مصطفى تاج يكتب.. “قتلة الفرح بيننا”
الكاتب : مصطفى تاج
دائماً ما كنت أحبذ النقاش الصريح والجوهري في كل القضايا المجتمعية بدون طابو أو كليشي، ولطالما آمنت بأن النقاش الصريح والراقي سيؤدي لا محالة إلى التفاهم أو على الأقل الاحترام المتبادل.
أما ما رأيته وأراه من نقاشات حول المستجدات الدبلوماسية الأخيرة، جعلني أشفق على الكثيرين الذين يستغلون أية فرصة سانحة للمزايدة على الآخرين، ولو تعلق الأمر بمسألة الوفاء الطبيعي للمغاربة اتجاه القضية الفلسطينية العادلة.
إن ما نشاهده من شبه فتنة داخلية الآن يساهم في إشعالها بعض الدعاة وتابعيهم، وبعض الحركات الإسلامية التي تتخذ مواقفها طابعا سياسياً أكثر منه دينياً، وبعض المحسوبين على اليسار الذين يعارضون كل شيء، من باب أنهم خلقوا فقط ليعارضوا.
والمؤكد أن هذه المزايدات لن تعود على أصحابها بشيء، خصوصاً أولئك الذين يطمعون في تسويقها انتخابيا، إذ أن منطق الانتخابات في المغرب، والعوامل التي تحسم في مخرجاتها لا علاقة لها بالمشجب الذي يريدون تعليق عليه ما يرونه هم غسيل الآخرين.
إن هذه الجهات تحاول وهي غير دارية أن تعكر صفو الوحدة الوطنية اتجاه مختلف القضايا الكبرى، إذ أن المغاربة كانوا دائماً وحدويين اتجاه قضاياهم الداخلية والخارجية، كما أن خلفية المؤامرة التي تحكم منطق تقييماتهم لهذه المستجدات أفسدت بعضاً من الفرحة العامة والانتصار الكبير فيما يخص ملف الوحدة الترابية للمملكة، باعتراف دولة كبرى هي عضو في مجلس الأمن وهي المكلفة بإعداد التقرير حول ملف الصحراء، وبإعلانها تبني الخريطة الكاملة للمغرب وعزمها إحداث قنصلية لبلدها بمدينة الداخلة… إنهم قتلة الفرح.
ولأن الكثير ربط بين الحدثين، اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء في مقابل إعادة العلاقات المباشرة بين المغرب وإسرائيل، وهذا أمر وارد، فإن بلاغ الديوان الملكي تعمد عزل البلاغين في إعلان للانتصار الدبلوماسي في رسالة البلاغ الأول، وإعلان للطمأنة حول ثبات الموقف في البلاغ الثاني… فلماذا هذا التصلب والتحامل؟
إن أصحاب منطق “نحن بقينا أوفياء لفلسطين والآخرون باعوا القضية” لم يقرأوا إلا جزءً واحداً من الكتاب، وهو البلاغ الأول فقط، فيما بلاغ الديوان الملكي الثاني تطرق بالكامل للقضية الفلسطينية وثبات موقف المملكة اتجاهها، في شبه كشف لمجريات محادثة هاتفية جرت بين رئيسي المغرب وفلسطين، فلماذا هذا التشكيك الفارغ الذي يصب خارج ما دار في المكالمة؟ ثم كيف تستقيم إشادة الرئيس عباس أبو مازن بإنجازات المغرب فيما نجد قلقا واحتجاجا لدى أطراف داخلية؟ هل فلسطين تهم هذه الأطراف المشككة أكثر مما تهم رئيس السلطة الفلسطينية نفسه؟
عين العقل و التحليل المتزن و قتل الفتن ياناس انسيتم المغرب 12 قرن امام مروجي الخزعبلات التي يقتاتون عليها
يقال ان القضية تجارية يجمع بها اصحابها المال ليعيشوا الرفاهية في مختلف البقاع..
تهافت المتصهينين اصبح جايز لانهم لم يعيشوا فترات القمع