المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس.. أصالة في المضمون وطموحات هادفة

هبة بريس ـ ربيع بلهواري

مند انطلاقه سعى المهرجان الوطني للفيلم التربوي الذي تشرف على تنظيمه بكل تفان واقتدار الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس الى التحديد الواضح للفيلم التربوي وجعله يحمل رؤية نقدية تربوية دون أن تكون بالضرورة تتمحور حول المدرسة والقسم والأستاذ، وهذا لرفع الغموض ، وكذا للارتقاء بالمستوى الفكري والنقدي لأن تناول قضية تربوية يقتضي عمقا فلسفيا وبيداغوجيا  يتجاوز السطحية التي نراها في تجارب مماثلة.

كما عمل المهرجان مند انطلاقه على جعل الفيلم التربوي دعامة لترسيخ قيم كونية واخلاقية تدعم تمثلات التسامح والانفتاح على ثقافة الغير وهدا ما تجسد واقعيا من خلال شعارات  كل دورات المهرجان التي تفردت في هذا التوجه مند انطلاقها؛ بحيث تدبج ندوات في هذا المستوى يؤطرها نقاد وسينمائيون وتتم بلورتها الى توصيات وانتاجات نقدية تعتبر مرجعا معتبرا للتاصيل السينمائي العميق بصفة عامة.

كما يعمل المهرجان مند انطلاقته على تشجيع التجريب والإبداع سواء كان تقنيا أو على مستوى الرؤية …وهو ما صفى ضبابية المشهد  السينمائي ورفع السطحية واوضح بان السينما تتميز بالسينما وليس بالعرض واستعمال الكاميرا … وذلك لكون السينما هي الصورة بجميع ابعادها الإبداعية وليست  باستعمال الصورة كوسيط استتيقي فقط.

وهذا التأصيل هو ما ميز التكوينات التي تقام في فعايات المهرجان حيث تتبنى اطروحة  بكون الصورة سواء كانت متحركة او ثابتة ما هي الا تعبير مستقل له قواعده الفنية ( الكادراج ، الضوء ، اللقطة …)   والغرض منها هو تقريب العالم المرئي للمتعلم كتعبير جديد.

وعن هدا التوجه الدي لا يقبل المهرجان الانزياح عنه تمت إقامة عدة ورشات غرضها التكوين المثمر و المستمر لجميع الفعاليات التي تهتم بالسينما التربوية. منها ورشات للقراءة الفيلمية وكتابة السيناريو وكذا تكوينات في تقنيات المونتاج ومبادئ الاخراج إضافة إلى ورشات في القراءة السيميائية للصورة وابعادها وكذا ورشة تكوين الممثل بالإضافة إلى ورشات أخرى متميزة تاخد بعين الاعتبار الطرح الديداكتيكي في تفويت المعارف السينمائية للمتعلمين.

ومن اجل تشجيع التلاميذ على الفعل السينمائي والارتواء من شغفه الفني داب المهرجان على تنظيم مسابقة وطنية تمثل جميع اقاليم المملكة؛حيث يتم على اثرها توزيع جوائز التميز والتشجيع وكذا التفاعل المباشر مع أعضاء لجنة التحكيم من اجل صقل الخبرات وتوجيه هاته الطاقات الى اوجه الاختلالات الفنية التي ينبغي اعتمادها كلبنة من أجل الظفر بجودة احسن في الاعمال المستقبلية.

كما يعمل المهرجان دوما لترويج ثقافة الصورة وتقريب الثقافة السينمائية من المؤسسات التربوية وذلك بتنظيم قافلة سينمائية تنظم على هامش المهرجان من اجل عرض الافلام المتوجة في هذا المحفل السينمائي على اكبر عدد من المتعلمين وخصوصا في المؤسسات التربوية التي تنتمي الى العالم القروي وهو ما يمنح الامل في إقامة أندية سينمائية داخل المؤسسات التربوية والتي تدخل في إطار أنشطة التفتح الموازية التي توصي بها السياسة التربوية المتميزة والرشيدة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي في المغرب.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى