مستشفى سطات.. مرفق بلا إسم و لا عنوان

محمد منفلوطي _ هــــبة بريس

أين اختفت اليافظة التي كانت تحمل اسم مستشفى سطات كمرفق عمومي يقدم الخدمات؟، سؤال يطرح نفسه وأنت تقف أمام واجهته الرئيسية، فبعد الاصلاحات المحتشمة التي طالت مستشفى الحسن الثاني بسطات من صباغة وتبليط وتأهيل بابه الرئيسي، إلا أن هذا الأخير ظل بلا يافظة ولا إسم ولا عنوان، دون أن يلفت ذلك أنظار المسؤولين القائمين على هذا المرفق.

المستشفى الذي استقبل صباح اليوم السبت ضحايا حادثة السير التي أصيب على إثرها ثلاث أستاذات إصابات متفاوتة الخطورة وهن متوجهات صوب مقر عملهن نواحي البروج، ظلت الخدمات به متأرجحة ومتذبذبة، فمن المصابات من تم نقلها صوب مستشفيات البيضاء ومنها إلى الرباط نظرا لخطورة وضعها الصحي، ومنهن من تم نقلها إلى إحدى المصحات الخاصة بسطات، ضمن واقع يثبت بالملموس ضعف الخدمات الطبية بهذا المرفق العمومي.

حادثة اليوم التي عرفتها الساحة التعليمية، عجلت بانتقال المدير الاقليمي للتعليم بسطات رفقة معاونيه وبعض الأطر الإدارية والتربوية للوقوف على الوضعية الصحية لضحايا الحادثة الفاجعة، هذه الأخيرة كشفت من جديد عن ضعف الخدمات الطبية، وصعوبة الولوج إليها بمستشفى الحسن الثاني، ناهيك عن المشاكل التي تعترض المرضى حين القيام بإجراءات الفحص بجهاز السكانير أو الفحص بالصدى، حينها يضطر كثيرون تغيير وجهاتهم صوب المصحات الخاصة لإجرائها.

فقبل ولوجك لمستشفى الحسن الثاني بسطات، يستوقفك بابه الرئيسي بدون يافظة، ماعدا حراس الأمن المرابطين في عز موجة البرد، من هؤلاء من أبان عن حسه الإنساني داخل الجناح المخصص لضحايا كوفيد، من خلال تقديم الخدمات للمرضى بكل مسؤولية مخاطرين بصحتهم وصحة أهاليهم في زمن الجائحة.

هنا بمستشفى الحسن الثاني، تجد مرضى متذمرين متوسلين تائهين بين مرافق المستشفى بحثا عن تشخيص أمراضهم، ومنهم من يرغب في اجراء عملية جراحية ” العظام ازالة المرارة….” ومنهم من يبحث عن طبيب مختص ومنهم حمل أمراضه وأسقامه وعاد أدراجه.

نعم، وحتى نكون منصفين، هناك أطر طبية تشتغل بضمير مهني وشرف، وقد أبانت عن ذلك من خلال انخراطها الجدي والمسؤول زمن الجائحة، منهم من انخرط في اجراء التحاليل المخبرية لكوفيد، وتسليم الشواهد الطبية والاشراف على الأقسام المخصصة لإيواء المرضى، ومنهم من سافر قاطعا المسافات إيابا وذهابا وهمه الوحيد خدمة العباد والبلاد، ومنهم توارى عن الأنظار واختار منطق العمل بالقطاع الخاص وسارع إلى تقديم الخدمات به.

نعم قد نتفهم حساسية المرحلة وزمن كورونا، ونحترم هؤلاء ونشد على أيديهم بحرارة على وطنيتهم واخلاصهم ونبل أخلاقهم، لكن أن يظل المرضى الآخرون الباحثين عن موعد لتشخيص أمراضهم والاستفادة من اجراء عملياتهم الجراحي تائهين ينتظرون ويعانون ويشكون ويبكون على حائط المستشفى وعلى بابه الرئيسي بدعوى حساسية المرحلة والضغط الكبير على المرافق والقاعات، في حين تجد البعض منهم يسارعون الخطى للعمل بالمصحات الخاصة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى