النقل في زمن كورونا بسطات.. محطات عشوائية وخرق للتدابير الوقائية

في زمن كورونا والتباعد الاجتماعي، وفي زمن تنزيل القرارات والتدابير الاحترازية والوقائية حفظا للنفس، ومن أجل سلامة العباد والبلاد، انخرطت بلادنا بقوة منذ الوهلة الأولى تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله، من خلال تعليماته السامية للحكومة بكافة تلويناتها للانخراط الجدي والمسؤول في هذا الورش المجتمعي لتجنيب البلاد ويلات هذا الوباء الفتاك.

من بين القرارات التي اتخذتها الحكومة والقطاعات الموازية، نجد تقليص عدد الركاب سواء على مستوى النقل الحضري أو عبر الطرقات مع الزيادة في التسعيرة حتى يجد المواطن البيئة السليمة في تنقلاته بعيدا عن شبح العدوى.

لكن الملاحظ، أن هذه الاجراءات الاحترازية سرعان ما باتت تتلاشى شيئا فشيئا، وبدأ التعايش مع عادات حليمة القديمة يظهر للعيان، من خلال عدم الالتزام من قبل بعض مهنيي القطاع الذين أضحوا يقتنصون الفرص ويكسدون الركاب بتسعيرتهم الجديدة…

نموذج لهذه الفوضى، ننقلها لكم من مدينة سطات، بعد أن تحولت بعض شوارع المدينة وأركانها إلى ما يشبه محطات عشوائية “لإصطياد الركاب” واقناعهم بالركوب على متن الناقلات أو الحافلات، دون أن تلج هذه الأخيرة إلى المحطة الطرقية، فيما أخرى تخرق القوانين، ولا تحترم مضامين دفتر التحملات فيما يتعلق بنقط انطلاقها وعدد الركاب المسموح به في زمن كورونا، لتجدها تشد الرحال صوب مدن أخرى ايابا وذهابا وعلى متنها عدد لايطاق من المواطنين مكدسين كعلب السردين.

وتساءل كثيرون عن دور المسؤولين جهويا واقليميا في تتبع الحركة المرورية، مع العلم ان مهامهم تكمن في تنشيط المهن المتعلقة بالنقل الطرقي وتنظيمها ومراقبتها، وتتبع وتقييم وتنفيذ سياسة السلامة الطرقية، وإعداد النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بسلامة النقل الطرقي والسهر على تطبيقها.

وتبقى عدة علامات الاستفهام مطروحة تُسائل الجهات المعنية عن مآل المحطة الطرقية التي باتت شبه مهجورة ببناية مهترئة وناقلات متآكلة لاتلبي الحد الأدنى لشروط الراحة والسلامة الطرقية من جهة، والفوضى العارمة التي تسود محيطها من جهة أخرى، نظرا للعزوف الحاد للمواطنين من الاستفادة من خدمات هذه المحطة التي أضحت بناية بدون روح، فسوء التدبير والتسيير هي السمة الغالبة هناك، علما أن الكثير من الناقلات ذات الجودة العالية التي تربط شمال المغرب بجنوبه لاتلج هذه المحطة إلا ناذرا لأسباب يجهلها المسافرون والرأي العام بمدينة سطات ، حيث يضطر الجميع إلى انتظارها عند محطات البنزين ومنهم من ينتظرها بالطريق السيار الرابط بين البيضاء ومراكش وما يخلفه ذلك من مخاطر على سلامة الركاب، ومنهم من يفضل فوق هذا وذاك ركوب القطار أو سيارات الأجرة من الحجم الكبير بالرغم من قيمة تسعيراتها الملتهبة في زمن كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى