معلومة(13).. لماذا سميت مدينة “الكارة” مهد قبائل المذاكرة بهذا الإسم؟

كثيرة هي المدن و المناطق و القبائل المغربية التي يجهل سكانها سبب تسميتها، خاصة في ظل شح المصادر التوثيقية التاريخية مما يفتح باب التأويلات على مصراعيه لتتعدد الروايات و تختلف التفسيرات، و من بين هاته المدن و المناطق نذكر الكارة.

تعتبر مدينة الكارة التابعة إداريا لإقليم برشيد من بين مناطق الشاوية الكبرى و بالأخص قبيلة المذاكرة، و كانت تسمى “بوشرون” أيام الاحتلال الفرنسي، و هي تقع في ضواحي مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة.

تعتبر الكارة من بين المناطق الاستراتيجية وسط المغرب، حيث أنها تتوسط الطريق الرابطة بين الدار البيضاء و برشيد و سطات و ابن احمد و بنسليمان، و هي من بين المناطق الفلاحية الأكثر خصوبة بسهل الشاوية.

أما بخصوص تسمية الكارة بهذا الإسم ، فهناك روايتين اثنتين، الأولى مفادها أنه يحكى أن سكان المنطقة كانوا يلتفون حول أحد أولياء الله الصالحين و هو سيد الحاج العربي بن المعطي على شكل حلقة أي “كارة” باللغة الدارجة، فأخذ مكان ذلك التجمع هذه التسمية و فيه بنيت الكارة.

و حسب ذات الراوية، كان الناس حين يسألون عن أحد ما يجيبهم الآخرون “راه في الكارة” أي أنه يوجد في التجمع قرب ضريح الولي الصالح، و أصبحت تطلق الكارة على ذلك المكان الذي شهد فيما بعد توسعا عمرانيا.

أما الرواية الثانية، فتفيد بأن سكان المنطقة أثناء الحقبة الاستعمارية كانوا يصعدون إلى مكان في الشمال ويقومون بألعاب على شكل دائرة، وكان يطلق على تلك الدائرة اسم “الكـارة” ، وقد شاع بينهم هذا الإسم حتى أصبح شيئا مألوفا.

شكلت منطقة الكارة تاريخيا، المنتمية إلى قبيلة “المذاكرة” رمزا لمقاومة المستعمر الفرنسي، وجبهة ممانعة، كما تورد الكتب التاريخية، وتورد أغلب الروايات المتواترة والمصادر التاريخية أن سكان هذه المنطقة بقوا صامدين ومقاومين، إلى حين نزول الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ليوطي، الذي قاد حملة إلى الشاوية، لتكون بذلك قبيلة المذاكرة آخر من استسلم للمستعمر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى