقات المغربية الإسبانية، عقب إستقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، لتدخل العلاقات بين البلدين أزمة عميقة، مازالت فصولها وتداعياتها تتفاعل ولا يبدو أنها ستنبلج في الأفق القريب.

وبعد مغادرة المدعو إبراهيم غالي للأراضي الاسبانية عائدا الى الجزائر بعد تعافيه يوم الأربعاء الماضي خيم الصمت والترقب على مواقف البلدين ومسار الأزمة والخطوات القادمة لطرفيها، وفي هذا الصدد كشف تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن العلاقات المغربية والإسبانية لم تعد كما كانت عليه في الماضي، موضحاً أن الأسباب الحقيقية للأزمة لم تكن فقط نتاج إستقبال إسبانيا للمدعو ابراهيم غالي لأسباب إنسانية، بقدر ما تعتبر هذه الخطوة الشجرة التي تخفي غابة منالمشاكل والمؤاخذات المغربية على إسبانيا وخاصة في ملف الصحراء المغربية.

واعتبر الأستاذ تاج الدين الحسيني، في تصريح لجريدة ”هبة بريس“ الإلكترونية، أن إسبانيا نتصلت منذ مدة عن مسار تصفية الإستعمار الذي دخلت فيه مع المغرب إبان خروجها من المناطق التي احتلتها بالمغرب في القرن الماضي، بداية من مدن شمال المغرب سنة 1956 وطرفاية والمناطق الوسطى بمقتضى اتفاقية “سينترا “التي على أساسها انسحبت من مدينة طرفاية سنة 1958، أو بعد إدراج المغرب للصحراء ومدينة سيدي إفني لدى الأمم المتحدة كمناطق لتصفية الإستعمار سنة 1964، حيث اضطرت إسبانيا للإنسحاب من هذه المناطق ، دون أن تستكمل هذا المسار بخصوص الصحراء التي ضلت معلقة رغم صدور رأي محكمة العدل الدولية ، الدي أكد وجود روابط تاريخية بين المغرب وصحرائه سنة 1975، وذلك كله رغم مساهمتها الأساسية في كل المراحلا السابقة ، بل وتنكرت له على حسب ذات المتحدث.

وكشف الحسيني أن إسبانيا إصطفت إلى جانب ألمانيا التي سعت جاهدة لتقويض إعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء، خشية بناء المغرب لعلاقات قوية مع أمريكا، وتأثير ذلك على علاقاته وشراكته ومصالح اوربا في المغرب وإفريقيا، بالرغم من أن المغرب صرح مرارا أنه بصدد تنويع شركائه الخارجيين والإتجاه نحو بناء علاقات جيدة مع عدد من الدول بما فيها أمريكا وبريطانيا والصين ، لكن التوجس الألماني الإسباني من الخطوات حدا بهما للوقوف ضد مصالح المغرب موضوعيا.

وفي إمكانية عودة العلاقات الثنائية المغربية والإسبانية إلى طبيعتها، قال تاج الدين الحسيني، أن الأمر يتوقف على إقناع إسبانيا بأنها شريك استراتيجي للمغرب وأن الشراكة ليست في اتجاه واحد، وتقتضي التعامل بالمثل واحترام قواعد حسن الجوار، مستحضرا في تصريحه رفض الرباط إستقبال زعماء الإنفصال في إقليم كاطلونيا، كنوع من التضامن مع إسبانيا، ورفض تام لمسألة إنفصال الإقليم عن إسبانيا، الشيء الذي لم تقم به إسبانيا تجاه المغرب، بل وتجاهلته ضاربة عرض الحائط لقواعد المعاملة بالمثل ومبادئ حسن الجوار في العلاقات الثنائية بين الدول وفي العلاقات الدولية.

وبخصوص ما تحاول اسبانيا إبرازه للعالم في أزمتها مع المغرب والمتعلق بقضية اقتحام الآلاف من المهاجرين السريين لمدينة سبتىة المحتلة، أكد الحسيني أن تسرب الآلاف لمدينة سبتة والذي اعتبرته إسبانيا خطأ غير مقبول، يكشف مجددا أن هذه الأراضي مغربية بحكم الجغرافيا والتاريخ، ولازالت لم تتمتع بعد بتصفية الإستعمار.

وفي جوابه عن الوساطات المحتملة التي يجري الحديث عنها لإزاحة غيوم هذه الأزمة كشف الحسيني، أنه يروج أن الاتحاد الأوربي غير مستعد لذلك، فيما عبرت فرنسا عن استعدادها للوساطة بين البلدين، وشدد من جديد على أن جهود الوساطة يجب أن تحمل الطرفين على إحترام مصالح كل طرف واقناع الشريك الإسباني باحترام المغرب ومصالحه وقضاياه والتعامل معه بالمثل والندية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى