طرائف الحسن الثاني مع بعض الفنانين

القسم الفني _ هبة بريس

ان التاريخ الفني للحسن الثاني يشهد على أنه كانت له أيادي بيضاء على الفنانين المغاربة، كان يهب لهم هبات وأموالا ومأذونيات لعلمه بمعاناة الفنان المغربي الذي لا يجد ما يسد به رمقه عندما يعجز عن الوقوف فوق الخشبة. مثالا على ذلك حين استدعى الفنان المغربي المزكلدي لكي يغني في عرس ابنته، سأله الملك عن غيابه لأنه لم يكن قد رآه منذ مدة، فأجاب المزكلدي: نعم أسيدي اللي كلا حقو يغمض عينو” فقال له الملك وكيف هي أحوالك الآن؟ فأجاب المزكلدي: أنا مريض طريح الفراش ولا من سأل عني. وبعد الحفل استقبله الملك وقال له: ماذا تطلب؟ وبكل نبل أجاب المزكلدي: نعم أسيدي وضعي المادي مريح ولكني أريدكم أن تلتفتوا إلى المعطي بلقاسم، إنه يموت ولديه أكثر من سبعة أولاد.

ومن القصص الطريفة والجميلة التي وقعت لبعض الفنانين مع الحسن الثاني نذكر الفنان أحمد الغرباوي الذي طلب الملك أن يراه فلم يجدوه، لكونه كان يغني في العلب الليلية، لما التقى به سأله قائلا: أين ذهبت؟ فرد عليه: أبحث عن الخبز يا مولاي. حينها أمر الملك وزير الأنباء والثقافة حينها أحمد العلوي بتوظيفه، ولما التقى الملك بأحمد الغرباوي مرة أخرى سأله إن كانت الوظيفة قد أعجبته، فأجاب الغرباوي: لقد وظفوني في السلم 7 يا مولاي. فغضب الملك غضبا شديدا وقال لوزيره في الثقافة: هل مبدع إنها ملهمتي يتم توظيفه في السلم السابع؟

وأما عن الحاج يونس الفنان المغربي الذي كان من أمهر العازفين على آلة العود فقد كان الملك يعجب به ويكرمه ويقول له أنا أكرم العود وعليك أن تقوم أنت كذلك بإكرامه، وهذه الكلمات دفعت بالحاج يونس لتأسيس مهرجان تطوان للوتريات الذي لازال مستمرا لحد الآن، وهو الأمر الذي تعامل معه الحسن الثاني بالمثل حيث اتصل هاتفيا بالحاج يونس وطلب منه أن يتجه إلى مدير البنك المغربي ويطلب منه ورقة مالية من فئة عشرة دراهم وسيرى أن الملك أمر بتكريم العود وذلك بجعله في هذه الورقة المالية، ولكن الحاج يونس سيعقب على الملك بقوله ولكن أسيدي هذا العود مصري وليس مغربيا لأن العود المصري هو الذي يحتوي على 12 لولبا أما المغربي فيشتمل على 11 لولبا فقط، فغضب الحسن الثاني وأمر بتصحيح الخطأ بعدما كانت الورقة المالية قد انتشرت ولكن لم يلتفت إليها أحد.

أما عن المجموعات الغنائية فكانت لمجموعة ناس الغيوان حكايات وقصص طريفة مع الراحل الحسن الثاني حيث يحكي أحد أفراد المجموعة عن حوارات موسيقية وملاحظات الحسن الثاني حول الآلات والموازين الموسيقية التي كانوا يستعملونها مما كان يجعلهم في حرج بالغ أمام عبقري فذ وموسيقي يهابه الموسيقيون عندما يعزفون أمامه.

ومن الغريب والمضحك في قصص ناس الغيوان ما وقع لعمر السيد عندما دخل للقصر الملكي أول مرة كمسرحي فقال للملك حتى أنا أريد أن أغني أغنية لقد لحنتها مؤخرا، فقال له الملك وما هي هذه الأغنية؟ فأجاب عمر السيد عنوانها: ” قطتي صغيرة” فأجاب الملك: ” هذه قطعة موجودة في التلاوة”. فانطلق عمر السيد يغني ” قطتي صغيرة اسمها نميرة” فكانت هذه الأغنية هي المنطلق الذي على إثره تأسست مجموعة ناس الغيوان

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضه من رياض الجنة.
    لم ولن يجادلني أحد إن قلت أنه كان في قمة الروعة

  2. رحمة الله على الملك الفذ الحسن الثاني كان فعلا موسوعة في كل المجالات من سياسة وقانون وفن كان سابقة في عصره اتذكر خطبه فاحس بانتشاء احس بعظمة الرجل كان ملكا محنكا تغمده الله في رحمته واسكن روحه في واسع جنانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى