رحلة لجهنم.. الوصول لمدينة “كافالا” و الحادث الذي غير مزاج الدكالي(الحلقة10)

واصل رشيد طريقه نحو تيسالونيك اليونانية وحيدا، زاده أشجار الرمان و التفاح بالحقول المنتشرة جنبات الطريق السيار، و ماؤه الوديان الصغيرة التي تمر أسفل قناطر “لوطوروت” ، و ونيسه مقطوعات غنائية تنسيه بين الفينة و الأخرى تعب الكيلومترات الشاقة التي قطعها.

فجأة سمع صفيرا و حركة أقدام وسط الحشائش تقترب منه، توقع أن تكون هاته التحركات في عتمة الظلام لعناصر الأمن، اختبأ بسرعة البرقة خلف بعض الأشجار التي كانت بمحاذاة الطريق، و ظل يراقب المكان، قبل أن يسمع عبارة “خويا راه حنا غير حراكة”.

هاته الكلمات و بالدارجة المغربية القحة، أعادت الروح للدكالي و جعلته يغادر مخبأه ليطلع على هوية مخاطبه، فإذا بهم شابين اثنين، أحدهما من البيضاء و الثاني من إحدى مدن سوس العالمة، و بدورهما يشقان طريق العذاب بحثا عن نعيم أوروبا المفقود.

جلس الثلاثة يرتاحون قليلا و ينعشون أجسادهم بما تيسر من أكل جمعوه في الطريق، و بدأ كل شخص منهم يشاطر الآخرين قصص مغامرته في طريق الموت من حدود تركيا وصولا لمنطقة “إكزانتي” التي تعتبر نصف الطريق نحو تيسالونيك اليونانية.

اتفق الثلاثي الجديد على أن يتكلف الشاب البيضاوي بقيادتهم نحو تيسالونيك باعتماد النقاط التي سبق و برمجها في تطبيقه “مابس مي” و كذلك كان حتى اقترابهما من “كافالا” التي تبعد عن تيسالونيك بحوالي 100 كلم.

في مدخل كافالا، اقترح الشباب أن يتكلف أحدهم بجلب بعض المواد الغذائية و الخبز من “سوبرماركت” صغير يتواجد هناك، بينما يتكلف الآخران بمراقبة المكان من الخارج مخافة مداهمة عناصر الأمن له و بالتالي إخطارهم صاحب مهمة التسوق قبل أي تدخل محتمل.

تكلف رشيد بالمهمة بعدما تحصل على نصيب مادي من كل شخص و ترك حقيبة ظهره عند أحدهم حتى لا يثير الشكوك، و دخل المتجر الصغير و اقتنى بعض الخبز و علب التونة و التمر و بعض المواد السكرية، دفع المبلغ لصاحبة المحل و خرج ليتفاجأ بعناصر الأمن بالقرب من المكان، و هو ما دفعه دون أدنى تفكير لرمي أكياس المأكولات و الفرار على وجه السرعة، و كذلك فعل مرافقاه اللذان كانا في الجهة المقابلة للشارع.

بعد مدة قصيرة، و بالضبط لحظة تيقنهم من توقف ملاحقة عناصر الأمن لهم، اجتمع الرفاق من جديد و توقفوا في مكان خلاء للاستراحة و استرجاع الأنفاس، قبل أن يكتشف الدكالي أن حقيبته التي تركها لرفاقه قبل دخول المتجر قد تم التفريط فيها أثناء ملاحقتهم من طرف عناصر الأمن، الحقيبة التي تحتوي على “باور بانك” و شواحن الهاتف و “ساكوشاج” و الملابس و كل ما يلزمه للرحلة، فكيف سيدبر أموره و الليل قد اقترب من إسدال ستاره؟… (يتبع).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى