ومضات من تاريخ الجزائر المعاصر

أحمد مصباح – هبة بريس

أيتها الجزائريات ويا أيها الجزائريون، طالعوا وتمحصوا فيما قاله الشاعر الكبير، مفدي زكرياء، كاتب النشيد الوطني الجزائري (قسما)، عن المغرب والأسرة العلوية المالكة، وعن الصحراء المغربية.
ففي موت جلالة الملك محمد الخامس، رثاه باكيا بقوله:
فلبَّى للخلود قريرَ عينٍ
نداءَ الله قِبْلَتُهُ الصعودُ
ومن ألِفَ السماءَ وجـاء منها
إلى ملكوتِها شوقا يعودُ
ومن تركَ الأمانةَ وهي عُظمى
لشهمٍ لا يميلُ ولا يحيدُ
فقد وضعَ الرسالةَ في أمينٍ
لديه من خلائقه الرصيدُ
أميرَ المؤمنين علوتَ عرشا
دعائمُه الوثائقُ والعهود

وقال معددا مناقب الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه:
سيظفرُ الشعبُ مذ لبَّاه معتصمٌ
فعزةُ الشعب في صدقِ القياداتِ
إنا أردنا.. وفي مجرى إرادتنا
إرادةُ اللهِ علّامِ الخفيَّاتِ
ذر الزمانَ يحدثْنا وسِرْ قدما
فأنت أعلمُ منا بالثنياتِ
واسلمْ لشعبكَ تسلمْ فيه عزتُه
ويقتبسْ منك إبداعَ البطولات

وفي مديح أشراف الملوك العلويين من المحمدين والحسن قال:
ولولا كفاحٌ ما مدحتُ “محمدا’
ولا جئتُ بالآيات في الحسنِ الثاني
من العلويينَ الأماجدِ طهرتْ
أرومتَهم في الكونِ أصلابُ عدنان
هما شَرَّفا مُلكا وما شَرُفَا به
فشتانَ ما بين المحطِّم والباني

ثم أبدع في وصف مغربية الصحراء، وفي تمجيد المسيرة الخضراء مهللا:
فقاد مسيرة خضراء تعلـــو بها الرايات والذكر المجيــد
بها الأكباد تنصب انصبــاب
فيدهش من شجاعتها الوجـود
فلا تعجب لمعجزة شعـــب
تسير المعجزات كما يريــد

ومن بين أشعاره الخالدة التي لا تدرس في المدارس الجزائرية عندما أقر بمغربية الصحراء بقوله:
سألوا الوثائق، فالتاريخ يحفظـــها
وسائلو الكون عنها يشهد الزمـــن
واستفتت (لاهاي) واستنطق نزاهتها
تنبئك من نبتوا فيها ومن سكنـــوا
دم المغاربة الأبطال ضخمــــها
وما استكانوا لظلام وما وهنـــوا
قالوا: اقتراع، فقلنا: بل نقارعكـم
فتهزمون، ويبقى اللحد والكفـــن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى