اعتداء على مدير مؤسسة تعليمية بالجديدة يثير غضبا واستياء.. وردود فعل وبيانات نقابية متباينة!

هبة بريس – متابعة

أثار “اعتداء” على مدير الثانوية–الإعدادية عبد الكريم الخطابي بالجديدة، غضبا واستياء عارمين، في أوساط الشغيلة التعليمية داخل المؤسسة التربوية، وردود فعل وإصدار بيانات نقابية، توزعت، حسب الانتماءات النقابية، ما بين المؤيدة والمنددة.
هذا، فإن الجريدة تعرض بكل مصداقية وتجرد، واستنادا إلى الوثائق والمستندات المرجعية، مواقف ووجهات نظر الأطراف، في احترام تام وتقيد ب”مبدأ الرأي والرأي الآخر”، حتى تتولد لدى المتتبعين والرأي العام، القناعة حول حقيقة ما جرى فعلا على أرض الواقع، بعيدا عن المغالطات والمزايدات، وحتى عن “أسلوب التشفي في الحالة الصحية والمرضية”.. الذي يتنافى والأدبيات والأخلاقيات، والذي تم للأسف اعتماده، كما يمكن الوقوف على ذلك بالواضح والملموس، من قبل من له أو لهم المصلحة.
هذا، ووفق ما جاء في بيان إحدى النقابات، فإنه: “على إثر توصل مكتبها المحلي بالجديدة، بمجموعة من الشكايات تهم نساء ورجل التعليم العاملين بالثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي، عقد أعضاء مكتب الفرع اجتماعا، يومه الثلاثاء 05 يناير 2021، بمقر النقابة بالجديدة؛ وبعد الاستماع لأعضاء لجنة المؤسسة، وتحليل دقيق لتقرير اللجنة المرفوع للفرع المحلي، وفي إطار ثقافة الحوار التي تتبناها النقابة في الاستماع للطرف الآخر، ومحاولة معالجة ما يمكن معالجته، انتدب المكتب لجنة للتواصل والحوار مع مدير المؤسسة، والاستماع لوجهة نظره على خلفية ما جاء في شكايات الأساتذة. وقد حلت هذه اللجنة بالمؤسسة، يومه الأربعاء 06 يناير 2021، على الساعة 10 و30 دقيقة، والتي وقفت وتأكدت بالملموس على صحة كل ما جاء في شكايات الأساتذة وتقرير لجنة المؤسسة نتيجة التعامل اللاتربوي واللامسؤول والمتكرر لرئيس المؤسسة، والذي يستغل وضعه الصحي ليشتغل خارج القانون، ويعتبر أن مرضه يخول
له أن يمارس سلوكات لا تربوية ولا إدارية، ويحاول إرهاب الأساتذة بلمفه الصحي؛ حيث يشهر في وجه كل من يخالفه الرأي، شهادة طبية مدتها 90 يوما، مدعيا أنه يسدي خدمات جليلة للإدارة، مقابل أن يتنازل الأساتذة عن حقوقهم العادلة والمشروعة، خوفا من تظاهره بالسقوط التي اعتادوا عليها (..).
هذا، وقد عرض المكتب المحلي للنقابة، في بيانه المرجعي، ما اعتبرها خروقات واختلالات، قال أن اللجنة وقفت عليها.
وعلى إثر ما اعتبره المكتب المحلي للنقابة، “أجواء مشحونة ووضعية كارثية”، قال أن المؤسسة أصبحت تعيشها، بفعل سلوكات وممارسات مشينة ومتكررة لرئيسها، فإنه يعلن جملة من التدابير والإجراءات، ضمنها، دعوته للمديرية الإقليمية والجهات المسؤولة، بالتدخل العاجل، بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق، وفتح تحقيق نزيه في الممارسات اللاتربوية واللامسؤولة للمدير، والاختلالات التي نعرفها المؤسسة (..).
ومن جهتها، وجهت جمعية آباء وأولياء التلاميذ بثانوية عبد الكريم الخطابي الإعدادية، في شخص رئيسها، إلى مدير المؤسسة التربوية، رسالة مؤرخة في 30 دجنبر 2020، في موضوع: “امتناع أستاذ عن مزاولة عمله”، تتوفر الجريدة على نسخة منها.
وعلاقة بنازلة الاعتداء على مدير الثانوية–الإعدادية عبد الكريم الخطابي، جاء في عريضة مذيلة بتوقيعات 28 أستاذا وأستاذة من أصل 30 أستاذا وأستاذة عاملين بالمؤسسة التربوية، تتوفر الجريدة على نسخة منها، (جاء فيها)، حسب نصها، ما يلي: ” نحن الموقعين أسفله – أساتذة ثانوية عبد الكريم الخطابي الإعدادية بالجديدة، نستنكر بشدة ما تعرض له مدير المؤسسة، يوم الأربعاء 06 يناير 2021، من إهانة من طرف تيار نقابي، برفقة أستاذ يزاول عمله بالمؤسسة، لإثارة البلبلة بالمؤسسة؛ كما نستنكر ما ورد في بيان نقابي، باسم أساتذة المؤسسة، وتلفيق تهم لا أساس لها من الصحة، في حق رئيس المؤسسة.”.
ودائما في سياق المواقف وردود الفعل، التي واكبتها الجريدة، علاقة بالنازلة، أصدر المكتبان المحليان لنقابتي “FDT” و”UNTM” بالجديدة، بتاريخ: 10 يناير 2021، بيانا مشتركا، في موضوع: “رفضهما الشطحات البلطجية غير محسوبة العواقب لأستاذ “المادة العلمية”، ونقابته؛ هذا نصه، كما توصلت به الجريدة:
“في إطار مواكبتهما لما يجري بإعدادية عبد الكريم الخطابي، وانطلاقا من إيمانهما القوي والعميق بدورهما في المساهمة الفعالة في تحقيق الأهداف النبيلة لخدمة مصالح كافة مكونات منظومة التربية والتعليم، على المستوى المحلي، والتي من أجلها يكرس أعضاؤهما وقتهم وجهدهم، عقد المكتبان المحليان للنقابتين التعليميتين “FDT” و”UNTM” بالجديدة، يومه السبت 10 يناير 2021، بمقر النقابة الوطنية للتعليم “FDT”، الكائن بحي السعادة بالجديدة، اجتماعا تنسيقيا من أجل الوقوف على السلوك الطائش والعدواني، الذي يستهدف مدير الثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي، من طرف أستاذ “مادة علمية”، الذي استفز مشاعر كل أستاذات وأساتذة المؤسسة، والذين تصدوا لهذا السلوك الأرعن، وقاموا بفضح هذه المؤامرة في حينها بكل جرأة. حيث عبروا عن طريق بيان موقع، عن استيائهم من البلبلة والفوضى التي خلقها هذا الأستاذ، وهو الذي ظل يسعى إلى زرعها داخل المؤسسة، منذ حلوله بها، لتقويض السير العادي للدراسة، بحثا عن الزعامة والتحكم في الإدارة، بغية التغطية عن إخلاله بواجبه المهني، مستغلا دعم ومساندة مكتب فرع النقابة، التي ينتمي إليها؛ وهو الأمر الذي رفضته كل مكونات المؤسسة، بمن فيهم جمعية آباء وأولياء التلاميذ، وترجمت ذلك في مراسلة الادارة بشأنه.
وبعد وقوفهما على فحوى البيان الذي أصدرته نقابة الأستاذ المعني، واستحضارهما لشكوى المدير من التعسف والتضييق والعنف المعنوي الذي طاله، من طرف الأستاذ المذكور، فإن المكتبين المحليين للنقابتين المذكورتين، يسجلان:
استمرار الأستاذ المذكور، بنهج أسلوبه – كما تعرفه الشغيلة، لما كان في نقابات أخرى، قبل النقابة التي ينتمي إليها حاليا – بحثا عن ذاته، وعن القيادة والزعامة الوهمية، والاختباء وراء النقابات، للتملص من أداء واجبه المهني (..)؛
تنصيب اللجنة النقابية التي زارت المؤسسة، نفسها لجنة تقييم وافتحاص لعمل المدير، وتستعرض عضلاتها وتستفزه؛ بل تستهزئ منه، وتتشفى من مرضه الخطير. وهذا يدل على بعد المسافة بينها وبين القيم الإنسانية، والأخلاق النقابية، التي تقتضي منها احترام المدير، والوقوف على الحقيقة، من زملائه، وسعة الصدر، وحسن الإصغاء للطرفين، وإيجاد الحلول، لاحتواء هذا “المشيكل الذري”، من أجل إعطاء صورة مشرفة للنقابة، بصفة عامة، بدل إذكاء نار الفتنة وكهربة الأجواء، داخل حرم المؤسسة التعليمية، تاركة نفسها تتملكها النزعة الذاتية الانفعالية والأنانية الزائدة؛ فتسرعت في إصدار بيان باهت مغرض، يفتقد إلى المصداقية والموضوعية، سرعان ماردت عليه الشغيلة التعليمية بالمؤسسة، بالاستنكار؛
نهج سياسة التخويف والترهيب للإدارة التربوية، كأسلوب لإخضاعها من أجل التوسع، والاستقطاب، وتوفير الدعم لها؛
وبعد نقاش جاد ومسؤول، فإن المكتبين المحليين لنقابتي “FDT” و”UNTM”:
يثمنان عاليا موقف أستاذات وأساتذة إعدادية عبد الكريم الخطابي، الواعي والشجاع، والرامي إلى الحفاظ على المناخ التربوي السليم، والرافض للشطحات البلطجية غير محسوبة العواقب، من قبل كل من سولت له نفسه زرع البلبلة وخلق المشاكل بالمؤسسة؛
ويعلنان تضامنهما اللامشروط مع السيد مدير المؤسسة؛
ويطالبان السيد المدير الاقليمي بحماية مدير المؤسسة، من خلال التعامل بجدية مع كل وثيقة توصل بها في هذا الشأن، من أجل ترتيب الجزاءات المناسبة، للحد من الفوضى التي يخلقها “الأستاذ” المعني، ضمانا للسير العادي للدراسة، وتأمين حق التلميذ في التعلم؛
وپستغربان التناقض بين سبب حضور اللجنة النقابية للمؤسسة والمتمثل، حسب زعمهم من خلال بيانهم، في الإنصات إلى المدير، كطرف، وبين مطالبته بمدهم بتقارير المجالس، ودعوته لعقدها؛ وهذا المطلب يبين بالملموس النية المبيتة للجنة في استفزاز مدير المؤسسة، وترهيبه، ظنا منهم أن العمل النقابي أصبح “بعبعا”، من أجل الاستقطاب؛
وپستهجنان جهل اللجنة المذكورة بخصوصية الظرفية الراهنة، وعدم مواكبتها لمستجدات البروتوكول الصحي، والمذكرات المنظمة له، ومن بينها المراسلة الجهوية التي تدعو إلى تجنب الاجتماعات، إلا في الحالات الاستثنائية القصوى؛ كما يوضح تجاوز أعضاء اللجنة حدود اللياقة واللباقة؛
وإذ نحيي عاليا المواقف الشريفة والشجاعة لكل العاملين بالثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي، ويقظتهم، ونقدر التعاطف الواسع للشغيلة التعليمية بالجديدة، مع السيد المدير المشهود له بالكفاءة وحسن الخلق، فإننا نحتفظ لأنفسنا بالإعلان عن الشكل النضالي المناسب. وعاش العمل النقابي الجاد والشريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى