درس أمريكي خاص

الكاتب : مصطفى تاج

من زواية نظر أخرى، أكبر درس يمكنه استخلاصه من محطة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هو قوة الإرادة وفيض الحماس ومنتهى التفائل والأمل والتمسك بالطموح في تغاضي كبير عن عامل السن وعامل الكهولة.

تخيلوا معي كيف لرجلين في أواخر السبعين من العمر يتدافعان ويتطاحنان للفوز باستحقاق سيمكنهما من ترجمة رؤيتهما للبلد الذي يريدانه في المستقبل؟

كيف يغدو الكهل في الجانب الآخر من العالم شاباً متمسكا بالحلم والأمل، فيما الشاب في بلادنا في مقتبل العمر تراه عازفاً، حائراً، تعيساً، يستنكر بسوداوية كل شيء، بما فيه الحق في الحلم؟

ترامب في أواخر السبعين دخل المنافسة وخرج منها غير راض، ولكن خرج منها أكثر شراسة وقتالية، ومن المتوقع أن يعود للترشح بعد أربع سنوات، سواء على ظهر الحزب الجمهوري، أو ممتطيا فرساً حزبياً جديداً. من أين لهذا الكهل بكل هذه الحماسة وحب إثبات الذات؟

بايدن، بدوره، سيدبر هذه المرحلة بثقل الحماسة التي تعكسها خطواته الرياضية الخفيفة وابتسامته الشبابية، سنراه يحوم بين الدول، مهندسا ومخططا وفاعلا مؤثرا، سيلتقي الشباب والنساء والأطفال ورؤساء الدول، ولا شك في أنه إذا نجح في طي صفحة ترامب سيسعى لولاية رئاسية جديدة وهو في العقد الثمانين من عمره.

وأعود لبلادنا، وأتأمل كيف يشيب الشاب في عمر الزهور، وكيف يخيب الحلم وينقطع الأمل في عيون الشباب، أغلبهم على الأقل.

هل احترفنا السخط لهده الدرجة؟ هل رضينا بالعمر القليل وارتضينا سن التقاعد سن الإعداد للموت وبداية الانتهاء؟

هل شبابنا لا يؤمن بقدراته أم أن النسق المجتمعي العام هو من يفرمل هذه القدرات؟

أين حماسة الشباب وإقبال الشباب وسعي الشباب نحو فرض الوجود وإثبات الذات؟

لماذا قضينا على الحلم وقبلنا بمجاراة الواقع ولو عبر السخط والتهجم والترقب؟

كيف اختصرنا الحياة في عمل وبيت وأسرة وبضع لحظات سعادة؟

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. شكرا لك على هدا المقال الدي احيا فيا الامل والاسرار وأنا مند مدة أصارع تارة وأتردد مرات من اجل تغيير مساري المهني وأنا اقترب من 44 سنة بعد ان تيقنت ان عملي الحالي ليس ما كنت احلم به ولا صله بينه وبين ما درست ولست سعيدا فيه.فعلا مقالك جعلني احس أني مازلت شابا وفب بداية حياتي بالمقارنه مع سن الرئيسين الامريكيين😳😳

  2. شكرا لك على هدا المقال الدي احيا فيا الامل والاسرار وأنا مند مدة أصارع تارة وأتردد مرات من اجل تغيير مساري المهني وأنا اقترب من 44 سنة بعد ان تيقنت ان عملي الحالي ليس ما كنت احلم به ولا صله بينه وبين ما درست ولست سعيدا فيه.فعلا مقالك جعلني احس اني مازلت شابا وفي بداية حياتي بالمقارنة مع سن الرئيسيين الامريكيين😜

  3. لا بل لأننا شعب خمول، كسول، لا يملك القدرة على تحمل المسؤولية. نريد من الحكومة أن تجهز لنا كل شيء. هنا في العالم الأمريكي الشعب الذي يتحرك ويحرك الحكومات. استيقضوا وانهضوا وكفاكم اللوم على الآخرين.

  4. لا يمكن ان نلوم الدولة لانها هي انا وانت وهو لكن اللوم كل اللوم على من عنده نفوذا ولم يستغله احسن استغلال للدفع بعجلة الإصلاح لما فيه خير للكل وليس فقط لنفسه، أقول هذا لان هناك من يعمد إلى فرملة الصالح العام مستغلا ضعف الدولة من اجل المصلحة الشخصية، ألا لا خير في مصلحة شخصية جرت مفسدة عامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى