السُلطات الإقليمية بسطات تهدم عمارة تهدد حياة المارة

محمد منفلوطي_هبة بريس

لاشك أن الأمطار الغزيرة التي عرفتها بلادنا في الآونة الأخيرة وما خلفته من خسائر على مستوى البنيات التحتية، ( لاشك) أنها أعادت موضوع المباني الآيلة للسقوط والمهجورة منها إلى واجهة الأحداث وطرحته للنقاش، وأضحى التعامل مع الموضوع مطلبا ملحا يُسائل السلطات والهيئات المنتخبة والنسيج الجمعوي ودوره في توعية المواطنين من مخاطره.

مدينة سطات بدورها لم تشكل الاستثناء من هذا كله، بل كان لبعض المباني التي ظلت لعقود تصارع من أجل البقاء دون استغلالها، النصيب الأوفر، إذ ساهمت الأمطار المتهاطلة في تعرية هذا الواقع الذي ظل من المواضيع المسكوت عنها قرابة سنوات عدة مضت.

عمارة بقيسارية الصباح المظلة على ممر الدريجات بساحة محمد الخامس بسطات، تصدعت جذرانها المطلة على محلات تجارية تستهوي المواطنين المتبضعين كل مساء، ظل الخطر يتربص برؤوس العباد، قبل أن يتدخل عامل الإقليم ابراهيم أبوزيد بجرأته المعهودة ليعطي تعليماته الصارمة لكافة المتدخلين للعمل على وضع لهذا الخطر القادم، حيث تم تشكيل لجنة مختصة لرصد وتحديد المباني الآيلة للسقوط بمختلف المواقع والأحياء بالمدينة تزامنا وموسم الأمطار مخافة أن تسقط على رؤوس العباد، وهو القرار الذي يأتي في سياق تفعيل مقتضيات القانونية المنصوص عليها.

مصادرنا، أكدت أن اللجنة التقنية المختلطة التي تضم مختلف المصالح المتدخلة من سلطات محلية ومسؤولين عن مجال التعمير و البناء و كذا الوقاية و الأمن العموميين ، وضعت خطة محكمة تروم الحرص أولا على التأكد من وضعية و خطورة هذه البناية ، و اتخاذ التدابير اللازمة من أجل استصدار قرار هدمها حفاظا على سلامة المواطنين و سكينتهم و أمنهم ، وهي العملية التي انطلقت صباح اليوم الثلاثاء لهدم العمارة المذكورة بواسطة عمال يدويين، سخرت لهم أدوات تقليدية بسيطة للهدم، تماشيا وخصوصية المنطقة التي توجد بها العمارة بسبب ضيق المساحة وتواجد محلات سكنية وشقق سكنية بجوارها.

هذا المبنى الذي ظل يشكل خطرا زاد من حدته تهاطل الأمطار التي عرفتها المدينة مؤخرا، مما أثر بشكل واضح على وضعيته المتهالكة، انطلقت عملية الهدم به صبيحة اليوم بحضور جمال معاوية رئيس الدائرة الحضرية الأولى رفقة مجموعة من أفراد السلطات المحلية ورجال الأمن وبعض موظفي المجلس الجماعي.

قرار عامل الإقليم الذي وصف بالجريء، تحوّل إلى موضوع للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل العديد من المتتبعين للشأن المحلي مع قرار الهدم هذا الذي من المسكوت عنه، مخلفا ردود أفعال متباينة، حيث كتب أحدهم قائلا: ” العمارة المتواجدة على قسارية الصباح، بها الكثير من التشققات والتي وإن قدر الله وهوت ستأخذ الكثير من الأرواح وقد أكون واحدا منهم لأني أستعمل ممر ادريجات المؤدي إلى وسط المدينة باستمرار ….”، كماتساءل آخرون عن مآل المركب الثقافي قبالة مدارة الحصان الذي ظل لعقود من الزمن معلقا دون أن يرى النور”.

ويذكر أن مدينة سطات باتت تعرف بعض المباني المهجورة والمتهالكة الآيلة للسقوط التي تحيط بالعديد من التجمعات السكنية مما يجعلها قبلة للمنحرفين ومرتعا لشتى أنواع الآفات والحشرات، ناهيك عن هول سقوطها وخطورة ذلك على المواطنين، الأمر الذي يتطلب وضع خطة محكمة لهدمها وتسييجها وإعادة إعمارها حفاظا على جمالية المدينة ورونقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى