رحلة لجهنم.. ليلة بيضاء في اسطنبول قبيل الشروع في التخطيط للمغامرة (الحلقة4)

مرت الإجراءات في المطار التركي الضخم بشكل أسرع مما كان عليه الأمر في مطار محمد الخامس، و تم طبع خروج رشيد في جواز سفره، و أخيرا الدكالي في تركيا.

شساعة المطار و عدم إتقان رشيد لأي لغة أجنبية جعلته يتيه في فضاءاته قبل أن يبادر بسؤال شخص بدا له من ملامحه أنه من أصول عربية عن بوابة الخروج و مكان تواجد الحافلات و كيفية صرف العملة التي معه و الفنادق الرخيصة بالمدينة.

و لأن الوقت كان ليلا، لم يجد رشيد من حل لتفادي التنقل في سيارات الأجرة التي يطلب أصحابها مبالغ كبيرة سوى تمضية الليل داخل المطار في انتظار إشراقة الصباح للبحث عن الحافلة التي ستقله لوسط إسطنبول و بالضبط لمنطقة تقسيم.

الضغط الذي عاشه خلال الرحلة و البرد الذي بدأ يدب للجسم و التعب و قلة النوم و المستقبل المجهول الذي ينتظره و التفكير في الأم و الإخوة، كلها عوامل جعلت ليل رشيد داخل المطار يطول قبل أن يحل الصباح و يمضي حيث موقف الحافلات و قبل ذلك لتحويل جزء من الدولار الذي كان يتحوزه.

خلال مسار الحافلة، ظل رشيد يتابع باهتمام بالغ جمال المدينة و حركية المارة و السيارات و اختلاف المباني و المحلات التجارية، قبل أن يصل لتقسيم هناك حيث شرع في البحث عن مسكن شبابي يؤويه ليلة او اثنين قبل خوض مغامرة “الجينغل” نحو أوروبا و بالضبط لإيطاليا.

اهتدى رشيد بتوجيه من أحد المغاربة الذين التقاهم صدفة بالمنطقة لنزل صغير عبارة عن غرف مفتوحة تضم عشرات الآسرة، ليحجز أحدها بحوالي 50 ليرة لليلة الواحدة أي ما يقارب السبعين درهم مغربية.

ساعات طوال من النوم العميق قضاها هذا الشاب العشريني القادم من سهول دكالة ممددا في السرير الذي حجزه بغرفة تضم أكثر من ثمانية أشخاص جلهم عرب من المغرب و الجزائر و ليبيا و العراق و سوريا، ليرتاح من ضغط الطائرة و من بياض الليلة التي أمضاها بالمطار، قبل أن يقرر الخروج لاكتشاف تركيا التي كل ما يعرف عنها ما سبق و شاهده في مسلسل حريم السلطان و غيره من المسلسلات المدبلجة.

تعرف رشيد بالنزل الذي يقيم به على أحد الراغبين في الهجرة و هو شاب مغربي من مدينة القنيطرة، و قررا الخروج معا لشوارع اسطنبول للشروع في اقتناء ما سيلزمهما خلال الرحلة التي اتفقا على أن يقوما به في اليوم الموالي…(يتبع).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى