رحلة لجهنم.. مغامرة القارب الذي نقل الدكالي من الأراضي التركية لليونانية (الحلقة 6)

استعان الدكالي و مرافقه بتطبيق “مابس مي” الذي يشتغل بدون أنترنيت لمعرفة الطريق و النقاط التي سيتبعانها قصد الوصول للنهر الذي سيعبر بهما من تركيا لداخل اليونان.

اقتربا شيئا فشيئا من المكان المعلوم، غير أن المفاجأة كانت بانتظارهما، المكان يعج بالعسكر من كلا الجهتين، الجيش الحدودي التركي و الجيش الحدودي اليوناني، فكيف يمكن عبور الواد في ظل هاته الحراسة المشددة؟

اتفق الثنائي على انتظار الليل قصد تجريب حظهما في قطع الواد، و كذلك كان، حيث ركنا لزاوية داخل الغابة و ظلا يراقبان من بعيد “كازيرنات” العسكر، مرت ساعة و اثنان و ثلاث، ليشرع الدكالي و رفيقه القنيطري في نفخ “الباليم” استعدادا لعبور الضفة.

الظلام دامس يغطي المكان، و الخطر كبير، فجأة قرر الشاب القنيطري قطع الوادي عن طريق السباحة نظرا لكونه بطل سابق في هاته الرياضة و لم تسعفه الظروف في تحقيق حلمه بتمثيل المغرب في منافسات قارية و دولية رغم تألقه المحلي.

استغل مرافق رشيد غفوة عناصر الجيش الحدودي التركي و تسلل خلسة لضفاف واد إبسالا و غطس في مياهه الباردة و شرع في السباحة ليعبر بأمان للجهة المقابلة، رسميا الطرف الأول وصل الأراضي اليونانية.

هذا الأمر شجع الدكالي على المغامرة ، حيث حمل زورقه الصغير الذي لا يتسع لأكثر من شخص واحد، بخطوات متسارعة قصد ضفة الوادي وهو يحمل حقيبته و حقيبة زميله الممتلئتين بالمأكل و المشرب و بعض لوازم الرحلة.

امتطى رشيد قاربه الصغير و شرع يجذف باتجاه الوجهة المقابلة و ساعده مرافقه القنيطري في ذلك من خلال جر الحبل المربوط ب”الباليم”، الخوف يسيطر عليهما من أن يتم اكتشاف أمرهما من طرف العسكر اليوناني و الذي سمعا حكايات عدة عن كونه “لا يرحم”.

وصل رشيد أخيرا للضفة اليونانية، تركا الزورق الصغير و حملا بسرعة البرقة حقائبهما و اختفيا وسط الحقول و الغابات اليونانية و كل همها أن يبتعدا عن أعين جيش الحدود و عدم السقوط في قبضتهم لتفادي تمضية أيام سوداء في التعذيب بالسجن “المغلوق”…(يتبع).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى