البيوت تتساقط كأوراق التوت…هل حان قطف الرؤوس؟

محمد منفلوطي_ هبة بريس

مايحز في النفس، أن أرى وترى ويرى معنا العالم أجمل مدننا وأرقاها تغرق في زمن الألفية الثالثة وتنهار منازلها، لا لسبب سوى أن ربنا عز وجل رحمنا برحمته بعد طول انتظار…ما يزيد الطين بلة هو تلك الأموال التي صرفت على التأهيل والتجهيز والديكور…لكن أن يبلغ الأمر مبلغ الانهيارات على رؤوس العباد فتلك قصة من نوع آخر.
ما يحز في النفس ويدمي القلب، هو تحول الفضاء الأزرق لساحة كبيرة لنشر غسيل فشل التدبير واختلالاته البنيوية…فيديوهات ومقاطع لصور ونقل مباشر لانهيارات بالجملة وهي تتساقط كأوراق الخريف اتباعا مخلفة ضحايا وهلع فتلك مشاهد من نوع آخر.
ما دفعني للكتابة ليس تنقيصا أو تخوينا أوتطاولا على أحد، بقدر ما هي مسؤولية ملقاة على عاتقي وعاتقك وجميعا، للأخذ بالأيدي لإعمار الأرض لأننا ببساطة خلفاء الله فيها، نسعى للاصلاح والدفاع عن المصالح وحقوق العباد كل من موقعه…دفاع ولو بالكلمة الطيبة فذلك أضعف الإيمان.
مشاهد لبيوت وهي تتساقط على رؤوس ساكنتها، لا محالة ستبقى عالقة في الذاكرة والتاريخ وتسائل كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، مشاهد وخسائر في الأرواح والممتلكات ستبقى دين في عنق كل من تقلد مهمة أو مسؤولية ولم يخلص العمل فيها… مع العلم أن ملك البلاد حفظه الله دعا وشدد في معظم خطبه السامية على تحمل المسؤولية وربط المسؤولية بالمحاسبة… مفادها اتقوا الله في وطنكم.
سقوط البيوت كأوراق التوت الذابلة، حدث يجب أن لا يمر دون حساب ومحاسبة، تماشيا وروح الدستور الذي ربط المسؤولية بالمحاسبة، حدث تفاعل معه الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي من خلال تدوينة له على حسابه الفايسبوكي قائلا: ” سقوط البيوت بالبيضاء كأوراق الشجر في الأحياء العتيقة تستوجب محاسبة المسؤولين عن تطبيق قانون البيوت الآيلة للسقوط الذي يجعل رؤساء الجماعات مسؤولون بشكل مباشر عن حماية الساكنة من انهيار بيوتها واستباق ذلك قبل وقوع الكارثة”.
وأضاف الشرقاوي : “قانون أبريل 2016، يحمل رؤساء الجماعات مسؤولية الانهيارات للبيوت الآيلة للسقوط ويفرض على الداخليةوالإدارة المحلية في المادة 19 عملية إيواء المتضررين، حيث أنه إذا تعذر على شاغلي المبنى الآيل للسقوط، ولوج سكن لائق اعتمادا على إمكانيتهم الذاتية،تتخذ السلطة الإدارية المحلية المختصة الإجراءات الضرورية لإيوائهم مؤقتا بتنسيق مع الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط”.
وختم الشرقاوي بالقول: “مسألة أخرى أين اختفت الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط التي عهد إليها إعداد ودراسة الاستراتيجيات والبرامج العمرانية والمشاريع المتعلقة بالتجديد الحضري وتأهيل الأنسجة العتيقة والمباني الآيلة للسقوط… واش حتى توقع شي كارثة عاد نبداو ندبوا حناكنا، الله يهديكم يا المسؤولين”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بيوت قديمة وأيلة للسقوط في أية لحظة وليست الامطار هي السبب الرئيسي بل فقط ثانوي.الفيضانات لعدة أسباب منها البنية التحتية المتهالكة والقديمة خاصة منها أنابيب الصرف الصحي القديمة منذ عهد الاستعمار وهناك قنوات الصرف الصحي فيها العديد من الشوائب والغبار و الرمال و الازبال مسؤولية مشتركة بين الحكومة والجماعات والساكنة.هناك بعض الساكنة من ترمي الازبال وبقايا البناء ..الخ في كل مكان ولو فوق قنوات الصرف الصحي وهناك من يسرق أغطية البالوعات..الخ الوعي غائب والنتيجة الان هي تحصيل حاصل لمامضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى