الجزائر ..حزب العمال الاشتراكي يرفض الانتخابات التشريعية المقبلة

أعلن حزب العمال الاشتراكي نيته مقاطعة الانتخابات التشريعية التي فرضتها السلطات الجزائرية.

وأوضح الحزب المعارض، في بيان له، أنه “بدون بناء توازن سياسي مسبق للقوى داخل المجتمع، فلا مجال لأي وهم فيما يتعلق بإمكانية تحقيق التغيير الديمقراطي والاجتماعي الذي تطمح إليه الجماهير الشعبية عن طريق الانتخابات”.

وسجل أن هذه الانتخابات التشريعية تجري في وقت “يعود فيه الحراك الشعبي إلى الساحة منذ 22 فبراير الماضي، مهما كانت عيوبه وحدوده، واضعا على المحك مسألة الاختيار بين المعسكر الشعبي ومعسكر السلطة وخارطة الطريق الخاصة به”.

وأشار الحزب إلى أن الطعن في شرعية السلطة يتجلى مرة أخرى من خلال المظاهرات الشعبية الكبرى في عدة مدن عبر البلاد، مؤكدا أنه “كما كان الحال في انتخابات سنة 2002، التي جرت في اليوم الموالي للانتفاضة الشعبية +الربيع الأسود+ لعام 2001 ، لا يتردد حزبنا ولو لثانية واحدة في الإعراب عن رفضه لمسرحية الانتخابات التشريعية”.

ويرى الحزب أن هذه الانتخابات التشريعية تفتقد، أكثر من الاستشارات السابقة، لمسوغ ديمقراطي بسبب حجم القمع وانتهاكا الحريات، معتبرا أن إشارات التهدئة المزعومة التي اقتصرت على “الإفراج” عن بضع عشرات من المعتقلين السياسيين، سرعان ما قوضتها الاعتقالات الجديدة ومضايقات الشرطة والقضاء للنشطاء والصحفيين والمتظاهرين العاديين.

والأدهى من ذلك، يضيف الحزب، أن حالات التعذيب والاغتصاب من قبل الأجهزة الأمنية يتم إدانتها علنا من قبل معتقلين سابقين، موضحا أن الحريات والحقوق الديمقراطية الأساسية وحرية التعبير والتظاهر والرأي والتنظيم والإضراب يتم التضييق عليها يوميا.

وأكد حزب العمال الاشتراكي أن وسائل الإعلام العمومية لا تزال توصد الباب أمام أي انتقاد للنظام ، كما أن برامجها لا تزال حكرا على ممثلي النظام ومن يدينون له بالولاء.

أما قانون الانتخاب الذي أقره نفس البرلمان المنحل، والذي تعتبره الحكومة نفسها فاسدا وغير شرعي، فإنه يشكل، وفقا للحزب، عقبة أخرى أمام إجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية.

وقدم الحزب مثلا بنظام الاقتراع “الذي يهدف عمدا إلى نزع الطابع السياسي عن التصويت من خلال الاختيار بين المرشحين من نفس القائمة وليس بين البرامج السياسية”.

لذلك، يتساءل الحزب، “ألا يمكن التشكيك في المساواة المزعوم بين الرجل والمرأة؟ وفيما يتعلق بالتمويل العمومي للمرشحين على حساب الآخرين ، والذي يشرعن بحكم الأمر الواقع عدم تكافؤ الفرص، أليس الأمر مجرد ذريعة تتيح تمويل أغلبية برلمانية محتملة ؟”.

ويرى حزب العمال الاشتراكي أن هذه القوانين التشريعية ماهي إلا مناورة تهدف ،كما هو الحال بالنسبة للانتخابات الرئاسية التي جرت في دجنبر 2019 والاستفتاء على الدستور الجديد في نونبر 2020، إلى “مأسسة” استمرارية النظام.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مجرد تساؤل.
    لماذا تقاطع الأحزاب التي تنعت نفسها بالديمقراطية الانتخابات !!!؟؟؟
    كأن الأجدر بها أن تشارك وتدعو للمشاركة في الانتخابات لأن هذه فرصتها لتزيح النظام القائم على التقاعد لأن الشعب والحراك حسب ما تصرح وتعلن عنه و وكلت نفسها ناطقا رسميا تارة باسم الشعب وتارة باسم الحراك وتقيم لنا الدولة المدنية التي تتغنى بها.
    غير أن الحقيقة ليست كذلك.
    ببساطة لأن هذه الأحزاب المجهرية والجهوية لا حظ لهم في الصندوق. كون هذا التيار هو تيار تغريبي منسلخ عن ثوابت الجزائريين ويحارب معتقداتهم.
    عندما كان النظام البائد قائما كانوا يشاركون في الانتخابات لأنها كانت مزورة ولا تعبر على إرادة الشعب، فكان يمنحهم مقاعد ومناصب ومازايا لا حصره لها، وفي المقابل يمنحوه الشرعية التي يفتقر إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى