حملة التلقيح والانتخابات… رجاء لاتركبوا على المبادرات !

محمد منفلوطي_هبة بريس

لماذا يصر البعض من “ممتنهني الحملات الانتخابية” على ركوب موجة الحملات الانتخابية السابقة لأوانها، وتوظيف مختلف الأساليب لكسب عطف الطبقة البسيطة من عامة الشعب واستغلال كافة الأحداث والمبادرات؟ لماذا يقتنص هؤلاء المتمرسون في المناورات، أي فرصة تتاح إليهم ليخرجوا للعلن موظفين امكانياتهم المالية واللوجستيكية والبشرية لتلميع صورهم أمام منتخِبيهم المفترضين واستغلال الظرفية واتخاذها مطية لتمرير خطاباتهم؟ ألا يظن هؤلاء أن العالم بات قرية صغيرة بفضل تكنولوجيا المعلوميات وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، وأن أي معلومة كيفما كان لونها وطعمها أضحت في متناول الجميع من حيث معرفة مصدرها وصاحب القرار في تنزيلها؟ لما لازال البعض من سياسيينا ومنتخَبينا ينهجون أساليب تقليدية عفا الزمان عنها، وأكل الدهر وشرب، ألم يحن الوقت بعد، أن ينهج هؤلاء مقاربات جديدة وطرق تواصلية حديثة وبرامج تنموية جريئة ومواقف سياسية ثابتة وقوية تكون شفيعا لهم أمام حملاتهم الانتخابية وتعيد للعملية السياسية برمتها بريقها وبعدها التنموي تماشيا وخطابات جلالة الملك في معظم خطاباته التي دعا فيها إلى جعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار بعيدا عن منطق المصالح الضيقة اللحظية؟.

فبلادنا التي كانت سباقة للانخراط في حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا بتعليمات سامية من ملك البلاد وبمبادرة شخصية منه لتجنيب البلاد المزيد من الخسائر سواء بشرية او اقتصادية أو اجتماعية، وهي الحملة التي تجندت لها مختلف السلطات ووفرت لها وسائل لوجستيكية وبشرية وكوادر طبية، هذه الحملة التي تمر في ظروف جد عادية تحت مراقبة صارمة، ما لنا جميعا إلا أن نقف ونحيي القائمين على انجاحها ونصفق لهم وننحني أمامهم احتراما وتقديرا، ومالنا جميعا أن نثمن كافة الخطوات الجريئة التي اتخذها المغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، منذ الوهلة الأولى من الإعلان عن هذا الوباء اللعين…لكن أن تستثمر هذه المكتسبات من قبل بعض ممتهني الانتخابات والركوب عليها أمام انظار العامة وكأنهم هم من أبرموا الشراكات والاتفاقيات مع كبريات الشركات المنتجة للقاحات، فذلك أمر مرفوض جملة وتفصيلا، ومالنا إلا أن نخاطب هؤلاء بصوت مسموع كفى من الركوب على الأمواج واستغلال مآسي العباد.

ففي الوقت الذي يعكف فيه ملك البلاد لوضع حد لاستفزازات خصوم وحدتنا الترابية، والعمل على استعادة المغرب لمكانته الافريقية من خلال ضمان عضويته في منظمة الاتحاد الافريقي لكسر العزلة وتطويق اعداء وحدتنا الترابية، لازال بعض السياسيين والمنتخبين يحنون إلى زمن الحملات الانتخابية بطعم البهرجة والولائم والضحك على الذقون، دون برامج انتخابية حقيقية تواكب التصورات والتطورات وتلامس هموم المواطنين والمواطنات، وكأن هؤلاء لم يستوعبوا بعد الرسالة القوية التي بعث بها ملك البلاد مفادها أن مصلحة البلاد هي الأسمى، وأن توزيع الحصص على شاكلة الكعكة لم يعد مقبولا به في مغرب اليوم.

فلا يختلف اثنان عن كون وجود سياسيين وطنيين غيورين عن وطنهم ووطنيتهم، يشتغلون وفق منظور شمولي ورؤية واضحة بعيدا عن المزايدات همهم خدمة البلاد والعباد، لكن في المقابل لازال البعض يشتغل بمنطق الحسابات السياسية الضيقة بمصالح شخصية ذاتية، يستهدفون الطبقة الفقيرة والهشة ليرقصوا على آلامهم وجروحهم، ويعزفون لحن الإنسانية المزيفة لاستمالة البسطاء لكسب أصواتهم دون حق، لمثل هؤلاء…نقول لهم اتقوا الله في وطنكم…رجاء لاتركبوا على مبادرات الغير وتنسبوها لأنفسكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى