مرض غريب “ينهش” وجه طفلة سبعة عشر سنة بسطات ولا من مغيث

المشهد هنا ليس من قرى أفغانستان أو جبال ومسالك طرقات بباكستان، وإنما من إحدى الدواوير والتجمعات السكنية المثاخمة لعاصمة الشاوية بسطات، لا تفصلها عن الحضارة سوى مسافة 45 كيلومتر تقريبا.

المشهد هنا من جماعة مشرع بن عبو بإقليم سطات، وبالضبط من دوار بداوة قيادة أولاد بوزيري، جماعة تضم كثافة سكانية لايستهان بها، سكانها يوصفون بالكرماء البسطاء، مسالك شبه وعرة يصعب المسير بها، على الرغم من بعض المجهودات المبذولة من قبل المجلس المنتخب لفك العزلة عن ساكنتها لكن تبقى نسبيا محدودة، ليبقى النقل الرئيسي لأصحابها يتمثل في ” الخطافة”.

وسط دوار نائي يبعد عن الطريق الوطنية رقم 9 في اتجاه مدينة مراكش، تقبع أسرة فقيرة تحتضن طفلة ظل مرض غريب ينهش وجهها البريء لما يقارب 17 سنة، دون شفقة ولارحمة ولا التفاتة مسؤولة.

إنها الطفلة “حنان زيودي”، التي أكل منها المرض الغريب أكلا، ولم يبق ولا يذر بوجهها المشرق البريء شيئا حتى التهمه بالكامل…أضحت معه شبه جثة متهالكة بالكاد تتحرك.

مشهد يدمي القلب، ويسائل كل من له قلب او ألقى السمع وهو شهيد…بجانبها جلس الأب المكلوم المغلوب عن أمره فقرا وقلة ذات الحاجة، يحكي بمرارة بأنه أصبح عاجزا عن توفير مستلزمات الدواء والغذاء، وحتى مصاريف النقل المدرسي لأحد أبنائه، مناشدا كافة القلوب الرحيمة لتقديم يد العون والتخفيف من آلامه…فهو في حاجة ماسة حتى لكرسي متحرك يساعده على حمل ابنته.

دموع الأم بدورها لم تكد تجف، وهي تروي وجنتيها سيولا منهمرة، تختزل في طياتها قصة من نوع آخر، قصة نسجت خيوطها الأولى مع أول ظهور علامات احمرار على وجه “حنان” منذ ان كانت رضيعة، بعدها دخلت الأسرة الفقيرة في متاهة البحث عن العلاج، دون جدوى لما يقارب 17 سنة.

لم تمتلك الأم نفسها حتى باحت بسر ظل حبيسا بينها وبين طفلتها ذات الجسد النحيف التي قالت لها ذات يوم: ” أوصيك يا أمي بأن لا تبكي عن فراقي ذات يوم، فيكفيك أنك عشت معي الويلات لسنوات طويلة فهذا أكبر عزاء..”.

أين هم المنتخبون الذين يتفننون في رسم معالم الحملات دون رصد مثل هاته الحالات والتكفل بها، أي هو دور الوزارة الوصية على قطاع التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة؟ أين هم مسؤولوها على الصعيد الإقليمي والجهوي؟ أين هم مسؤولو القطاع الصحي على الصعيد الجهوي والاقليمي؟ كلها رسائل حملتها الزيارة التي قادت “هبة بريس” إلى عقر دار هذه الطفلة البائسة التي لا تستطيع النوم ولا الوقوف ولا اللعب رفقة زميلاتها.

لمن رق قلبه لحالها، فالطفلة “حنان” تريد من يخفف عنها الآلام والمعاناة، وحسب ما أكدت لهبة بريس، فهي تعشق “أكل الكبد شواء، والمشروبات الغازية، وتتوسل لإخوانها المغاربة بأن لا يتركوها وحيدة وأهلها تصارع هذا المرض الفتاك الذي قضى على مستقبلها، مقدمة شكرها الجزيل لقائد المنطقة التي يتكفل دائما بشراء الدواء لها…

هذا جزء من وصايا “الطفلة حنان” نقلناه بكل أمانة لعله يجد من يتفاعل معه سواء من قبل المسؤولين أوالمحسنين، ولمن أراد المزيد فماعليه إلا أن يهاتف الأسرة على الرقم التالي: 0624448398، والله لا يضيع أجر المحسنين.

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اسفة لن استطيع اكمال القراءة، فالدموع تملىء عيني، وفي القلب غصة!
    لا حول ولا قوة الا بالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى