وحدة المغرب مدخل أساسي لأدوار جديدة وفعالة للإتحاد الإفريقي

إبراهيم اعمار

إن الإتحاد الإفريقي ظل محدود التأثير في النزاعات الإقليمية، الأمر مرتبط بعاملين رئسيين: الأول، عديد من النزاعات الإقليمية تعاني من تدخلات اجنبية مباشرة وغير مباشرة. العامل الثاني هو النشاط الكبير للجماعات الإرهابية المهددة للسلم والاستقرار في عديد من بلدان القارة الإفريقية، لايمكن فصل قضية الصحراء المغربية عن هذين العاملين المأثرين للوضع الإفريقي السياسي والاقتصادي والجغرافي، وإذا كانت اهداف الإتحاد بناء قوة اقتصادية إفريقية من خلال بلدان تنعم بالأستقرار والسلم والوحدة، فلا يمكن قبول أي مسعى جزائري مغرض يستهدف وحدة وسلم واقتصاد دولة شقيقة وهي المغرب، فالإتحاد يعلم أن فكرة الوحدة الإفريقية هي إنتاج مجهودات مغربية منذ منتصف القرن الماضي، ومكونات الإتحاد تعلم أن قضية وحدة المغرب الترابية مرت بمراحل محلية ودولية بائت بالفشل فيها كل الجهات المناوية لوحدة المغرب، بدءا من الإنتفاضة الأممية للجارة الإسبانية ضد استكمال المغرب لوحدته الترابية، وبناء كيانات قبلية والتسويق لها لبناء دويلة تحت مسميات استعمارية محضة هدفها ابقاء اليد الإستعمارية الإسبانية بالصحراء المغربية ليتم تسهيل عملية التجزئي الإستعماري للمغرب إلى الجزائر، هذه الأخيرة التي بدأت اول نشاط دعائي ضد وحدة المغرب بإعلانها عبر وسائل اعلامها للقصف الإسباني للمسيرة الخضراء سنة 1975 بهدف تعطيل هذا العمل التاريخي الجبار الذي يجسد العمق التاريخي والوطني للمغرب، وبعد إن منيت مكيدتها الإعلامية بالفشل تم التخطيط بمؤامرة مع كل الجهات الأجنبية الهادفة إلى اطماع استعمارية بصحراء المغرب، فنظمت اكبر عمل إجرامي تاريخي ووفرت له الجزائر والجهات الداعمة لها كل الوسائل اللجوستية العسكرية والمدنية حيث تم تهريب بعض العائلات الصحراوية في شاحنات جزائرية، وبناء معسكر تدريبي لشبابها بتندوف وتحريضهم على الدخول في مواجهات عسكرية على طريقة حرب العصابات تحت وهم الإديولوجية والاشتراكية والتحرر. فدافع المغرب بكل قواه لصد هذا العدوان الجزائري بالوكالة على اراضيه، إنتهى ببناء جدار عازل ورعاية أممية لمسلسل سلم، رغم ان المغرب له كل الحجج في السيادة التاريخية على أراضيه الصحراوية، وامتثل لطلب قوى فاعلة وللمسعى الدولي في حل سياسي يضمن سيادة مغربية وتدبير محلي لساكنة الصحراء الذي انطلق في إطار عمل جهوي موسع لتهيأة إطار تنظيمي لحكم ذاتي كفيل بتقوية الحاجة لرفاهية الساكنة وتوسيع المشاركة الديمقراطية الضامنة لتمثلية كافة مكونات الصف الصحراوي المغربي، وظلت الجزائر مناوءة لكل تسوية لاتفوتها أي فرصة دولية أو إقليمية لطرح قضية العائلات الصحراوية المهربة إلى معسكرهم التدريبي بتندوف كقضية استعمار، بل وصل بها الأمر في التطورات الأخيرة إلى اعتبارها قضية أمن قومي جزائري، وهو ما يعني ضمنيا انتزاع جائر لحق غير مشروع وغير عادل في التفاوض والترافع ضد وحدة المغرب. فإذا كانت قضية أمنهم القومي فذلك يعني انها قضية سيادية، إذا فالجزائر تريد استعمار الصحراء المغربية، لان دورها وليد لخدمة اغراض استعمارية، وهو ما يأشر إلى تطور يهدد السلم والأمن الأفريقيين، لأن الجزائر نصبت نفسها وصيا سياديا على الصحراء المغربية، تكون بذلك قد اعلنت دبلوماسيا حربا وميدانيا ومناوشات بالوكالة، سيقود الوضع الإفريقي إلى مجال مفتوح لتصارع القوى الخارجية والملشيات الإرهابية، وهذا هو اقصى ما يمكن أن يصل له التهديد الجزائري الدبلوماسي أو الميداني، على ضوء هذا التوضيح فإن مسعى الإتحاد في تناول قضية الصحراء يجب ان ينطلق من رفع اليد الجزائرية على الملف ومعاينة انجازات التمثلية الديمقراطية لساكنة الصحراء تنمويا واقتصاديا واجتماعيا وكذلك فتح المعسكر التدريبي بتندوف المحروس جزائريا قصد الإنصات لشبابه الذي وجد نفسه وهو اسيرا لموقف جزائري لم يكن شريك في صناعته، وإحصاء العائلات المهربة ذات الوصول القبلية بالصحراء المغربية وبذلك يكون الإتحاد الإفريقي قد انسجم مع أهدافه في خدمة الشعوب والوحدة والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى