أهمّ المهرجانات الفولكلورية والتراثية في المغرب

القسم الفني ـ هبة بريس 

تنظم في المغرب العديد من المهرجانات والمواسم الثقافية بمختلف المدن المغربية وعلى مدار السنة، فإضافة الى مهرجان أصيلة يوجد مهرجان الرباط الذي يستمر أربعين يوما وذلك خلال شهر يونيو ، ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس، وينظم في شهر مايو، وموسم الخطوبة بأملشيل وينظم في شهر سبتمبر ، وموسم حب الملوك بصفرو حيث تختار ملكة جمال حب الملوك، ومهرجان عبيدة الرما بخريبكة، ومهرجان الفنون الشعبية، والمهرجان الدولي للسينما بمراكش، ومهرجان أكادير للموسيقى العربية وغيرها.

مهرجان الموسيقى الروحية بفاس

مهرجان الموسيقى الروحية يعتبر أحد أهم مهرجانات الموسيقى الروحية على النطاق العالمي ويعقد بصورة منظمة في مدينة فاس في المغرب، يحتشد لها أشهر المغنين وفرق الموسيقى الدينية والروحية من شتى بقاع العالم وفي أشهر المواقع التاريخية لفاس مثل “باب المكينة” و”متحف البطحاء” و”موقع وليلي” ، عقد المهرجان الثاني عشر في الثاني والثالث من يونيو 2006 وحضره وزير الثقافة الفرنسي رونو دونديو . هدف المهرجان وعلى لسان محمد القباج، رئيس جمعية فاس سايس هو بلورة ثقافة الاتفتاح والحوار بين الثقافات والتخاطب بين ثنايا الكلمات، من الروح إلى الروح.

اكتسبت مدينة فاس نتيجة لتنظيمها هذا المهرجان شهرة واسعة كمدينة للصداقة والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود معتبرة ان تاريخ الحوار بين الاديان المستمد من عبق الحضارة الاندلسية شكل المرجع بالنسبة لمنظمي المهرجان. شارك في المهرجان الثاني عشر للموسيقى الروحية مشاركة موسيقيين ومغنين من بينهم المالي سليف كيتا والفرنسي إنريكو ماسياس والتونسي لطفي بوشناق والتبتية يونغشن لامو وتضمن المهرجان موسيقى الكاتدرائيات من أميركا اللاتينية.

موسم الخطوبة بإملشيل إقليم الراشيدية

تجذب قرية جنوب شرق المغرب أنظار آلاف الزوار المحليين والأجانب باحتضانها موسماً سنوياً للخطوبة، بعد فترة الحصاد ومع بداية فصل الخريف، يحتفل فيه العشرات من شباب المنطقة بمراسم زواجهم.

وتشهد احتفالات الخطوبة والزواج الجماعي خلال موسم إملشيل طقوساً مبهرة تبرز غنى العادات والسلوكيات الاجتماعية، بالإضافة إلى رواج تجاري واقتصادي يتيح مساعدة سكان القرية على تحدي الفقر ولو لمرة واحدة في العام.

ويعد موسم الخطوبة هذا، الذي يقام في شهر سبتمبر بالقرب من منطقة إملشيل، بمثابة تقليد اجتماعي راسخ دأبت عليه قبائل تلك المناطق منذ أكثر من 45 عاماً.
جذور موسم الحب

وتضيف الحكاية القديمة أن الشابين معاً لجآ إلى الجبل لندب حظيهما التعيس بسبب رفض القبيلتين زواجهما، وبكيا بغزارة إلى أن تكونت بحيرتان صغيرتان توجدان حالياً باسم “إيسلي” و”تيسليت”، أي العريس والعروسة، ويحج إليهما آلاف الزوار أثناء موسم الخطوبة بإملشيل.

وتعويضاً عن ندمها على رفض زواج الشابين عزمت القبيلتان على التصالح وتزويج شباب المنطقة في ما بينهم فقط وعقد موسم خاص بالاحتفالات كل سنة.

موسم حب الملوك ء صفرو

صفرو مدينة صغيرة تقع في سفح جبال الأطلس المتوسط على بعد ثمانية وعشرين كيلومترا جنوب شرق مدينة فاس، هي مدينة قديمة يشهد على عراقتها وأصالتها تراثها التاريخي والعمراني والثقافي الإسلامي واليهودي. هي روضة من رياض المغرب الجميلة وحوض من أحواضه الفاتنة الخلابة، أخاذة بأسوارها العالية، وأحيائها العتيقة، وجنانها وأشجارها الكثيرة ذات الظلال الوارفة، وغاباتها الموحشة، ومغاراتها المأهولة، وعيونها المتدفقة، وشلالها المنهمر ومهرجانها العريق.

تحتفل مدينة صفرو المغربية الجميلة بموسم حب الملوك وذلك بتنظيم مهرجان جميل لهذه الغاية فتأخذ الشوارع زينتها بالورود والزهور وترتدي الفتيات أجمل الألبسة التقليدية المغربية .

وتوشح ملكة جمال موسم حب الملوك تاج من الذهب الخالص ،تبقى محتفظة به إلى الموسم المقبل حيث تقدمه لملكة أخرى .محاطة بوصيفتيها الجميلتين في اجواء بهيجة ثم تطوف في شوراع المدينة وهي توزع فاكهة الكرز ‏
‏والتحيات على الضيوف والمشاركين والسياح.‏

مدينة الصويرة الموكادور

يعتبر ضريح «سيدي بلال» الموجود غرب مدينة الصويرة المرجع الأعلى، ومقام الاب الروحي لكناوة، وداخل ضريح ذلك الولي، توجد الزاوية التي تحتضن في العشرين من شهر شعبان الموسم السنوي للطائفة الكناوية وعلى ايقاع الموسيقى القوية والحارة للمجموعات المنتسبة الي الطائفة، تخرج نخبة من الاتباع في جولات بين المدن لجمع الهبات والصدقات للزاوية، بلباسها الفلكلوري المميز ذي الالوان الحية، خصوصا الحمراء والزرقاء. إن شهرة «كناوة» كموسيقيين تجاوزت الحدود المغربية، لتعانق العالمية منذ شرع في تنظيم مهرجان سنوي لـ «كناوة وموسيقى العالم» بمدينة الصويرة في شهر يونيو، والسر يكمن في أنها ليست مجرد موسيقى عادية، بل هي موسيقى ذات ايقاعات قوية محملة بثقل الأساطير والمعتقدات الموغلة في القدم، ومشحونة بالإرث الحضاري الأفريقي والبربري والعربي. يسمى هذا النوع من الموسيقى في تونس بالإسطنبالي.

نبذة عن فن اعبيدات الرما مدينة خريبكة عاصمة الفوسفاط

ظهر هذا الفن في بعض المناطق كورديغة والشاوية وتادلة والحوز من عهود خلت، ويمكن تصنيف هذا الفن البديع في خانة الفنون الفرجوية الشعبية التي عرفها المغرب وما زالت مستمرة إلى الآن. تعني كلمة أو لفظ ” الرما ” الرماية بالبندقية أو السلاح على وجه التدقيق إلى درجة يمكن فيها القول بأن اعبيدات “الرما” هم رماة كان همهم الأساسي هو التدريب على الرماية بالبندقية والاستعداد الدائم للدفاع العسكري. كان ولا يزال لكل فرقة أو مجموعة مقدم يسهر على تسييرها ورعايتها وغالبا ما يكون من أبرز شعرائها ونظامها. كانت المظاهر الروحية والعسكرية من المسائل التي تشغل بال الرماة وغالبا ما سبق العامل الفرجوي الذي لم يكن القصد الحقيقي من تواجدهم لهذه الفرجة التي جاءت وتولدت عن إحيائهم بصفة دورية لحفلات في القبائل التي كانوا يزورونها على مرأى ومسمع القاص والداني وبمشاركة السكان. يبلغ عدد المجموعات والجمعيات والفرق التي أنشأت منذ تنظيم الدورة الأولى إلى الآن أكثر من 30 فرقة أغلبها من الشبان والأطفال الذين أصبحوا يتهافتون على الفن البديع بصفة تلقائية ويتمركز أغلبها في منطقة ورديغة وتادلة والشاوية. ويبلغ عدد الفرق والمجموعات والجمعيات التي تهتم به على الصعيد الوطني أكثر من 50 فرقة بما فيها الشيوخ والشباب والأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى