الرشيدية .. ورشة عمل حول “المقاولات الواحية وخلق مناصب الشغل”

نظم المركز الجهوي للاستثمار لجهة درعة تافيلالت، اليوم الاثنين بالرشيدية، ورشة عمل حول “المقاولات الواحية وخلق مناصب الشغل”، وذلك بالتعاون مع الوكالة البلجيكية للتنمية، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ومؤسسة زيري (أبحاث ومبادرات الانبعاثات الصفرية).

وقام بتنشيط هذه الورشة، التي نظمت بشراكة مع ولاية جهة درعة تافيلالت، المقاول البلجيكي والخبير الدولي في ريادة الأعمال والتنمية المستدامة، غونتر باولي، تمحورت حول موضوعين هما “المقاولة القروية .. الفرص والآفاق”، و”الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأزرق”.

وهدفت هذه المبادرة إلى تعزيز وتقوية دينامية المقاولة في المنطقة الواحية، من خلال تقديم مزايا العمل عبر الشبكة وإظهار أنه يمكن للتنمية المستدامة وتقييم الموارد الطبيعية أن يوفر مصادر هامة في مجال التشغيل باعتماد مقاربة شاملة تحترم قوانين الحياة الأساسية.

ويتعلق الأمر أيضا بطرح أفكار تفيد الفاعلين في قطاع المقاولة والمقاولين الشباب وإثارة اهتمامهم لوضع مشاريع قائمة على الابتكارات والتنمية المستدامة، فضلا عن تعزيز الفرص التي توفرها مناطق الواحات للشباب، لا سيما من خلال تعزيز إمكانيات هذه المناطق وإدماج مهن وخدمات جديدة ذات ربحية اقتصادية عالية.

ودعا السيد باولي، الذي ألف كتابا بعنوان “الاقتصاد الأزرق” وترجم إلى 50 لغة، في تدخل بالمناسبة، إلى الانتقال إلى نماذج اقتصادية جديدة غير تقليدية تترجم الأفكار الجديدة المرتكزة على العلم الراسخ والرؤية الواضحة.

وقال السيد باولي، الذي رافق أكثر من 200 مشروع مبتكر حول العالم على مدار العشرين سنة الماضية، إن “الطبيعة مصدر إلهامي. في الطبيعة لا شيء يضيع، وكل شيء قابل للتحويل. وفي الطبيعة كل شخص يساهم حسب قدراته”.

وأوضح أن الطبيعة نظام بيئي يمكن من تعلم كيفية العمل بشكل مشترك وبسلام، وخلق قيمة مضافة، معتبرا أنه من الضروري إيجاد طرق مناسبة للاستفادة منها من خلال الاعتماد، على الخصوص، على الابتكار.

واعتبر أن من شأن اعتماد هذه المقاربة تكوين محفظة من الفرص من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وتقاسم الخبير البلجيكي مع الحضور التجارب الناجحة التي رافقها على مدار العشرين سنة الماضية في العديد من دول العالم، ضمنها مزرعة في أستراليا متخصصة في زراعة الطماطم، من خلال تحويل مياه البحر وأشعة الشمس إلى طاقة، وتثمين نفايات المجازر في جنوب أفريقيا وإنتاج الورق بغبار الحجر دون استخدام المياه والأشجار.

وأشارت الممثلة المقيمة للوكالة البلجيكية للتنمية في المغرب، السيدة إيفلين ماشيلين، إلى أن التعاون البلجيكي يدعم، منذ شرين سنة، مناطق الواحات في المغرب، وذلك من خلال العديد من المشاريع المنجزة مع مؤسسات الدولة المختلفة.

وأضافت “يسعى تعاوننا دائما إلى تعزيز إمكانيات الشباب في الواحات وإدماج الابتكارات، مثلما هو الأمر بالنسبة لمزج الخلايا الكهروضوئية بالهندسة الباردة”، موضحة أن الوكالة البلجيكية للتنمية تقدم أيضا دعمها لتطوير نخيل التمر، عبر مشروع دعم المجموعات ذات النفع الاقتصادي وفي إطاره يتم تنظيم هذه الورشة.

من جانبه، أكد المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار لجهة درعة تافيلالت، السيد علال الباز، أن هذه الورشة تهدف إلى تبادل الخبرات وتقاسم المعرفة مع المؤسسات والفاعلين المعنيين بالمقاولة وتشغيل الشباب، وكذا تعزيز كفاءات المسؤولين عن منصات الشباب على مستوى الأقاليم الخمس للجهة.

وأشار إلى أن الموضوع، الذي تم اختياره لهذه الورشة، له راهنيته، خاصة أن المغرب منخرط في العديد من الأوراش الكبرى التي تم إطلاقها تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مثل برنامج الإنعاش الاقتصادي لتجاوز جائحة كوفيد-19، واستراتيجية الجيل الأخضر، والمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وأبرز السيد الباز أن جهة درعة تافيلالت تتميز بمؤهلات كبيرة يمكن استغلالها، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة والصناعة السينمائية والمعادن والفلاحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى