سفير المغرب بموريتانيا : المغرب أول مورد إفريقي لموريتانيا

هبة بريس -وكالات

كشف السفير المغربي في نواكشوط، حميد شبار، بأن المملكة المغربية تعتبر أول مستثمر في موريتانيا على الصعيد الإفريقي، كما أنها تمثل أول مورد إفريقي للسوق الموريتاني بنسبة تفوق 50%، و أن موريتانيا تستورد من المغرب ما يقارب 660 ألف طن سنويا من مختلف السلع، مشيرا إلى أن “الخضر والفواكه لا تشكل إلا نسبة % 13 من مجموع صادرات المغرب نحو موريتانيا».

وأوضح السفير المغربي في حوار أجراه مع جريدة ”الأخبار“ الموريتانية، على أن «المنتجات ذات الطابع الصناعي هي التي تحتل الصدارة وتضم مستلزمات التلفيف والكرتون، منتجات بلاستيكية، مولدات ومستلزمات كهربائية، أدوية ومعدات طبية، بالإضافة إلى المواد والمدخلات الضرورية للقطاعين الصناعي والفلاحي كقطع الغيار والزيوت الصناعية والأ سمدة والمواد الكيماوي».

وأوضح شبار، خلال ذات المقابلة على أن الشركات المغربية تنشط بموريتانيا في قطاعات الاتصالات والأبناك وتوزيع الغاز المنزلي وصناعة الاسمنت ومواد البناء، وكذلك تحويل المنتجات السمكية وغيرها من الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في مجال الخدمات.

وبخصوص تبادل الزيارات المعلن عنه بين الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الغزواني، والذي يوصف بأنه حدث تاريخي، خصوصا وأنه الأول من نوعه منذ فترة طويلة، أوضح السفير المغربي بأن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس مع أخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أكد قائدا البلدين عن ارتياحهما الكبير للتطور المتسارع الذي تعرفه مسيرة التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين كما عبرا عن رغبتهما الكبيرة في تعزيز هذه العلاقات والرقي بها، بما يسمح بتعميق التعاون الثنائي وتوسيع آفاقه وتنويع مجالاته.

وأضاف السفير المغرب خلال نفس السياق :” هذا التوصيف الذي أعطاه قائدا البلدين وكذا خارطة الطريق التي سطراها لمستقبل هذه العلاقات، وخاصة مشروع تبادل الزيارات بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، يبشر بآفاق واعدة للشراكة بين البلدين ستكون لا محالة في مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين إذا استحضرنا التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة“.

وأضاف شبار بأن هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة يتوج لمسار الدينامية التي عرفتها العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال السنتين الأخيرتين، أما بالنسبة لتوقيت الزيارة، فسيتم تحديده في حينه عبر القنوات الدبلوماسية.

وبخصوص تقييم العلاقات المغربية الموريتانية أكد السفير خلال ذات الحوار أن العلاقات الثنائية بين البلدين ممتازة وتشهد تطورا متسارعا ودينامية غير مسبوقة خلال السنتين الأخيرتين، كما يتبين ذلك من خلال الوتيرة المتزايدة لتبادل الزيارات بين الوزراء والمسؤولين السامين بالبلدين في عدة قطاعات متنوعة، مما أعطى دفعة جديدة وحقيقية للعلاقات الثنائية، وقد تم تسجيل أكثر من 42 زيارة رسمية متبادلة بين الطرفين، خلال هذه الفترة، رغم تداعيات جائحة كورونا التي أثرت بشكل ملحوظ على النشاط الدبلوماسي الثنائي و الاقليمي والدولي على حد السواء.

واسترسل شبار أنه من المحطات الهامة في مسلسل تبادل الزيارات،” نذكر على سبيل المثال لا الحصر، قيام رئيس حكومة المملكة المغربية، السيد سعد الدين العثماني بزيارة موريتانيا لمرتين: الأولى بمناسبة مشاركته في مؤتمر المانحين لمجموعة الخمسة لدول الساحل، الذي نظم بنواكشوط أواخر ديسمبر 2018، والثانية، بمناسبة حفل تنصيب فخامة الرئيس، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في مطلع غشت 2019. ولا تفوتني المناسبة أن أذكر بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، كان أول المهنئين لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مباشرة بعد انتخابه رئيسا للجمهورية“.

واسترسل :”كما نذكر بزيارتي السيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، لموريتانيا، الأولى مطلع شهر نونبر 2018، حاملا رسالة ملكية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والثانية في18 فبراير 2020 والتي حضي خلالها باستقبال من طرف السيد فخامة رئيس الجمهورية والسيد الوزير الأول“.

وزاد قائلا :”نذكر بزيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد لبلادنا، لمرتين: الأولى في شتنبر 2018، غداة تعيينه، والتي تميزت باستقباله من طرف السيد رئيس الحكومة والسيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والسادة رؤساء مجلسي النواب والمستشارين بالإضافة لرئيس الكنفدرالية العامة لمقاولات المغرب، والثانية خلال مشاركته في قمة الشباب والطلبة الأفارقة في ديسمبر 2019. و ينعكس المستوى المتميز للعلاقات الثنائية على مستوى التشاور بين البلدين في القضايا الإقليمية والقارية و تطابق وجهات النظر في تلك القضايا ذات الاهتمام المشترك. هذا دون إغفال الدعم المتبادل في مجال الترشيح للمناصب والانتدابات في المنظمات الدولية و الإقليمية“.

وأكد شبار أن هذه العلاقات تعززت على المستوى البرلماني بالإعلان، منتصف أكتوبر الماضي، عن إنشاء مجموعة الصداقة البرلمانية الموريتانية المغربية بالجمعية الوطنية الموريتانية التي تضم نائبات ونواب يمثلون جميع الأطياف السياسية. و ستساهم هذه المجموعة، بكل تأكيد، مع نظيرتها في البرلمان المغربي على تعزيز التعاون والتنسيق بين الهيئات التشريعية في البلدين.

وعلى الصعيد الأمني والعسكري، أكد شبار أن ”العلاقات المغربية الموريتانية، تعززت خلال السنتين الأخيرتين، بزيارة لوفد موريتاني رفيع المستوى برئاسة الجنرال محمد ولد مكت، المدير العام للأمن الوطني آنذاك إلى الرباط، أواخر شهر يناير 2020، حيث تم استقباله من طرف وزير الشؤون الخارجية، السيد ناصر بوريطة، و تباحث مع نظيره المغربي، السيد عبد اللطيف الحموشي، مسألة وضع تصور للتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكذا تبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من التجربة المغربية في مجال تكوين الأطر الأمنية“.

وبخصوص التعاون الثنائي الاقتصادي، سجل السفير المغربي تنظيم “المنتدى الاقتصادي الموريتاني المغربي” في نواكشوط و نواذيبو، نهاية دجنبر 2018، مع تسجيل مشاركة أزيد من 100 مقاولة مغربية. مؤكداً أن هذا المنتدى مكن من إعطاء روح جديدة للتعاون في مجال الاستثمار والتبادل التجاري ومكنت رجال الأعمال المغاربة من الوقوف على التطورات الأخيرة والانجازات الموريتانية في مجال تشجيع الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال وكذلك على انتظارات موريتانيا في مجال التنمية الاقتصادية.

كما أكد كذلك تسجيل الدعم والتضامن الذي عبر عنه المغرب في أوج أزمة كوفيد-19 عبر إرسال طائرتين محملتين بأدوية ومستلزمات طبية ومعدات للوقاية من الفيروس، تضمنت نصف مليون كمامة طبية و 60000 نظارة واقية و 2000 لتر من المعقمات الكحولية و كميات هامة من الأدوية المعتمدة في البرتوكولات العلاجية…و غيرها من المواد.

وعن قرار الاعتراف من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء و سيادة المملكة المغربية الكاملة على الصحراء المغربية، أكد السفير أن يعتبر حدثا بارزا و تاريخيا بكل المقاييس وذلك بالنظر إلى حجم بلد كالولايات المتحدة الأمريكية، العضو الدائم في مجلس الأمن والقوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم بالإضافة إلى دورها المحوري في صناعة القرار الدولي.

واسترسل معتبرا القرار مكسبا هاما ليس فقط للدبلوماسية المغربية بل للمنطقة عموما من حيث مساهمته الحاسمة في إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى