الأمطار تظهر المعدن الحقيقي لرجال السلطة.. غاب المنتخبون و ظهر خدام الوطن الحقيقيون

هبة بريس ـ ياسين الضميري

صور عديدة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي لرجال الأمن و عناصر السلطة المحلية و هم يتفانون بكل نكران للذات في خدمة الوطن و المواطنين، غير مبالين بقساوة الحالة المناخية، يجابهون الطقس و يسارعون الوقت لإنقاذ ممتلكات المواطنين من الضياع تارة و أخرى لنجدة و مساعدة محتاجين و ما خفي كان أجمل و أرقى.

صور عناصر السلطة المحلية و عناصر الأمن التي توصلنا بها في اليومين الأخيرين و هم وسط البرك المائية يحاولون فتح البالوعات لتصريف المياه المتجمعة و ينظمون حركة المرور و يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يقدموا أي خدمة تعين على تدبير “كارثة” تسببت فيها مشاريع المجالس المنتخبة التي غاب أعضاؤها و اختفوا من الشوارع في عز الأزمة.

منظر رجل السلطة بلباسه الرسمي و هو يساعد أبناء الشعب في رفع الغطاء المعدني لبالوعة تصريف المياه، و إصراره بكل تجرد على أن يقدم العون و المساعدة في فترة عصيبة يستحق منا جميعا أن نرفع قبعة الاحترام لهذا المواطن الخدوم قبل أن يكون مسؤولا مسؤول بحق.

صحيح هنالك بعض من رجال السلطة لا يقومون بواجبهم المفترض أحسن قيام، لكن هناك أيضا عناصر صالحة كثيرة منتشرة في ربوع الوطن تؤدي الأمانة الملقاة على عاتقها بروح مسؤولية عالية، لا تنتظر جزاءا و لا شكورا، مادام همها الأوحد خدمة الوطن و المواطن احتراما للقسم الذي أدوه لحظة تخرجهم.

صورة من حقنا أن نفتخر بها كمغاربة، فبعدما غيرت كورونا كثيرا علاقة رجل السلطة بالمواطن و جعلتنا نفخر بتضحيات عدد من مسؤولينا، أبناء هذا الشعب، ستضاعف مثل هاته المواقف النبيلة من قيمة الاعتزاز و الاحترام الذي نكنه لعناصر السلطة و معهم الأمنيون باختلاف أجهزتهم.

نعم، أبطال هم رجال السلطة الذين فضلوا النزول للشارع تحت زخات المطر و سحب بالوعات صرف المياه لتفادي وقوع الكارثة و تجنيب المواطنين خسائر فادحة، هم على الأقل أكثر شهامة و رجولة من بعض المنتخبين الذين ساهموا بصمتهم أحيانا و مباركتهم أحايين أخرى ميزانيات مشاريع تسببت في مثل هاته الكوارث الناجمة عن سوء التدبير و افتقاد روح المواطنة و تضييع الأمانة.

غاب المنتخبون و اختفوا من الشوارع، و ظهر الأبطال الحقيقيون الذين يسهرون حين نكون نحن نياما، يسهرون في عز القر و الحر، لننعم نحن بالسكينة و الأمان، فتحية تقدير و احترام لكل المسؤولين الذين يشتغلون بضمير و بروح مواطنة عالية، شكرا لكل رجال السلطة و عناصر الأمن الذين جعلونا نفخر بالانتماء لهذا الوطن، وطن يهدم مشاريعه البعض و يحاول آخرون بما استطاعوا ترميمها و الحفاظ عليها لما فيه خير للمغاربة قاطبة، شكرا أيها المسؤول الإنسان المواطن، و هذا أبسط ما يمكننا أن نقوله في حقك…

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لا تنزعج من عدم ظهور المنتخبون في مثل هده الظروف لانهم لا يرغبون في الظهور الا في الاوقات العصيبة(بالنسبة اليهم)،فقريبا جدا وبالتدقيف في بداية فصل الصيف المقبل إن شاء الله سيحظرون باستمرار في كل شبر من أرض الوطن و المشاركة بقوة فيما يهمهم بالدرجة الاولى و الاخيرة اي الحملة الانتخابية إضافة الى دلك فستراهم بسيارات عادية و لباس متواضع وقد تراهم يتناولون وجبات غداء البسطاء و يلتقطون الصور مع الفقراء و المساكين و ابناء السبيل و يدكرونك بأنهم ابناء الشعب و من الشعب بل أكثر من دلك سترى من يدرف الدموع و بدون ان تبحث عنهم لانهم سيطرقون باب منزلك كل ساعة طيلة أيام الحملة و يقومون بمهاجمة اصدقاؤهم الاوفياء من الاحزاب الاخرى و يتمسكنوا حتى يتمكنوا ليقولوا لك موعدنا بعد خمس سنوات أخرى.
    لدا يجب،كما يوصي بدلك شرفاء البلاد،المشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة و قبل الدهاب الى صندوق الاقتراع يوم الادلاء بصوتك التفكير مليون مرة و مرة في الشخص الدي ستمنحه صوتك و الحزب الدي ينتمي اليه،لان منح صوتك لشخص ترى انه مناسبا و لكن ثبت ان حزبه لم يقم بالواجب فلا داعي للتصويت عليه لأن دلك سيصب في مصلحة الحزب ،كما يجب الاخد بعين الاعتبار الحزب الدي سيتحالف معه حزبه اد انه لا داعي لمنح صوتك لشخص سيتحالف في نهاية المطاف مع شخص مفسد ليسيروا شؤون دائرتك لتصبح كمن يدور في حلقة فارغة.
    مرة أخرى يجب المشاركة بقوة في الاستحقاقات القادمة و قطع الطريق أمام كل من لا تهمه الا مصالحه الشخصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى