النقل المدرسي بإقليم سطات.. مطالب بتعزيز الأسطول خوفا من الهدر المدرسي

محمد منفلوطي_هبة بريس

يعيش تلميذات وتلاميذ العديد من المؤسسات التعليمية بإقليم سطات على وقع الخصاص الحاد في خدمات النقل المدرسي، إذ يجد معظم الآباء والأولياء صعوبة بالغة في مصاحبة فلذات أكبادهم كل صباح نحو مؤسساتهم التعليمية خاصة إذا تعلق بالتعليم الإعدادي أو الثانوي، بيد أن اكراهات التنقل لدى العديد من التلاميذ وخاصة التلميذات باتت نذير شؤم من شأنه أن يساهم في تفشي ظاهرة الهدر المدرسي، وهي رسالة عبارة عن ناقوس خطر يدق أبواب كافة المتدخلين من سلطات إقليمية وهيئات منتخبة وجهات مانحة للعمل على تطوير وتأهيل وتوفير أسطول للنقل المدرسي يكون قادرا على الوصول إلى عمق الدواوير والمداشر ضمن خطوة تلبي حاجيات كافة التلاميذ والتلميذات لاسيما وان الجميع يعيش على وقع تداعيات كورونا وما أفرزته من مستجدات على مستوى الايواء داخل الداخليات ودور الطالبات خاصة في الشق المتعلق بتقليص أعداد المستفيدين والمستفيدات للتخفيف من الطاقة الاستعابية تجنبا للاكتظاظ وضمان التباعد الجسدي واحترام التدابير الاحترازية.

النسيج الجمعوي له رأي آخر، إذ راسلت جمعية أمل السدرة للتنمية والتضامن بجماعة امزورة دائرة سطات، (راسلت) في خطوة جريئة كل من المجلس الإقليمي ومجلس جهة الدار البيضاء سطات، للعمل على توفير سيارة للنقل المدرسي لتلاميذ وتلميذات منطقتي بولعوان والكرايم والدواوير المجاورة للطريق الجهوية رقم 316، لنقل هؤلاء التلاميذ إيابا وذهابا صوب ثانوية أولاد سعيد التأهيلية، تشجيعا للتمدرس بالعالم القروي ومحاربة للهدر المدرسي لاسيما في صفوف التلميذات اللواتي يبدين رغبة جامحة في مواصلة تعليمهن الثانوي والجامعي.

وشدد الجمعويون ذاتهم في مراسلتهم (توصلت هبة بريس بنسخة منه)، على أن توفير سيارة لنقل هؤلاء التلاميذ من شأنه أن يخفف الأعباء عن آبائهم وأولياء أمورهم من جهة، كما تبقى هذه الوسيلة ملاذا آمنا لفلذات أكبادهم وبديلا حقيقيا عن آفة النقل السري وما يترتب عن ذلك من أخطار ومظاهر قد تصل إلى حد السرقة أو الاختطاف او غيرها لاقدر الله.

وقد تابعت هبة بريس عن قرب حجم المعاناة التي يعاني منها تلاميذ ببعض الجماعات القروية، إذ أن معظم التلاميذ القادمين من السلك الابتدائي نحو الاعدادي والثانوي يجدون صعوبة بالغة للتأقلم مع هذا الوضع بسبب ارتفاع عددهم مقارنة مع ضعف وسائل النقل المدرسي، ومنهم من بات يستيقظ فجرا حتى يتمكن من الوصول إلى مؤسسته التعليمية، وهو ما يتطلب توفير أسطول كاف لسد الخصاص وتمكين كافة المتعلمين من الاستفادة منه بدون استثناء لدعم التمدرس وتشجيعه في صفوف الفتيات انسجاما مع خصوصيات الأسر القروية المحافظة.

وحسب معلومات حصلت عليها “هبة بريس”، فإن العديد من الأسر والآباء بمختلف المناطق بإقليم سطات، باتوا يعيشون معاناة حقيقية واكراهات يومية في البحث عن حلول بديلة لثبيت أبنائهم وضمان حقهم في متابعة دروسهم خاصة بالعالم القروي، فمنهم من بات يبحث عن دور للكراء وما يتطلب ذلك من مصاريف التغذية وغيرها، ومنهم طالب بتوفير وسائل للنقل المدرسي للوصول إلى عمق القروى والدواوير، وهو مطلب بات مطلبا ملحا لاسيما في العالم القروي، حيث يعاني الكثير من تلامذة المدارس من النقص الحاصل في هذه الوسائل التي تكاد تنعدم في مناطق أخرى، وهو مشكل يعيد طرح نفسه مع كل موسم دراسي لكن هذه السنة كان له طعم خاص بنكهة الخوف من تداعيات كورونا، كما انه يجسد وبالملوس ضعف دور المنتخبين والسلطات المحلية والإقليمية في إنهاء هذا المشكل بصورة نهائية عبر توفير أسطول بأعداد كافية يضمن سلامة وصحة التلاميذ وحقهم في متابعة دروسهم والعودة على منازلهم في ظروف ملائمة بعيدا عن معضلة الاكتظاظ وسوء برمجة أوقات الانطلاقة والعودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى