رجال الصفوف الأمامية .. كوادر طبية في قلب الجائحة

محمد منفلوطي_ هبة بريس

من لايشكر الناس لايشكر الله، إنهم رجال الصفوف الأمامية من الكوادر الطبية وشبه طبية المدنية والعسكرية، التي تقف ندا لند في مواجهة هذا الفيروس اللعين، تقف بين مطرقة ارتفاع منسوب الحالات وسندان نفاذ الطاقة الاستيعابية.

النموذج هنا من قلب مستشفى الحسن الثاني بسطات، إذ أن مختلف هذه الأطر الطبية تقف بشرف كل صباح لاستقبال الحالات واخضاعها للتحليلات المخبرية أمام تزايد عدد المصابين بالفيروس بالإقليم، ونفاذ الطاقة الاستيعابية للمستشفى، وامتلاء أسرة الجناح المخصص ل”كوفيد 19″، وكذلك أسرة العناية المركزة، في الوقت الذي تتابع فيه بعض الإصابات الجديدة علاجها بالمنازل.

رجال ونساء شرفاء وشريفات من مهنة التطبيب، يقفون مع كل صباح ينخرطون بكل مسؤولية في تحضير أدوات ومعدات التحاليل و أخذ عينات منها للأشخاص الوافدين على المستشفى من أجل إجراء التحاليل للكشف عن العدو الخفي، وكلهم أمل أن يتم انهاء هذا الكابوس المرعب، مع كل مساء يعملون على توزيع الأدوية على الأشخاص الذين تم اكتشاف إصابتهم بالعدوى ناهيك عن قيامهم بدور التشخيص والقيام بجولات على المرضى داخل جناح كوفيد 19، كما أن عمل البعض منهم لم يقف عند هذا الحد، بل يتعداه ليقوم بعمل آخر مرتبط بالتشريح الطبي وتسليم الشواهد الطبية والاشراف على قسم المستعجلات.

مستشفى الحسن الثاني بسطات الذي يعاني شحا خطيرا في الموارد البشرية، يبقى مرفقا عموميا يقدم خدماته على قدر الإمكان وهي رسالة قوية تستوجب وقفة حقيقية للعمل على انقاذه وضخ دماء جديدة في عروقه لاسيما وأن العديد من كوادر الطبية المخلصة ذات الكفاءة العالية هجرته إما تنقيلا وانتقالا وتقاعدا.

مستشفى الحسن الثاني بسطات، وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى تعبئة الطب العسكري، وتعزيز الهياكل الطبية المخصصة لتدبير جائحة فيروس كورونا، يبقى ملاذا للطبقة الفقيرة البائسة التي تبحث عن موطئ قدم من أجل الاستفادة من الخدمات الطبية، تجدهم مسمرين على بابه الرئيسي مع كل صباح باكر همهم الوحيد هو الولوج وتلقي العلاجات الضرورية، لكن هذا المرفق ومع بلوغ الفيروس ذروته، بات يعاني من الاكتظاظ وأضحت كوادره الطبية والتمريضية والعسكرية خاصة بالمستعجلات وجناح كوفيد تحت ضغط رهيب جراء قلة التجهيزات ونقص الموارد البشرية، وحالات الإصابة في تكاثر و لا سرير شاغر للإنعاش و لا للتطبيب كما أن عدد من الأطر الطبية والتمريضية والعسكرية أصيبت بهذا الفيروس.

أمام هذا الوضع خرجت عدة فعاليات مجتمعية وحقوقية عن صمتها، ومنهم من ناشد وطلب الاستغاثة، ومنهم من كتب مدونا على صفحات التواصل الاجتماعي، ومنهم من نظم وقفات احتجاجية وتوعد، كلها مطالب في نظرهم معقولة ومنطقية، وهي رسالة إلى السلطات الإقليمية والجهوية والوطنية، وهو نداء استغاثة إلى وزير الصحة وكذا رئيس الحكومة، من أجل الدخول على خط المشاكل التي بات المستشفى يتخبط فيها، وايفاد لجان مركزية بطابع فجائي لا تلك التي يتم الاعلان مسبقا، بغية تقييم الوضع وإصلاح الأعطاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى