رحلة لجهنم.. هروب ماكر للدكالي من قبضة شرطة الحدود اليونانية (الحلقة8)

اعتقلت عناصر الأمن الحدودي اليوناني كلا من الدكالي و مرافقه بعد أن تمت محاصرتهما من كل الجوانب شاهرين الأسلحة النارية في وجهيهما، حيث لم يبديا أي مقاومة أثناء توقيفهما مخافة ردة الفعل القاسية المعروفة عن “كاغول الناتو”.

طلب عناصر الأمن من رشيد و صديقه التحرك من مكانيهما باتجاه سيارة رباعية الدفع مركونة غير بعيد عنهم، قبل أن يبادر أحد الأمنيين بفتح الصندوق الخلفي للسيارة و يطلب منهما الصعود و الدخول به.

حاول الدكالي أن يشرح لعناصر الأمن أنه يعاني من حساسية مفرطة تتسبب له في الاختناق في الأماكن قليلة التهوية، غير أن اللغة شكلت عائقا في إيصال الرسالة، ليهم أحد الضباط بدفعه بالقوة و رميه مع محفظته وسط صندوق السيارة، قبل أن يفعل الشيء ذاته مع رفيقه القنيطري.

وجد الثنائي المغربي نفسيهما في الصندوق الخلفي الخاص ب”الكاتكات”، يتشاركان مساحة ضيقة مع بعض الحطب الذي كان هناك و الذي يستعمله الأمنيون في التدفئة خلال الفترات الباردة، أغلق الضابط الباب عليهم بالقوة بعدما وجد صعوبة في ذلك، و تحركت السيارة لوجهة غير معلومة.

في طريقها الذي كان يتضح أنه غير معبد، كان باب الصندوق الخلفي يتزحزح عن مكانه بفعل الارتطام و السرعة التي كانت تسير بها السيارة، و هو ما جعل الدكالي يهتدي لفكرة فتح الباب من الداخل خاصة أن عناصر الأمن لم تقم بتكبيل يديهما.

بعد محاولات عدة، استطاع رشيد فتح باب الصندوق الخلفي للسيارة تدريجيا، و أسر لمرافقه بما يدور في خلده، غير أن كسرا سابقا في القدم جعل الشاب القنيطري يعتذر من الدكالي عن عدم مشاطرته الخطة التي يفكر بها.

فتح الدكالي باب الصندوق و رمى حقيبة ظهره أولا، ثم قفز خلفها بطريقة احترافية غير أن السرعة التي كانت تمشي بها السيارة جعلته يسقط متدحرجا في منعرج جانبي لينتبه له عناصر الأمن، توقفت السيارة و ترجل الأمنيون الذين حاولوا الجري خلفه و توقيفه غير أن الظلام الدامس و اختياره الهرب داخل الغابة عقد مأموريتهم في القبض عليه من جديد، لينسحبوا من المكان و معهم الشاب القنيطري فقط.

بسرعة الفهد يرمي الخطوات خلفه، و بين الفينة و الأخرى يلتفت ليتيقن من كونه ابتعد عن أنظار الأمنيين، قبل أن تخر قواه و يسقط في الأرض من شدة التعب و المجهود الذي بدله لحظة فراره، استراح قليلا ثم عاد بحذر يبحث عن حقيبته التي تحمل الزاد و المتاع و التي رماها في الطريق التي تتوسط الغابة… (يتبع).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى