معلومة(6).. لماذا تم تسمية مدينة “سطات” بهاته التسمية أول مرة؟

كثيرة هي المدن و المناطق و القبائل المغربية التي يجهل سكانها سبب تسميتها، خاصة في ظل شح المصادر التوثيقية التاريخية مما يفتح باب التأويلات على مصراعيه لتتعدد الروايات و تختلف التفسيرات، و من بين هاته المدن و المناطق نذكر سطات.

سطات أو عاصمة الشاوية، مدينة الجود و الكرم و الخيرات، المدينة التي تغنت بها قصائد الشعراء و صدحت بها حناجر المبدعين و الزجالين، المدينة التي أنجبت ثلة من الأسماء و الشخصيات التي بصمت على التألق و التميز في مجالات شتى.

بخصوص أصل تسمية سطات، هناك ثلاث روايات اختلف حولها المؤرخون، واحدة منها تفيد بكون التسمية أمازيغية قديمة باعتبار أن قبائل أمازيغية كانت تستوطن المنطقة في سالف العصور، بينما روايتين اثنين تفيدان بعلاقة التسمية و عين كانت تتواجد بالمنطقة.

حسب بعض المراجع، فقد كانت ضواحي سطات معروفة بخصوبة التربة و الماء الوفير الذي كان مصدره عين تدعى عين سطات، وهكذا ارتبطت المدينة بهذا النبع ارتباطا وثيقا، و هو ما كان يجعل عدد من الناس يطلقون على المنطقة سطات نسبة لعين سطات.

و بخصوص تسميتها بعين سطات، تفيد ذات الرواية بأن عصابة من قطاع الطرق كانت تتكون من ستة عشر فردا كانت تمنع القوافل التجارية و المسافرين من التزود بالماء من العين و كانت تطلب منهم دفع إتاوة مقابل ذلك و كل من رفض كان ينكل به تنكيلا فبلغ أمرهم السلطان و ألقي عليهم القبض و قطعت رؤوسهم و أطلق على العين اسم عين سطاش.

أما الرواية الثانية وفق بحث بسيط بالمعطيات المتوفرة في الشبكة العنكبوتية فلا تختلف كثيرا عن الرواية الأولى و قد ترسخت بالمخيال الجماعي لسكان الشاوية الذين اشتهروا بالشهامة والكرم والإيثار، واعتبروها أنها أكثر واقعية والأقرب إلى اصل التسمية، حيث تقول الرواية، أن أصل كلمة سطات هو “زطاط”، و الزطاط، هو ذاك الشخص المساعد، الذي يزطط الغير فيأخده من مكان الإضطراب، والخوف على النفس والمال، إلى مكان اكثر أمنا واطمئنانا، يطمئن إليه ويجد فيه راحته.

و معلوم آنذاك خلال زمن السيبة والتمرد، أن الطريق المؤدية إلى الجنوب عموما، وإلى مراكش بصفة خاصة، كانت محفوفة بالمخاطر ومعروفة بوفرة قطاع السبل واللصوص المتواجدين بقلب الشاوية، فكان دور هؤلاء “الزطاطين” مرافقة الأغيار إلى حيث الأمن والثقة، حيث ذاع صيت “الزطاطين” و بلغ خبر صدقهم، وأمانتهم وشجاعتهم، كل الأرجاء التي لها ارتباط بالشاوية والجنوب، حتى اضحى “الزطاطي” عملة قيمة وجوازا مفتوحا.

ومع مرور الأيام، تحرك النشاط الإقتصادي في المدينة والناحية، كنتيجة لهذه المهام التي أصبحت تذر على “الزطاطين” أرباحا محترمة، حتى أصبح كل مسافر قاصد للجنوب، أو عابر سبيل، يتداول لفظ “زطاط” إلى أن جرى اللفظ على الألسن باستمرار، لكن مع توالي الأيام و تعاقب الأحداث، لحق التغيير بكلمة “زطاط” فنطق بها البعض “سطات” وانتشرت في الأوساط كلها وحلت محل “زطاط” علما أن هناك من الناس من لا يزال لحدود الساعة ينطق “زطاط” عوض سطات و بالأخص أهالي جنوب المملكة المغربية، لعلاقتهم بالتجارة والقوافل.

اما الرواية الثالثة، فهي أن تسمية سطات” هي تسمية أمازيغية صرفة خاصة أن الأمازيغ استوطنوا سابقا المكان، و حسب مجموعة من المراجع التاريخية فيعود أصل سطات إلى كلمة أمازيغية هي “تزطاط” وتعني الضريبة عند الأمازيغ.

و ربط بعض المؤرخين الرواية الأخيرة بسابقتيها، حيث أكدوا أن الإسم فعلا أمازيغي و كان يقصد به الضريبة التي يؤديها تجار القوافل و المسافرين لأبناء المنطقة مقابل حمايتهم من قطاع الطرق أثناء توجههم من شمال المغرب لجنوبه أو العكس، فكانت القوافل حين تحط بالمنطقة تدفع “تزطاط” لأهل البلدة، فأضحت المنطقة بعروفة بتسمية “تزطاط” إلى أن تم تحريفها بحكم عوامل عدة لتصبح سطات كما هو متداول حاليا.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تتحدث عن سكان سطات كأنهم الأمازيغ كأنهم هاجروا إلى المريخ .سكان سطات كانوا و ما يزالون امازيغ و لكن سياسات التعريب و القومية المستوردة جعلتهم على ما هم عليه اليوم .

  2. المنطقة عروبية 100/100 كالمناطق الصحراوية المحررة ..عرقا ولغة وعادات..! لا داعي لبربرة العرب بالتعتيم والبهتان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى