الخارجية الإسبانية متخوفة من تقارب أمريكي بريطاني مع المغرب في قضية صحرائه

ع اللطيف بركة : هبة بريس

يبدو أن الخارجية الاسبانية في أخر خرجاتها حول موقف الادارة الامريكية بعد الاعتراف بمغربية الصحراء، لم يمر دون تحرك هذه الاخيرة للتواصل مع إدارة ” بايدن” المنتخب بحسب ما تسرب لوسائل إعلام في شبه الجزيرة الايبيرية ، من أجل العدول عن قرار البيت الابيض التي رأت فيه ” أحادي” ويحتاج الى التوافق بشأنه في المنتظم الدولي.

وزيرة الخارجية الاسبانية “أرانشا غونزاليس” وتصريحاتها التي جاءت مباشرة بعد تأجيل الزيارة الرسمية لممثلي الحكومة الى المغرب الى فبراير من السنة القادمة، إعتبره محللون للشأن السياسي لدول المتوسط، خرجة ” إستباقية” لعرقلة الانتصار الدبلوماسي للمغرب حول إنتزاع الاعتراف الامريكي، لكن هؤلاء إعتبروا أن الجارة الشمالية للمملكة، تبحث عن موطئ قدم لها بين الدول العظمى، بعد ورود أخبار أن التاج البريطاني بدوره يتباحث إمكانية البوح بإعتراف لصالح قضية الصحراء المغربية، وهو من شأنه أن يدعم قضية المغاربة الاولى في المنتظم الدولي ( الأمم المتحدة ومجلس الأمن)، والذي تعد الولايات المتحدة الامريكية والمملكة البريطانية أهم الفاعلين بهما .

المغرب قد عمق شركاته في العقد الاخير مع الجارة الاسبانية في كافة المجالات أولها ” التعاون الأمني” في منطقة البحر الابيض المتوسط من أجل محاربة ” الهجرة الشرعية والاتجار الدولي للمخدرات”. كما أن التعاون الاقتصادي بين الجانبين عرف طفرة نوعية من حجم المبادلات التجارية، وهو ما ساهم أن تحقق إسبانيا نوعا من الاستقرار الاقتصادي خفف من تاثيرات الازمة المالية، قبل أن تعصف كذلك جائحة ” كورونا” بكل البرامج الاقتصادية والاجتماعية للجارة الشمالية .

– ملف ترسيم الحدود البحرية وقضية المدينتين المحتلتين هاجس إسبانيا

تابعت الجارة الاسبانية، خطوات المملكة المغربية، في التصدي للجائحة ” كورونا” عبر خطة إستباقية شكلت تميزا عالميا، بعد إحداث صندوق للدعم خاص بتداعيات الجائحة، والاصلاحات الفورية من أجل حماية الاقتصاد الوطني، لكن ما شكل ” هاجس” لإسبانية هو قلقها من التقارب مع دول عظمى ” أمريكا و إسرائيل” بعد النقاش حول ” التطبيع” مع المغرب، مما يسير في إتجاه تحول رساميل مهمة الى المغرب، على شكل إستثمارات، خصوصا بعد إعلان البيت الابيض إفتتاح ” قنصلية” بمدينة الداخلة جنوب المملكة، من أجل جلب إستثمارات هناك، الى جانب مطالب من حزب ” الاستقلال” لأحد قيادييه بالصحراء ” ولد الرشيد” الذي طالب بإحداث مطار دولي بمدينة العيون عاصمة الصحراء.

التقارب ” الامريكي البريطاني” للمغرب، توجست منه إسبانيا، على إعتبار أن هناك عدة ملفات عالقة لعقود من الزمن لم تتم تصفيتها بين المغرب وإسبانيا، منها قضية المدينتين المحتلتين ” سبتة ومليلية” والتي بدورهما يعيشان أهلها تهميش كبير في السنوات الاخيرة، بعد منع ” التهريب” الذي كان يدر على سكانها أموال للعيش، دون يقابل هذا الاجراء أي تدخل لدعم إقتصاد المدينتين.

الملف الثاني يتعلق بنشر قانونين يتعلقان بسط الولاية القانونية للمملكة على كافة مجالاتها البحرية، غردت الخارجية الاسبانية قبل قليل لتعود للحديث حول اقرار المغرب ترسيم حدوده البحرية، وهو ما إعتبرته الخارجية الاسبانية في وقت سابق، يتطلب الاتفاق على المناطق المحتمل الاختلاف حولها، عبر اتفاق ثنائي يتماشى مع القانون الدولي.

وسبق لأرانشا غونزاليس وزيرة الخارجية الإسبانية التأكيد على أن “المملكة الإيبيرية تحترم مسطرة ترسيم القواعد البحرية المعروفة على الصعيد الدولي”، وفي حوار لها مع صحيفة الباييس، قالت المسؤولة الحكومية أن “الإجراء الذي اتخذه المغرب بترسيم حدوده البحرية، « ليس أحادي الجانب، على اعتبار أن لكل الدول الحق في تحديد مياهها البحرية الإقليمية”، مؤكدة أن “المغرب عمِد إلى ترسيم حدوده البحرية على غرار إسبانيا”.

فهل إسبانيا متخوفة من دخول فاعل دولي آخر ” بريطانيا” بالصحراء، قد يقلص من رغبتها في الاستثمار بالاقاليم الجنوبية اعتبارا أنها كانت مستعمرة سابقة لها؟؟ وهل توالي الاعترافات لدول عظمى بمغربية الصحراء، وصمت الجارة إسبانيا قد يقلل من حظوظها الاقتصادية بجنوب المملكة ؟؟ .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. حسابات اسبانيا الاستراتيجية بدا يشوبها التهديد لذلك تحركت عساها تنقذ مايمكن انقاذه خاصة في عملية تحد المجال البحري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى