رحلة لجهنم.. حلم وصول “الحراكة” لتيسالونيك اليونانية يقترب (الحلقة13)

واصل رشيد و رفيقيه الجديدين مسار رحلتهما مشيا على الأقدام نحو تيسالونيك اليونانية و مزاجهم متعكر بعد ضياع حقيبة المستلزمات أثناء مطاردتهم من طرف الشرطة، يتحركون بالليل و يرتاحون بالنهار.

مرت ثلاثة عشر يوما على بداية الرحلة من حدود تركيا مع اليونان، مسارهم يتأرجح تارة بين جنبات الطريق السيار و بين الجبال و الحقول و الغابات المحاذية تارة أخرى.

جربوا شرب مياه الأنهار و الوديان و أحيانا البرك المائية بعدما فقدوا كل الماء الصالح للشرب الذي كان بحوزتهم، حبات التفاح و الرمان الذي كانت تعج به الحقول في الطريق كان وجبتهم في الفطور و الغذاء و حتى العشاء.

أما النوم، و بعدما فقدوا “الساكوشاج” الذي كان يقيهم نسبيا من قر البرد، فقد أصبحوا يتوسدون الأرض و يلتحفون السماء في المجاري التي توجد تحت قناطر الطريق السيار، غير أن البرد و احتمال نسبة القبض عليهم في واضحة النهار جعلهم يبحثون عن طرق أخرى للنوم.

اهتدى رشيد الدكالي و رفيقيه الاثنين لطريقة تحمل مخاطرة كبيرة و هي البحث عن المنازل المهجورة التي يطلق عليها بين الحراكة تسمية “الخربات”، و هي المنازل التي هجرها أصحابها أو تلك التي لا يفدون لها إلا نادرا و أحيانا تكون مجهزة بكل ما يلزم.

كان الشاب البيضاوي هو المكلف بالبحث عن “الخربات” للنوم، حيث يتأكد أولا من خلو المكان و يتسلل عبر التسلق من نوافذ المنازل المهجورة و يعين زميليه على ولوجها لتمضية وقت الراحة و النوم بداخلها تفاديا للبرد القارس و كذا لأعين المارة و الأمن.

بدأ حلم الوصول لتيسالونيك يقترب شيئا فشيئا، على الأقل سينعمان في هاته المدينة بقليل من الراحة بعد عذاب طريق عاشوا فيها الويلات، و التي وصلت حد إصابتهم بالإسهال الحاد نتيجة شرب مياه البرك و الوديان غير الصالحة للشرب المليئة بالبكتيريا الضارة.

كيلومترات قليلة تفصلهم عن المدينة التي تعتبر منتصف الطريق داخل اليونان، قرر رشيد و رفاقه الاستراحة قليلا بكوخ مهجور داخل ضيعة للعنب في انتظار “يطيح الباش” لاستكمال الطريق، قبل أن يقع ما لم يكن في البال و لا بالحسبان…(يتبع).

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى