معطي منجب..المؤرّخ بلا تاريخ

العربي السايح

 

من الصعب وجود صفة منطقية للمعطي منجب هذه الأيام التي يمارس فيها كما كان يمارس دائما الإثارة السياسية حيث لا يظهر للعموم إلاّ في الفتن والملفّات القذرة. ويستعمل في صراعه السياسي المتميز بإثارة الأزمات صفة المؤرخ. فلقد روّج لنفسه صفة مؤرّخ وليس في رصيده إلاّ كتابات عامّة في السياسة في شمال أفريقيا لا تتجاوز السرقات الأدبية من تاريخ شمال أفريقيا لأندري جوليان وما كتبه مؤرخون معروفة عند القارئ المغربي. وحينما يقرأ المتتبع لأمثال العروي وإبراهيم حركات وعبد الهادي التّازي وعبد الوهاب بن منصور وغيرهم يشعر بالظلم حينما يوضع في صفوفهم المعطي منجب الذي استمدّ سمعته من تعاونه مع مراكز ومعاهد تجهل تاريخ المغرب وتفاصيل الوضع السياسي المغربي، مستعملا ورقة الحقوق مفتاحا لاختراق هذه المعاهد.

 

لا يستطيع معطي منجب أن يقول للرأي العام المغربي ما هو المصنف التاريخي الذي قدمه لشعبة التّاريخ ليستحق صفة مؤرّخ التي لها معنى خاص جدا في تقاليد وعرف شعبة التاريخ في الأكاديمية المغربية . فلو كان كلّ من بحث في التاريخ أصبح مؤرّخا لكان عدد المؤرخين بعدد نجوم السماء. أما مؤرخنا المزوّر فهو يحب أن يمارس المظلومية ليكتسب شرعية مؤرّخ، يتدخل في كل ملف أو قضية ليشكك فيها ويستعطف الرأي العام والجمعيات التي يحاول أن يقنعها بأهمية الأدوار التي يقوم بها للدفاع عن حقوق الإنسان.

 

لقد كان مؤرخنا المزور قد فضل الهروب إلى الأمام لمّا تم ضبطه في ملف التلاعب بأموال الدعم الخارجي لإحدى جمعياته التي حولها إلى دكان للارتزاق. وكان المؤرخ المزور قد قام منذ البداية بتزوير إسمه حين ذهب إلى فرنسا. وحاول فيما بعد أن يبرر ذلك بأنه كان يدخل به إلى المغرب في سنوات الرصاص، وكأن السلطات لم تكن تعرف بتحركاته وهو تناقض سقط فيه المنجب لأنه يتحدث عن سنوات الرصاص وعن قدرته على تغيير إسمه والدخول الى المغرب على الرغم من الحكم عليه من دون أن تعرف به السلطات، هذا في حين أن ما سمي سنوات الرصاص لا يمكن أن يعجز عن ضبط طالب مزور ينشط في اتحاد الطلبة في فرنسا، مع أن تغيير الاسم لا يتم الا وفق مساطر واجراءات معروفة.

 

وفي عام 2009 أسس المعطي منجب مركز ابن رشد للدراسات والتواصل، جعله إطارا لأبحاث سياسية واجتماعية، حيث كان من المنتظر من مؤرخ ان يسميه مركزا لابن خلدون تيمنا بمؤرخ وليس بفيلسوف. ثم قام بتأسيس الجمعية  المغربية لصحافة التحقيق وهي جمعية مخصصة للدفاع عن الحق في ولوج المعلومة واستقلالية الصحافة. وتعتبر هذه الجمعية واحدة من الجمعيات التي يختبئ خلفها منجب لاختراق الأمن المغربي والعمل ضد السيادة المغربية باسم الحق في ولوج المعلومة، لأن المعطي منجب ليس مستقلا حين يدعوا لاستقلالية الصحافة وهو عمل في أكثر الصحف التي تعبر عن مصالح حزبية أو أجندات معروفة ويتجاهل المعطي منجب الفرق بين ما هو من ضرورات السيادة وما هو من الحقوق السياسية والصحفية ولو كان منجب مؤرخا كما يدعي لعرف أن أكثر البلاد التي تحتفظ لها منظمات حقوق الإنسان بملفات كبيرة هي هذه البلدان التي يتعاون المعطي منجب مع أدرعها السياسية والحقوقية والبحثية.فالتقارير والتصريحات التي يقدمها المعطي منجب للدوائر الخارجية تضرّ بالأمن العام المغربي وتنشر الفوضى وتغطّي على جرائم السياسيين باسم حقوق الإنسان ولقد  تنكر منجب لحقوق الإنسان وحقوق المرأة وهو يدافع عن أصدقائه المرتبطين بنفس الأجندات. وقد راهن المعطي منجب على تيار التغيير الذي مثلته دوائر أجنبية بتحالف مع الإخوان لزعزعة استقرار المغرب تحت يافطة التغيير الديمقراطي حيث كان منسقا لفرع المغرب في جمعية مواطني الشرق الأوسط (MECA)

 

 

تقلب المعطي المنجب بين دكاكين كثيرة. الماركسي الذي أصبح متعاونا مع مركز كيرنيجي ومع معاهد ومجلات ذات توجهات ليبرالية مناهضة لليسار، كما أنه هو المناهض للإسلاميين وصاحب كتيب بعنوان: الإسلاميون المغاربة في مواجهة العلمانيين يصبح صديقا ومدافعا عن الإسلاميين ومتعاونا معهم.ما يقوم به المعطي منجب من شغب هو جزء من مهمات يتقاضى عليها مكاسب من شبكات خارجية تؤدّي على حساب درجة الشغب والفتن شريطة أن يتقن إخفاء هذه المهمة بشعارات المطالب الحقوقية لمن يمتثلون عادة للقضاء في قضايا جنائية مثل قضية بوعشرين الذي ينظر القضاء تهمته بالاغتصاب والتجارة في البشر، ومثل قضية حامي الدين التي ينظر فيها القضاء والتي تتعلق بتهمة جريمة قتل المناضل اليساري آيت الجيد. أهم يوم في حياة المعطي منجب هو لما تثار قضية من القضايا التي يكون المتهم فيها سياسيين، لأنه لا يفترض أن السياسيين والاعلاميين يمكنهم أن يكونوا أهل نصب واحتيال وجريمة مثلهم مثل غيرهم. ولم نجد المعطي يدافع عن حقوق المواطنين العاديين. لكن أسوأ يوم في حياته هو اليوم التي لا توجد فيه ملفات وقضايا للاسغلال، سيكون ذلك يوم عطلة وعطالة لأنّ المعطي منجب لم يكن في يوم من الأيام ولا في هذه الأيام يجد وقتا لممارسة مهنة التاريخ، فعمره كان كله سعي لالتقاط الملفات التي يستطيع من خلالها الظهور حيث أسهل الطرق الى ذلك هو الوقوف أمام القضايا التي تكون فيها الدولة طرفا أو القضاء. المعطي منجب لم يجد يوما وقتا ليمارس مهنة المؤرخ التي يدعيها، وهو في أغلب أوقاته إما مشاغبا أو سكرانا، وأكثر مشاغباته يمارسها في حالة سكر علني. فهو ليس سوى ظاهرة صحفية وجمعوية  هدفها اختلاس الدعم الخارجي وهي مسألة أدين بها المعطي منجب وسيعمل كثيرا للتهرب من هذه التهمة التي أصبحت معروفة عند الرأي العام المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى