سطات..أحواض المياه العادمة تلوث بيئي وباعوض مزعج

محمد منفلوطي_هبة بريس

مع إطلالة كل صيف، وما أن تختار الأسر الهاربة من ضجيج شوارع المدن ومخلفات المصانع، وجهتها صوب المحطات والمنتزهات والدواوير المطلة على مدينة سطات على طول الطريق الوطنية رقم 9 بجماعة سيدي العايدي بحثا عن الاستجمام، إلا ووجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع أسراب الناموس والباعوض والروائح النثنة المنبعثة من قلب محطة ما باتت تسمى بمعالجة المياه العادمة التابعة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالشاوية، التي تحولت إلى مرتع ومنطلق لهذه الحشرات المزعجة مخلفة حالات حكّ وانتفاخ بمختلف أنحاء الجسم خاصة في صفوف الاطفال الرضع وحتى الذين لم يبلغوا سن الحلم بعد، محولة هدوء المنطقة إلى حجيم لايطاق، في غياب تام لأي تدخل لا على مستوى الجماعة القروية ولا على مستوى الوكالة المشرفة على المشروع الذي صرفت عليه الملايين، وذلك من أجل تنظيم حملات تحسيسية ومبادرات للرش بالمبيدات للقضاء على هذه الظاهرة التي أثرت سلبا على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لاسيما أن معظم العائلات باتت تفضل منطق الهجرة بدل الاستقرار، ناهيك عن تدني السومة للأراضي الفلاحية.

وقد حطت هبة بريس الرحال بكل من دواوير لوراقة واولاد ساعد وغرابة والعمامشة، ورصدت جانبا من هذه المعاناة اليومية للساكنة جراء الهجوم الكثيف والشرس لأسراب الناموس والباعوض (شنيولة) القادمة من احواض ما يسمى بمحطة معالجة المياه العادمة المتواجدة بمنطقتهم والتي باتت منصة لاطلاق الروائح النثنة واسراب الحشرات والزواحف من افاعي وعقارب، ناهيك عن تسرب المياه العادمة إلى الفرشة المائية مهددة المياه الجوفية.

هذا وقفت “هبة بريس” عن حجم هذه المخاطر القادمة من أحواض ماباتت تسمى بأحواض تصفية ومعالجة المياه العادمة التي لا تحمل من هذا كله سوى الاسم، والتي تهدد تجمعات سكانية تضم بين ثناياها كثافة سكانية لا يستهان بها، معظمهم من الشباب الطموح والأطفال والنساء الحوامل، وتأثير ذلك على واقعهم الصحي.

وحذر جمعويون في أكثر من مرة من خطورة الوضع، لاسيما وأن هذه المياه المتدفقة قد تحمل معها مواد سامة قادمة من بعض المعامل الصناعية بالمدينة، علما أن هناك أخبار متداولة كون هناك فلاحين يعتمدون على مياه هذه الاخيرة في سقي بعض الأشجار والخضروات، مناشدين الوزارة الوصية على القطاع بالتدخل حماية للفضاء البيئي وضمانا للاستقرار النفسي والاجتماعي للعديد من الأسر الهاربة من ضجيج الشوارع والتي تقصد هذه المناطق القروية للترويح عن النفس قبل أن تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع هذه المعضلة التي تتطلب وضع خطة محكمة برؤية تبصرية وتدبير حديث يستحضر مبادئ الحكامة الجيدة في بعدها البيئي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى