بويبلان: هكذا يئن سكان المناطق النائية تحت وطأة البرد و الثلوج

ع محياوي – هبة بريس

تعيش ساكنة عدد من مناطق إقليم تازة، خصوصا القاطنة بالجبال والمناطق النائية، هذه الأيام، معاناة حقيقية بسبب عودة الثلوج و الصقيع و الأمطار الغزيرة التي أعلنت عنها الأرصاد الجوية الأسبوع الماضي، ساكنة هذه المناطق الجبلية يعتبرون فصل الشتاء من كل سنة موسم “عذاب” لديهم، حيث ينقطعون عن العالم الخارجي بسبب انقطاع الطرق وتساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة والعزلة التامة، ما يزيد من معاناة الفقراء، الذين يفتقدون أبسط ضروريات الحياة، ويتجرعون مرارة العيش بعيدا عن أعين المسؤولين المنتخبين الغائبين فترة هذه الجائحة لمعالجة الوضع والعمل من أجل تخفيف آثار المعاناة التي تئن تحت وطأتها الساكنة الجبلية .

بمجرد تساقط أولى الثلوج بالإقليم، تهز عدد من صور الأطفال والنساء والشيوخ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تظهرهم وكأنهم يعيشون خارج التاريخ، وتنقل تفاصيل حياتهم الرثة في منازل مهددة بالسقوط في أي لحظة وأغطية مهترئة تتخبط ساكنتها في دوامة النسيان وفقر لا نهاية له، حتى سار السكان لا يعتبرون أنفسهم أحياء بل أمواتا في زمن يتنكر فيه الحاضر للماضي..

الحياة القاسية لساكنة أعالي الجبال ببويبلان لا تعرف المبررات الحكومية، فما يحصل هو حالة طوارئ فرضتها الطبيعية، ومن واجب الحكومة أن تتوفر على وسائل التعامل مع هذه الطوارئ بدل الاستسلام وتعليق العجز على غياب الإمكانيات. ولإنقاذ هؤلاء السكان، الذين منهم الأطفال والعجزة والمرضى وأصحاب الحالات الصحية الصعبة، على الحكومة التفكير في استخدام الطائرات المروحية لإيصال المعونات والمساعدات والمواد الغذائية إلى السكان المحاصرين، لأن استمرار هذه المعاناة قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، خصوصا إذا توالت التساقطات الثلجية واستمرت موجة الصقيع في ضرب هذه المناطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى