“بتعليمات من جلالة الملك”.. قرارات تاريخية أصدرها عاهل البلاد 1- العودة للاتحاد الإفريقي

لبنى أبروك – هبة بريس

منذ اعتلائه على عرش أسلافه الميامين، أشرف جلالة الملك محمد السادس، على اتخاذ عدد من القرارات التاريخية وأعطى تعليماته للقيام بمجموعة من الانجازات الكبرى.

إنجازات كثيرة ومكاسب كبيرة حققتها المملكة في عهد الملك محمد السادس، و لقيت إشادة وتنويها كبيرين من الدول العظمى و الشقيقة، وعمقت حقد وحسد البلدان المعادية والجهات المعلومة.

إنجازات وقرارات لا تحتاج مقالا أو سلسلة للحديث عنها والتغني بها، لأنها تتحدث عن نفسها بأرض الواقع، غير أننا ارتأينا تخصيص سلسلة بحلقات أسبوعية لتسليط الضوء عليها بغية تذكير المتناسين وتمكين “الفضوليين”الذين ينامون ويستقظيون بأخبار المملكة من الاطلاع على انجازات عاهل البلاد وتلقينهم دروسا في الدبلوماسية والاقتصاد والاستثمار وغيرها من المجالات التي شهدت تقدما ملموسا وساهمت في تحقيق قفزة نوعية للبلاد.

1- العودة للاتحاد الافريقي

واحدة من أهم القرارات التاريخية التي أصدرها عاهل البلاد الملك محمد السادس، هي إنهاء سياسة المقعد الشاغر بالاتحاد الإفريقي، والعودة إلى هذا التكتل الإفريقي .

عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي لم تأت بمحض الصدفة، حيث سبقتها تحضيرات مهمة، تمثلت في زيارات مكوكية قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنذاك صلاح الدين مزوار، الى عدد من الدول الافريقية لحشد دعمها، الى جانب الزيارات الملكي التي قادها عاهل البلاد الملك محمد السادس الى عدد من الدول الصديقة والشقيقة بالقارة السمراء، والتي توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات والاستثمارات بقطاعات الصحة والفلاحة والصناعة وغيرها.

وفي يوليوز 2016، وعبر رسالة وجهها الملك محمد السادس إلى القمة الـ 27 للإتحاد الإفريقي المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي، تقدمت المملكة المغربية بطلب رسمي للعودة الى الاتحاد الذي غاب عنه 32 عاماً احتجاجا منه على انضمام “الجبهة الانفصالية” سنة 1984.

وقال عاهل البلاد في رسالته” إن المغرب رغم انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية، إلا أنه لم يغادر أبداً إفريقيا، وإنما انسحب، سنة 1984، في ظروف خاصة، من إطار مؤسساتي قاري”.

واعتبر أن العلاقة الوشيجة التي تربط المغرب بإفريقيا تفسر الشعور المشروع، بأنه من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية، مضيفاً أنه من الصعب أيضا القبول بمقارنة المملكة المغربية، كأمة عريقة في التاريخ، بكيان يفتقد لأبسط مقومات السيادة، ولا يتوفر على أي تمثيلية أو وجود حقيقي.

واضاف الملك قائلا: “كنت إتمنى، منذ سنوات، أن أبوح لكم، وبكل صدق، بأن ذلك سبب للمغرب جرحاً عميقاً، وها هي الفرصة تتاح اليوم، للتعبير لكم عن ذلك”، مؤكداً أنه “لواثق بأن هذا الجمع النبيل، سيتلقى هذا الشعور الصادق بما يستحقه من إصغاء واعتبار”.

رسالة الملك أعقبتها زيارة تاريخية للعاصمة اديس ابابا، شهر يناير 2017 للحضور للقمة ال28 للاتحاد الافريقي، وتوجت بتصويت أغلبية الدول الأعضاء بالاتحاد على عودة المملكة المغربية، كما اختتمت بالقاء عاهل البلاد لخطاب تاريخي باختتام القمة.

“كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب”يقول الملك في خطابه أمام قادة الدول الافريقية،  فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي. لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد”.

عودة المملكة المغربية الى مكانها بالاتحاد الافريقي توجت بالنجاح ووصفت بالتاريخية والهامة، رغم كيد الكائدين ومخططات الانفصاليين التي باءت بالفشل كسابقتها.

وبذلك، تكون المملكة قد كسبت الرهان بعدما أدركت أن دبلوماسية المقعد الشاغر تحولت عائقا أمام توسعها الاقتصادي ونفوذها في أفريقيا.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. “كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب”يقول الملك في خطابه أمام قادة الدول الافريقية، فإفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي. لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد”.
    فعلا كلمات تاريخية و صادقة من عاهلنا المفدى
    شكرا على هذا المقال التذكيري بمراحل السياسة الملكية بالقارة الافريقية

  2. اللهم انصر مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصرا تعز به الدين واحفضه يارب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى