سطات.. مشروع لتصريف المياه العادمة يُخرح ساكنة للاحتجاج

محمد منفلوطي_هبة بريس

من أمام مقر جماعة بني يكرين (إقليم سطات)، رفع العشرات من ساكنة الجماعة القروية صباح اليوم الخميس شعارات ومهددين بتنظيم مسيرة احتجاجية صوب مقر عمالة سطات للمطالبة بالتدخل العاجل لإنقاذهم من شبح المياه العادمة المزمع تمريرها من تراب الجماعة انطلاقا من جماعة كيسر ومرورا بتراب جماعة بني يكرين ووصولا إلى وادي أم الربيع بإقليم سطات.

وحسب معلومات حصلت عليها هبة بريس، فإن المحتجين الذين احتشدوا امام مقر الجماعة كانوا بصدد تنظيم مسيرة احتجاجية قبل أن تتدخل عناصر الدرك الملكي وعناصر السلطات المحلية لفتح حوار معهم وثنيهم عن الزحف نحو مدينة سطات.

للإشارة، فجماعة بني يكرين تضم بين ثناياها سهولا خصبة وهضاب غنية بالخيرات والعطاء على طول طريق مهترئة تنتشر بها مختلف أشكال الحفر ناهيك عن ضيقها، هناك وبين مجموعة من الدواوير التابعة للجماعة ذاتها، يمر “وادي خنيبة” ، هذا الوادي الذي من المزمع تحويله إلى ممر للمياه العادمة القادمة من جماعة كيسر سوف يخترف تراب ثلاث جماعات ترابية، وهي مخاوف مشروعة من قبل شباب المنطقة وساكنتها وتلامذتها من تداعيات ذلك في حالة تصريف تلك المياه بشكل عشوائي وانعكاسات ذلك على الفرشة المائية ناهيك عن الروائح النثنة وانتشار الناموس والباعوض وغيرها من الحشرات الناقلة للامراض.

شباب غيورون من مختلف الجمعيات بالمنطقة طالبوا الجهات الوصية بالافصاح عن مآل هذا المشروع وكذا الكيفية التي سيتم بها، وهل تم الأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي والصحي والاستقرار الاجتماعي؟ كلها مطالب رفعها المحتجون الذين حذروا من تحول منطقتهم إلى بؤرة بيئية، بعد ان كانت تنعم بالطمأنينة والهدوء والمياه وزراعة النعناع والجزر، مطالبين بوضع استراتيجية واضحة لتنمية بالمنطقة التي باتت تعاني العطش، بدل الموافقة على تمرير قنوات الصرف الصحي التي من شأنها أن تذمر المنطقة وتشجع على الهجرة الجماعية.

فمنطقة بني يكرين التي كانت تنعم مياه عيونها المتدفقة وحقول النعناع والجزر والأشجار المثمرة أضحت منطقة تصارع البقاء بعد أن جفت معظم الآبار، وارتفع منسوب هجرة شبابها نحو الديار الأوروبية هربا من شبح البطالة والعطالة، هاهي اليوم تنتفض وتطالب بالكشف عن كافة حيثيات مشروع قنوات المياه العادمة الذي سيخترق تراب الجماعة

وضع بئيس وحقول جافة وساكنة تهدد بالهروب الجماعي

شيوخ ورجال وأطفال، لسان حالهم لا يكاد يكف عن تعداد معاناتهم، بعد أن كانت منطقتهم تضرب بها الأمثال في مياه الشرب العذبة، وحقول النعناع والجزر الممتدة، وأشجار الكرم واللوز والرمان الباسقة، والمساحات الخضراء الرائعة الممتدة التي تستهوي زوار ضريح بويا ازوتينة، هاهي اليوم تعاني شبح العطش بعد ان جفت معظم الآبار، وتحولت أحلام الساكنة إلى مجرد كوابيس مزعجة، نتيجة الاهمال الكبير الذي طالها، وهو ما يحتاج حسب تصريحاتهم إلى تدخل عاجل من قبل الجهات المعنية لدعم الفلاحين ليستمر العطاء والجود وسقي الحقول علما أن العشرات من الفلاحين باتوا يفضلون الهروب الجماعي بدل الوقوف للتفرج على ماض قد فات.

وطالب العديد من المواطنين بالكشف عن الحقيقة كاملة لهذا المشروع والتواصل مع الساكنة لشرح الكيفية التي سيتم بها، مشيرين أنهم ليسوا ضد التنمية بل هم ضد العشوائية والمخاطر البيئية المحتملة، كما لم يخف العديد منهم مخاوفهم من تردي الأوضاع الاجتماعية بالمنطقة بسبب ضعف البنيات التحتية للمسالك القروية والقناطر المائية التي تحاصر التلاميذ وتمنعهم من الوصول إلى مدارسهم للتحصيل العلمي.

وقد حاولت هبة بريس جاهدة أخذ رأي رئيس الجماعة المعنية في الموضوع لكنها لم تتمكن من ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى